4 عوامل وراء قوة الفرنك السويسري

14 يوليو 2023
الفرنك حافظ على قوته رغم أزمة كريدي سويس (Getty)
+ الخط -

واصل سعر صرف الفرنك السويسري ارتفاعه مقابل الدولار ليصل إلى أعلى مستوياته منذ العام 2015، بعدما واصل زيادته منذ أواخر العام الماضي وسط توقعات بأن الفارق بين أسعار الفائدة في سويسرا والولايات المتحدة سيستمر في التراجع، حسب تقرير بوكالة بلومبيرغ.

ووفق الوكالة، رفع البنك المركزي السويسري سعر الفائدة إلى 1.75%. وأشار البنك إلى أنه ينوي زيادة الفائدة على الفرنك في الاجتماع المقبل المقرر في سبتمبر/أيلول المقبل.

ويعد الفرنك ثاني أفضل العملات أداءً بين اقتصادات مجموعة العشرة الصناعية الكبرى G10 طوال العام 2022، كما ارتفع بنسبة 6.5% مقابل الدولار و2.7% أمام اليورو خلال العام الحالي حتى الآن، والأقوى مقابل جميع العملات، باستثناء الجنيه البريطاني منذ بداية العام.

ويلاحظ أن العديد من أثرياء أوروبا تحولوا من مصارف منطقة اليورو إلى المصارف السويسرية حينما تدهور سعر صرف العملة الأوروبية إلى أقل من دولار واحد في العام الماضي.

ويرجع محللون في قناة " سي إن بي سي" الأميركية قوة الفرنك السويسري إلى 4 عوامل رئيسية، وهي قوة اقتصاد سويسرا، والحيادية السيادية للدولة وعدم تأثرها بالنزاعات الجغرافية والحروب، والاحتياطي الأجنبي القوي لدى البنك المركزي والذي يدعم سعر صرف العملة، الملاذ الآمن لتدفق الثروات، إضافة إلى عدم اعتمادها على النفط والغاز في توليد الكهرباء مثل باقي الدول الأوروبية.

ويرى التحليل أن هذه العوامل دعمت قوة الفرنك على الرغم من تداعيات أزمة إفلاس مصرف "كريدي سويس" في إبريل/ نيسان الماضي. وعززت هذه العوامل العملة السويسرية خلال العام الماضي، حيث ارتفعت قيمتها لتصل إلى التكافؤ مقابل اليورو في عام 2022. وفي حين انخفضت العديد من العملات العالمية مقابل ارتفاع الدولار، ظل الفرنك ثابتًا وسط التقلبات في أوروبا.

ووفق بنوك استثمار، فقد ظل الفرنك عملة "ملاذ آمن" للأثرياء في أوروبا طوال العام الماضي، الذي شهدت فيه القارة تدهورا كبيرا في سعر صرف اليورو واضطرابات الطاقة وتداعيات حرب أوكرانيا على اقتصاداتها.

وحسب التحليل، يحظى الفرنك السويسري بدعم كبير من الاحتياطي الضخم من الذهب والسندات والأصول المالية، ما يساعد البنك الوطني السويسري على ضمان استقرار العملة في أوقات التقلبات.

وعلى صعيد التجارة، تستورد سويسرا ما قيمته 302 مليار دولار من السلع والخدمات كل عام، يأتي معظمها من دول الاتحاد الأوروبي المجاورة. ويوفر الفرنك السويسري الأقوى حسما فعالًا على تلك الواردات.

وتصدر سويسرا ما يقرب من 305 مليارات دولار سنوياً، تتألف إلى حد كبير من سلع وخدمات ذات قيمة أعلى، مثل الساعات والأدوية والمستحضرات الصيدلانية، والتي تكون أقل عرضة لتقلبات الأسعار من السلع ذات الهامش المنخفض والمنتجة بكميات كبيرة.

وسويسرا أقل تأثرا ًبالاضطرابات السياسية الخارجية، وعادة ما تكسب تدفقات نقدية من أثرياء العالم في حال حدوث حروب مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، التي استفاد منها سعر الفرنك وارتفع مقابل تراجع العملات الرئيسية الأخرى.

وخلافاً لباقي الدول الأوروبية، فإن سويسرا أقل اعتمادًا على واردات النفط والغاز مثل جيرانها الأوروبيين، حيث تلعب الطاقة الكهرومائية دورًا مهمًا في إمدادها بالكهرباء.

وتوجد في سويسرا طوبوغرافيا جبلية وأكثر من 1500 بحيرة تساهم في توليد الطاقة الكهرومائية بسهولة. كما أن الشركة الموردة للطاقة السويسرية مملوكة للقطاع العام إلى حد كبير وتخضع لتنظيم تسعير أكثر صرامة، ما يعني أنها أقل تعرضاً لتقلبات السوق الشديدة عبر شبكات الأمان المالي التي توفرها الدولة.

وفي نهاية عام 2022، ارتفعت أسعار الطاقة في سويسرا بمعدل 16%، مقارنة بالمستويات التي واجهتها دول رئيسية في أوروبا مثل ألمانيا بنسبة 25% وهولندا 30% والمملكة المتحدة 52.3% وإيطاليا 64.7% وتتوقع هيئة تنظيم الطاقة في سويسرا الآن ارتفاع الأسعار بنسبة 27% في العام الجاري 2023، مع تجاوز متوسط فاتورة الطاقة المنزلية 1215 فرنكًا سويسريًا "1238 دولارًا".

كما تستفيد سويسرا من الدخل السياحي في جميع مواسم العام، فالتزلج في الشتاء. وتعد من الوجهات السياحية للأثرياء الذين ينفقون أكثر مقارنة بباقي سياح أوروبا.

المساهمون