%30 من السوريين في تركيا فقدوا أعمالهم بسبب كورونا

12 مايو 2021
الجائحة الصحية أثرت سلبا على أوضاع السوريين المعيشية في تركيا (Getty)
+ الخط -

نال عام كورونا وما شهده من إغلاقات متكررة وشلل قطاعات الصناعة والسياحة والخدمات، من عمل السوريين، لتأتي الإغلاقات الأخيرة، والمستمرة حتى 17 مايو/أيار الجاري، كي تفقد نحو 30% من السوريين أعمالهم، من إجمالي نحو 700 ألف عامل سوري بتركيا، حسب ما أعلن مدير مركز أبحاث الهجرة والاندماج، في الجامعة التركية الألمانية، مراد أردوغان، الذي أكد أن السوريين الأكثر معاناة من تداعيات الجائحة الصحية.
ويضيف أردوغان أنه بحسب استطلاع يرصد نسبة عمل السوريين فإن قرابة ثلث العاملين فقدوا وظائفهم وأعمالهم خلال عام كورونا، مشيراً إلى أن السوريين يهتمون بكسب المال من أجل تلبية احتياجاتهم اليومية أكثر من اهتمامهم بتعرضهم لمشكلة صحية.
يقول السوري محمد خلف "51 عاماً": فقد ولداي عملهما خلال تفشي وباء كورونا على مراحل، كانت البداية تقليل ساعات العمل والأجر، والآن كلاهما عاطل عن العمل "الأول كان يعمل في معمل خياطة والثاني في مطعم سوري"، مشيراً إلى أن مستوى معيشة أسرته تراجع إلى الحدود الدنيا، خاصة في واقع ارتفاع الأسعار بأكثر من 100% خلال عام.
وفي حين يتراوح أجر العامل السوري، بين 1800 و2500 ليرة تركية، يؤكد السوري خلف أن تكاليف معيشة الأسرة السورية في إسطنبول، لا تقل عن 5 آلاف موزعة على إيجار منزل وفواتير وطعام" في حين أن التعليم والصحة مجانيان.

اقتصاد دولي
التحديثات الحية

وتشهد تركيا ارتفاعاً بمعظم الأسعار والسلع بعد تراجع سعر العملة من 7.3 ليرات مقابل الدولار مطلع العام الجاري إلى نحو 8.3 ليرات.

وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي أن التضخم في تركيا ارتفع بنسبة 1.68 % الشهر الماضي ليصل إلى 17.14% على أساس سنوي في إبريل/نيسان الماضي.
وحسب رئيس جمعية التضامن مع اللاجئين السوريين، محمد صالح: "قسم كبير من اللاجئين السوريين يحصلون على دخل يومي أو أسبوعي، وبعضهم يكسبون رزقهم من خلال جمع البلاستيك والورق أو العمل في ورش الأحذية".
ويضيف صالح وفق تصريحات صحافية مؤخراً، أن السوريين كانوا يتلقون أجراً زهيداً مقارنة بعملهم، قبل انتشار الوباء، إلا أنهم على الأقل كان لديهم دخل ثابت، لكن بعد انتشار كورونا، أصبحوا في وضع صعب للغاية نتيجة توقف العمل، وإغلاق بعض الورش، بل وصل ببعضهم ليعرض أعضاء جسده للبيع خلال زيارة أحدهم لي قال: اعثر على زبون لي، وأنا أبيع كليتي".
من جهته، يقول مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين بتركيا، مضر حماد الأسعد، إن تراجع عمل السوريين وفقدان أكثر من 30% عملهم، يعود أولاً لجائحة كورونا، التي أثرت على الأتراك أيضاً، لكن الأتراك يتلقون مساعدات حكومية في حين أن بعض السوريين فقط، يتلقون مساعدات من المنحة الأوروبية عبر الهلال الأحمر التركي.

معظم الجمعيات والمنظمات الأوروبية، تراجعت عن دعم ومساعدة السوريين المقيمين في تركيا

ويضيف الأسعد: لكن معظم الجمعيات والمنظمات الأوروبية، تراجعت عن دعم ومساعدة السوريين.
لكن العامل الأهم برأي الأسعد خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن السوريين غير مسجلين في التأمينات ولا ضامن لحقوقهم، والحاصلون على الجنسية أو إذن العمل، كانت أضرارهم أقل، مؤكداً في الوقت نفسه أن تكاليف المعيشة المرتفعة دفعت كثيرا من السوريين إلى الأعمال الزراعية والعضلية وحتى الخطرة على الصحة.

وحول سؤال، ماذا فعلتم أنتم كممثلين عن السوريين؟ يقول مدير الرابطة: خاطبنا المنظمات الدولية لأجل زيادة الدعم وعودة المساعدات، كما طرحنا الموضوع على عديد من المسؤولين الأتراك، من ولاة ومسؤولين حكوميين، والإجابات وعود ورمي الكرة باتجاه أرباب العمل، وأن الوباء عام وأثّر على الجميع، أفراداً ودولاً.
وأشار إلى أن تركيا "لم تقصّر" سواء في استضافة السوريين أو دعم كثير منهم من خلال مساعدات "كارت الهلال" أو مساعدة كورونا أو تقديم الطبابة والتعليم بالمجان.
وتستضيف تركيا القسم الأكبر من اللاجئين السوريين في العالم، بنسبة 65% منهم، إذ وصل عدد المشمولين بقانون الحماية المؤقتة إلى 3.610 ملايين لاجئ من بين 5.553 ملايين لاجئ اضطروا إلى مغادرة سورية منذ عام 2011، وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة.
ويشكل السوريون في تركيا نسبة 17% من سكان سورية وفق إحصاء عام 2011، ونسبة 4.5% من إجمالي سكان تركيا، البالغ 82 مليون نسمة.
وتأثر الاقتصاد ودخل الأتراك، جراء تفشي وباء كورونا، في ظل الإغلاقات المتكررة، ما دفع الحكومة، مؤخرا، لإصدار قرار يسمح بفتح الأسواق الأسبوعية "البازارات الشعبية" كل يوم سبت خلال أيام الحظر الشامل، بدءاً من الأسبوع القادم، وفق شروط محددة.
كما وعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه سيعلن خلال الأيام القادمة عن الجدول الزمني الجديد لتخفيف تدابير كورونا، الذي سيبدأ اعتبارا من 17 مايو/أيار الجاري، معرباً عن ثقته في التخلص من الوباء والعودة إلى الحياة الطبيعية في أقرب وقت، عقب الالتزام الشديد بالتدابير الوقائية.

المساهمون