8 فائزين بجائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للتميز بمكافحة الفساد

20 نوفمبر 2024
الفائزون بجائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سان خوسيه 20 نوفمبر 2024 (الديوان الأميري)
+ الخط -

كرّم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والنائب الأول لرئيس كوستاريكا ستيفان برونر نييبيج في سان خوسيه، اليوم الأربعاء، الفائزين بالنسخة الثامنة من "الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد"، التي تنظم بالتعاون مع الأمم المتحدة.

وفاز بجوائز الدورة الثامنة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء القطرية "قنا"، كل من منى بوشاهين بجائزة إنجاز العمر، وهي جائزة الإنجاز المتميز في مكافحة الفساد، وروبرت كليتغارد وألبرتو فانوشي بجائزة البحث والمواد التعليمية الأكاديمية لمكافحة الفساد. كذلك فاز رودريغو أرياس غريو، وإلياس بانتيكاس بجائزة حماية الرياضة من الفساد، وخديجة شريف بجائزة الابتكار أو الصحافة الاستقصائية لمكافحة الفساد، وغايو جيمس مبويا ومنظمة ميخور ميكسيكو بجائزة إبداع الشباب وتفاعلهم لمكافحة الفساد.

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس كوستاريكا رودريغو تشافيز روبلز، قد أزاحا، في وقت سابق اليوم الأربعاء، الستار عن النسخة الثامنة من النصب التذكاري للجائزة التي تنظم بالتعاون مع الأمم المتحدة، وذلك في حديقة لاسبانا بالعاصمة سان خوسيه. كذلك شهد أمير قطر ونائب رئيس كوستاريكا ستيفان برونر نييبيج، حفل تكريم الفائزين، وفيلماً وثائقياً عن تاريخ الجائزة وآخر عن المتنافسين والفائزين بها، وما حققوا من إنجاز في مجالات اختصاصاتهم، بالإضافة إلى عرض عدد من الفيديوهات الخاصة بجهود تنمية الشفافية وتعزيزها ومكافحة الفساد.

وقد ألقى النائب الأول لرئيس كوستاريكا كلمة خلال الاحتفال أشاد فيها بـ"جهود دولة قطر ودورها الريادي في تعزيز النزاهة والشفافية محلياً وإقليمياً ودولياً"، موضحاً أنّ استضافة بلاده لحفل تكريم الفائزين بالجائزة جاء بدعم من منظمة الأمم المتحدة، ومركز سيادة القانون ومكافحة الفساد، وفي إطار التزامات كوستاريكا الدولية بمكافحة الفساد، كما نصت عليها اتفاقيات الأمم المتحدة ومنظمة الدول الأميركية، بالإضافة إلى الأهداف المدرجة في أجندة التنمية المستدامة 2030.

وأشار إلى أن بلاده جسدت هذه الالتزامات الدولية من خلال الاستراتيجية الوطنية للنزاهة والوقاية من الفساد، التي تشارك فيها مؤسسات الرقابة والموظفون العموميون والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية، معتبراً "تنظيم هذا الحدث الكبير للمرة الأولى في أميركا اللاتينية، رسالة عالمية لتعزيز الوحدة الدولية في مكافحة الفساد، وتأكيداً لأهمية العمل المؤسسي والتعاون الدولي لضمان مستقبل مستدام وآمن، بعيداً عن مخاطر الفساد وإغراءاته"، لافتاً في الوقت نفسه إلى تحقيق بلاده "إنجازاً مهماً هذا العام، حيث احتلت المرتبة الثالثة بين أقل الدول فساداً في مؤشر مدركات الفساد لعام 2024، متقدمة بثلاث مراتب مقارنة بالعام الماضي"، ومشدداً على أن تحقيق التنمية المستدامة لا يمكن أن يتحقق دون التصدي للفساد، ومعالجة تداعياته.

