استمع إلى الملخص
- تواجه الصناعة تحديًا في استهداف الفئة العمرية فوق 55 عامًا، التي تمتلك حصة كبيرة من الثروة في الاقتصادات الغربية، ومن المتوقع أن تقود نصف النمو في الإنفاق الاستهلاكي بحلول 2025.
- بدأت العلامات التجارية في التركيز على العملاء الأكبر سنًا من خلال حملات إعلانية موجهة، حيث يفضلون الجودة والاستدامة، مما يعزز أهمية استراتيجيات تسويقية جديدة لتحقيق نمو مستدام.
يُعد 2024 أسوأ أعوام السلع الفاخرة منذ أكثر من 10 سنوات، فيما يُعتقد أن هذه الماركات تحتاج إلى التغلب على هوس تركيزها على الشباب بالتركيز على إغراء المستهلكين الذين تفوق أعمارهم 55 عاماً بحيث يصبحون أولوية لمورّدي السلع الفاخرة في 2025، وفقاً لما أوردت شبكة بلومبيرغ الأميركية في تقرير لها اليوم الثلاثاء.
أما أبرز الأسباب التي تقف وراء تراجع هذا القطاع فهي الصعوبات التي يواجهها المستهلكون الصينيون الذين شكلوا في السنوات الأخيرة ما يصل إلى خُمس الإنفاق العالمي على السلع الفاخرة، وردّ فعل المتسوّقين ضد الزيادات الباهظة في الأسعار التي فرضتها العديد من السلع الفاخرة، لتشهد شركة "إل في إم أتش مويت هينيسي لويس فويتون إس إس" (LVMH Moët Hennessy Louis Vuitton SE)، وهي أكبر مجموعات السلع الفاخرة المتداولة، انكماش قيمتها السوقية بأكثر من 13% في العام الماضي.
وتُرخي عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في العشرين من الجاري، بظلالها على تجارة السلع الفاخرة التي لديها الكثير لتخسره من التصعيد المرتقب للحروب التجارية عند تسلمه منصبه، حيث تنقل بلومبيرغ عن خبراء اعتقادهم أن مورّدي منتجات السلع الفاخرة يجب أن يخصّصوا المزيد من الاهتمام لفئة العملاء التي أهملوها في السنوات الأخيرة لمواجهة العبء المحتمل الذي قد يترتب على أعمالهم بسبب الرسوم الجمركية الأعلى، أو ما يُسمى "الجيل الفضّي".
الماركات تحتاج إلى التغلب على هوس تركيزها على الشباب بالتركيز على إغراء المستهلكين الذين تفوق أعمارهم 55 عاماً بحيث يصبحون أولوية لمورّدي السلع الفاخرة في 2025
وفي هذا السياق، تنقل بلومبيرغ عن أنيتا بالشانداني، الشريكة الرئيسية في شركة "ماكينزي أند كو" التي تساعد في الإشراف على تقرير حالة الموضة السنوي للشركة الاستشارية، قولها إن "صناعة الأزياء كانت مهووسة بالشباب لسنوات عديدة. لكن حان الوقت الآن لكي تبدأ السلع الفاخرة حقاً في الحديث عن المتسوقين فوق سن الخمسين".
على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، يمتلك الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 55 عاماً أو أكثر 72% من ثروة السكان في عام 2024، وفقاً لتقديرات "ماكينزي". وتزداد هذه الحصة كل عام، كما تقول بالشانداني مشيرة إلى أنه "في الاقتصادات الغربية، فإن العملاء الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً هم الذين يتحكمون حقاً في أربطة المحفظة. وهنا تتركز الثروة، وبصراحة، إنها أيضاً الشريحة التي غالباً ما تموّل بعض مشتريات الأجيال الأصغر سناً أيضاً".
وتشير تقديرات ماكينزي أن حوالى نصف النمو التدريجي في الإنفاق الاستهلاكي في عام 2025، مقارنة بالعام الماضي، سيكون مدفوعاً بمن هم أكبر من 50 عاماًَ، فيما جزء آخر من جاذبية هؤلاء من جيل طفرة المواليد وجيل إكس الأكبر سناً هو أن ولاءهم للعلامة التجارية أكثر ثباتاً مما هو عليه بالنسبة لجيل الألفية الأصغر سناً والأكثر تقلباً و"جيل زد".
وبينما تعتمد معظم دور الأزياء على النجوم الشباب مثل أنيا تايلور جوي وزندايا لعرض إبداعاتهم، حققت العلامة الإسبانية "لوي" (Loewe) التابعة لشركة "إل في إم أتش" ضجة كبيرة العام الماضي عندما أصدرت إعلانات يظهر فيها دانيال كريغ. أظهرت الحملة، التي أشرف عليها المدير الإبداعي جوناثان أندرسون، الممثل البريطاني البالغ من العمر 56 عاماً، مرتدياً سترة كشمير بقيمة 3200 يورو (3310 دولارات) وحذاء راكبي الدراجات النارية من جلد العجل بقيمة 1300 يورو.
حوالى نصف النمو التدريجي في الإنفاق الاستهلاكي في عام 2025، مقارنة بالعام الماضي، سيكون مدفوعاً بمن هم أكبر من 50 عاماًَ
ولا تفصل "إل في إم أتش" الإيرادات حسب السلع الفاخرة في الأسواق التجارية. لكن محللي "أتش إس بي سي" (HSBC Holdings Plc) قدروا في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، أن "لوي" جزء من عدد صغير من علامات "إل في إم أتش" التي كانت تنمو رغم الركود العام.
وفي هذا الصدد، يقول ستيفان روث، مدير التسويق العام في "برنتو" (Printemps)، وهي سلسلة متاجر كبرى يقع متجرها الرئيسي الفاخر بمنطقة التسوق "هوسمان" (Haussmann) في باريس، إن العملاء الأكبر سناً "يهتمون أكثر بجودة المنتجات واستدامتها على المدى الطويل وهم أقل اهتماماً بالصيحات"، مضيفاً أن هذه الفئة السكانية تنفق سنوياً 15% أكثر من المستهلك العادي لكل معاملة في متجر "برنتو". ويضيف أنه "سيكون من التبسيط المفرط التعامل معهم كفئة متجانسة من المتسوقين، لكنهم لديهم تقارب أكبر مع المتاجر الكبرى، حيث يمكنهم العثور على كل شيء والسعي للحصول على خبرة البائعين". وتُظهر الأبحاث أن عملاء السلع الفاخرة الأكبر سنا يتأثرون بشكل أقل بالاتجاهات مقارنة بالفئات الأصغر سناً وأكثر بعوامل مثل الجودة والخلود والوظائف.