4 دول هي الأكثر إنتاجاً للغذاء في العالم.. تعرّف إليها

10 اغسطس 2022
إنتاج الصين الزراعي 1.56 تريليون دولار منها أغذية بقيمة 1.5 تريليون سنوياً (Getty)
+ الخط -

في خضم أزمة الغذاء التي يعيشها العالم اليوم متأثرا بالحرب الأوكرانية والركود الاقتصادي وانهيار العديد من الاقتصادات، لا تزال تتصدر الصين والهند والولايات المتحدة والبرازيل لائحة الدول الأكثر إنتاجا للغذاء في العالم.

اللافت أن هذه الدول تشترك في مزايا تتصل بعدد سكانها الكبير، ومساحة أرضها الواسعة، والمناطق المناخية المناسبة لزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل، وفقا للموسوعة الاستثمارية "إنفستوبيديا" التي سعت إلى تسليط الضوء على نقاط القوة ومواطن الضعف الزراعية لكل من هذه الدول المنتجة للأغذية.

1 - الصين

كانت الصين إلى حد بعيد المنتج الزراعي الرائد في العالم بإنتاج سنوي قُدّر عام 2020 بقيمة 1.56 تريليون دولار، منها أغذية بقيمة 1.5 تريليون دولار، وفقا لأرقام "منظمة الأغذية والزراعة" (فاو) التابعة للأمم المتحدة.

ويشمل الإنتاج الزراعي كلا من المنتجات الغذائية وغير الغذائية. ومن أمثلة السلع الزراعية غير الغذائية الحرير والمطاط والصوف والقطن والتبغ.

وكان العامل الرئيسي هو مكانة الصين كأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان حيث يبلغ عدد سكانها 1.45 مليار نسمة اعتبارا من عام 2022، متقدما بقليل على الهند البالغ عدد سكانها 1.41 مليار.

وتمتلك الصين 10% فقط من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، ومع ذلك فهي تنتج رُبع إنتاج الحبوب العالمي وتتصدر الكوكب في إنتاج الحبوب والقطن والفواكه والخضروات واللحوم والدواجن والبيض ومنتجات الأسماك، وفقا لمنظمة "فاو".

supermarket food
(Getty)

وفي حين أن معظم أراضي الصين جبلية جدا أو قاحلة جدا للزراعة، فإن التربة الغنية في مناطقها الشرقية والجنوبية منتجة للغاية.

وتمتلك الصين أيضا أحد أكبر مجمعات العمالة الزراعية في العالم. ورغم تناقص نسبة العاملين في إنتاج الغذاء باطراد، إلا أن العمل الزراعي لا يزال يمثل 25% من العمالة الوطنية بحسب أرقام عام 2019.

ورغم نمو الإنتاج الزراعي في الصين، فقد ورد أنها انتقلت من الاكتفاء الذاتي الكامل في إنتاج الغذاء اعتبارا من عام 2000 إلى الاعتماد على الواردات بنسبة تجاوزت 23% من احتياجاتها الغذائية بحلول عام 2020، نتيجة انخفاض إنتاج فول الصويا، وزيادة واردات الحبوب، واستمرار خسارة الأراضي الزراعية والتنمية الصناعية والحضرية.

وفي عام 2019، تجاوزت الصين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتصبح المستورد الأول في العالم للمنتجات الزراعية، حيث بلغت قيمة الواردات 133.1 مليار دولار. وكان نمو الواردات مدفوعا بالمحاصيل كثيفة الأراضي مثل فول الصويا والذرة الرفيعة والقطن، وكذلك اللحوم ومنتجات الألبان والفواكه والخضروات نتيجة زيادة طلب المستهلكين.

2 - الهند

هي ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، وكان لها ثاني أعلى إنتاج زراعي بقيمة 403.5 مليارات دولار عام 2020، منها 382.2 مليار دولار هي قيمة الإنتاج الغذائي.

كما أن الهند هي في العالم أكبر منتج للحليب والجوت والبقول (فئة تشمل الفاصوليا الجافة والعدس والحمص)، وتُعد أيضا ثاني أكبر منتج للأرز والقمح وقصب السكر والفواكه والخضروات والقطن والفول السوداني.