من جانبه، قال المحامي الخاص للأمم المتحدة لمكافحة الفساد، علي بن فطيس المري، في الحفل ذاته، إنّ "جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، تمثل منصة عالمية لتكريم الجهود المتميزة لإبراز النماذج الناجحة التي تحدث تغييراً إيجابياً في مجتمعاتها"، موضحاً أنّ اختيار كوستاريكا لاستضافة النسخة الثامنة من حفل تكريم الفائزين بالجائزة "يعكس تقديراً دولياً لجهودها الرائدة في تعزيز النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد، ودورها الملهم في هذا المجال"، قائلاً في هذا السياق، إنّ "وجودنا في كوستاريكا يؤكد أن مكافحة الفساد ليست مجرد حلم، بل هدف واقعي يمكن تحقيقه عندما يعمل المخلصون لوطنهم بإرادة صادقة وإيمان بمستقبل أفضل". 

ودعا المحامي الخاص للأمم المتحدة لمكافحة الفساد، إلى إطلاق دعوة صريحة وشاملة لإعلان الحرب على الفساد، مشدداً على ضرورة التركيز على هذه القضية الملحة في منطقة أميركا اللاتينية وغيرها من مناطق العالم. واعتبر أنّ التعاون الدولي بين الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية "ركيزة أساسية لتحقيق النجاح في مواجهة هذه الظاهرة التي تعيق التنمية والاستقرار". 

وكانت جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد قد أطلقت عام 2016، وكانت احتفاليتها الأولى في فيينا، فيما كانت دورتها الثانية في مقر الأمم المتحدة بجنيف عام 2017، فيما عقدت الدورة الثالثة للجائزة في ماليزيا عام 2018، وأقيمت الدورة الرابعة في رواندا عام 2019، أما الدورة الخامسة فقد أقيمت في تونس عام 2020، وأقيمت الدورة السادسة في دولة قطر عام 2022، وأقيمت الدورة السابعة في أوزبكستان عام 2023.

ووصل عدد الفائزين بالجائزة خلال السنوات السابقة إلى 51 فائزاً، إذ حصل على هذه الجائزة 7 فائزين عام 2016، و6 فائزين عام 2017، و8 فائزين عام 2018، فيما بلغ عدد الفائزين 7 لكل عام من الأعوام 2019 و2020 و2022، وفي عام 2023 بلغ عدد الفائزين بالجائزة 9 فائزين. 

وتعتبر جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، مبادرة قطرية عالمية الأهداف والأبعاد، ترسخ الحكم الرشيد والشفافية، وتطلق يد العدالة لاجتثاث آفة الفساد التي تشكل خطورة بالغة على مستقبل الأمم وتقدمها ورفاهية شعوبها، وقد جاءت هذه الجائزة تكريساً لقيم دولة قطر وتتويجاً لجهودها محلياً ودولياً وإقليمياً في تعزيز مبدأ الشفافية والنزاهة والمساءلة، وهي جائزة دولية سنوية تقدم بالتعاون مع الأمم المتحدة، تقديراً من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لما يقوم به الرواد في مجل محاربة الفساد والجريمة على المستوى الدولي.

وتكمن أهمية الجائزة التي تُعَدّ دولة قطر صاحبة السبق العالمي في إطلاقها، في كونها تهدف إلى محاربة الفساد ودعم قضايا التنمية في دول العالم كافة، وتقديم التقدير والدعم للأشخاص الذين يكرسون حياتهم العملية في مكافحة الفساد أو الذين لديهم إسهامات متميزة، محلياً أو دولياً، في منع الفساد ومكافحته. كذلك تسلط الجائزة الضوء على الإجراءات المثالية والجديرة بالملاحظة والممارسات الجيدة على الصعيد العالمي، بالإضافة إلى تقدير النماذج المكافحة للفساد من جميع أنحاء العالم وتعزيزها وجمعها ونشرها، فضلاً عن زيادة الوعي والدعم والتضامن وتشجيع أي مبادرات عالمية نحو إقامة مجتمعات خالية من الفساد.

المساهمون