ورغم تحقيقها الاكتفاء الذاتي في إنتاج الحبوب، لا تزال الهند كثيرة الاعتماد على "زراعة الكفاف" باعتبارها أفقر دولة في هذه القائمة على أساس نصيب الفرد من الناتج المحلي المجمل.

india farmers
(فرانس برس)

وقد أدى ذلك إلى الاستخدام غير الفعال للموارد المحدودة، لا سيما المياه، مما جعل الإنتاج يعتمد على الرياح الموسمية وإنتاج المحاصيل بأقل من المتوسط العالمي. وأدت أوجه القصور في البنية التحتية وأنظمة توزيع المنتجات إلى خسائر ما بعد الحصاد تصل إلى 40% لبعض المحاصيل.

لكن رغم هذه العقبات، لا تزال الهند أكبر مصدر في العالم للسكر المكرر والأرز المطحون. وقد ساعدت الصادرات القوية من الأرز والقطن وفول الصويا واللحوم الهند على الصعود إلى المرتبة التاسعة بين المصدّرين الزراعيين العالميين سنة 2019.

3 - الولايات المتحدة

احتلت الولايات المتحدة المرتبة الثالثة في الإنتاج الزراعي لعام 2020 بقيمة 307.4 مليارات دولار، منها 306.4 مليارات دولار طعاما، رغم توظيف جزء صغير من القوى العاملة الزراعية في الصين أو الهند.

وكانت الذرة وفول الصويا ومنتجات الألبان والقمح وقصب السكر من أهم 5 سلع زراعية أميركية من حيث القيمة في العام المذكور. واستمرت غلات وإنتاج محاصيل الحبوب في الارتفاع رغم الانخفاض الكبير في المساحات المزروعة خلال العقود الأخيرة.

وكانت الولايات المتحدة إلى حد بعيد أكبر مصدر زراعي عالمي سنة 2020، حيث بلغت قيمة الصادرات 147.9 مليار دولار. وفي عام 2021، ارتفعت قيمة الصادرات هذه إلى رقم قياسي بلغ 177 مليار دولار، مدفوعة بزيادة 25% في الصادرات إلى الصين لتصل إلى 33 مليار دولار.

california farmers
(Getty)

وتُعد كندا والمكسيك واليابان أيضا من بين المستوردين الرئيسيين للمنتجات الزراعية الأميركية. واستحوذت ولاية كاليفورنيا على 13.5% من الإنتاج الزراعي في الولايات المتحدة عام 2020، أي نحو ضعف مثيله في أي ولاية أُخرى، مع منتجات الألبان واللوز والعنب.

ومن بين المنتجين الزراعيين الرئيسيين الآخرين أيوا ونبراسكا وتكساس وكانساس ومينيسوتا وإلينوي.

وبعد الانكماش في المراحل الأولى من جائحة كورونا، انتعشت أسعار السلع الزراعية الرئيسية عام 2021، ثم ارتفعت إلى مستويات قياسية أوائل عام 2022، حيث عرّض الغزو الروسي لأوكرانيا الإمدادات من مصدرين رئيسيين للحبوب للخطر.

4 - البرازيل

احتلت البرازيل المرتبة الرابعة بين المنتجين الزراعيين في العالم سنة 2020، بإنتاج بلغ 135.8 مليار دولار، منه 125.3 مليار دولار إنتاج غذاء. واحتلت قيمة الصادرات الزراعية البالغة 85.2 مليار دولار عام 2020 المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة وهولندا.

وركز الاقتصاد البرازيلي تاريخيا على الزراعة، خاصة قصب السكر. وانخفضت نسبة القوى العاملة العاملة في الزراعة باضطراد على مدى العقود الثلاثة الماضية، من 20% عام 1991 إلى 9% بحلول 2019.

california farmers
(Getty)

والبرازيل هي أكبر مصدر عالمي لفول الصويا والسكر الخام والدواجن. وكانت صادراتها من فول الصويا البالغة 28.6 مليار دولار في عام 2020 هي الكبرى لسلعة زراعية من بلد واحد.

واستوردت الصين أكثر من 30 مليار دولار من الصادرات الزراعية البرازيلية في ذلك العام، أي 9 أضعاف ثاني أكبر مستورد.

ما هي الدول التي تنتج معظم نفايات الطعام؟

لسوء الحظ، تساهم العديد من البلدان في هدر الطعام. ووفقا لدراسة أجرتها الأمم المتحدة عام 2021، فإن الولايات المتحدة تتخلص مما يقدر بنحو 21.3 مليون طن من الغذاء كل عام.

وتهدر المملكة المتحدة أكثر من 5.7 ملايين طن من الغذاء كل عام، بينما تهدر الصين أكثر من 100 مليون طن سنويا، فيما تشير التقديرات إلى أنه في عام 2019، كان هناك أكثر من مليار طن من نفايات الطعام.

المساهمون