تجارة الأدوية المسرطنة رائجة في صيدليات مصر بلا رقيب

20 سبتمبر 2019
"زانتاك" بين الأدوية الفاسدة في الصيدليات المصرية (Getty)
+ الخط -
تراجع شراء عدد من أدوية الضغط والقلب والكبد ونزلات البرد في الصيدليات المصرية، بعدما تبين أنها تحتوي على مادة "فالسارتان" المسببة للسرطان، التي يتم استيراد مادتها الخام من الخارج، وتدخل في صناعة عدد من الأدوية داخل البلاد.

وأرجع عدد من مسؤولي نقابة الأطباء في القاهرة أسباب تراجع شراء تلك الأدوية إلى قيام عدد من الأطباء بمنع كتابتها في "الروشتات" الخاصة بهم، مؤكدين أن بعض الفقراء والبسطاء ممن تنتابهم بعض الأمراض الطارئة، يتوجهون إلى عدد من الصيدليات مباشرة، ويقوم "الصيدلي" بصرف الأدوية المسرطنة، في الوقت الذي يفتقد المواطن ثقافة معرفة الأدوية الخطرة.

وتسيطر حالة من القلق والإرباك في أوساط المواطنين بعدما أُثير ملف تلك الأدوية على الرأي العام ومخاطرها الصحية على المواطن، والتي ثبت وجود شوائب فيها تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.

وكشفت تقارير وزارة الصحة أن هناك 27 صنفاً دوائياً تحتوي على هذه المادة "فالسارتان" على رأسها الدواء المعروف باسم "زانتاك" لعلاج آلام المعدة والحموضة، فضلاً عن أدوية فوار "ريني" و"رانيتيدين" و"رانيتاك" و"رانتيدول" و"أسيلوك الرانتاز"، ووجهت وزارة الصحة خطابًا إلى وكلاء الوزارة في جميع المحافظات لإبلاغها بسحب تلك الأدوية.
الصيدلاني طلعت محمود قال لـ"العربي الجديد"، إن هذا القرار لم يصل إلى معظم الصيدليات، بخاصة صيدليات الصعيد حتى الآن، وهناك بعض الصيدليات لم تنفذ القرار وتهربت من التنفيذ، ما يهدد صحة المصريين.

وطالب محمود وزارة الصحة بسرعة سحب تلك الأدوية من الصيدليات حتى لا تحدث كارثة صحية للمواطنين، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 40 نوعاً من الدواء فيها مادة "فالسارتان"، ومن بينها أدوية لنزلات البرد والصدر، وليست 27 كما تؤكد وزارة الصحة، وأن صيدليات الصعيد تصرف تلك الأدوية بوصفة طبية، كما تصرفها للأهالي المترددين على الصيدليات لشكوى لديهم بخصوص آلام في المعدة أو مرضى أصحاب الضغط والقلب من دون وصفة، مشدداً على ضرورة سحب جميع الأدوية المذكورة من الصيدليات وعدم بيعها إلى الجمهور.

كما طالب محمود بضرورة إجراء مسح طبي للمواطنين، خصوصا في محافظات الصعيد، على غرار حملات "مرضى السكر وسرطان الثدي"، للكشف عن الأمراض التي أصابت المواطنين من تناول الأدوية المسرطنة، ومعرفة أخطارها وعلاجها على نفقة الدولة إن أمكن ذلك.

ولفت إلى أن هذا من الممكن أن يؤدي إلى حالة من البلبلة والخوف والذعر بين المواطنين، لكن لا بد من عمل ذلك لمواجهة الأمراض التي من الممكن أن تكون قد تغلغلت في أجساد المواطنين، وهو الأمر الذي أكده المركز المصري للحق في الدواء بمتابعة الحالة الصحية لكل مريض تعامل مع أصناف الأدوية المسرطنة.

واتهمت الصيدلانية هدى ع. في حديثها لـ"العربي الجديد"، وزارة الصحة بعدم تحليل المواد الخام، بما فيها مادة "فالسارتان" قبل دخولها إلى البلاد للاستخدام في صناعة الأدوية، خاصة أنه عند استيراد المواد الخام يجب أخذ عينة منها وتحليلها في المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة، للتأكد من المادة الخام لتوضح مدى صفاء ونقاء المادة الفعالة قبل استخدامها في صناعة الأدوية.

كذلك أشارت إلى أن حال الأدوية أصابها كثير من المشكلات الصحية الخطرة، وهو ما تسبب فى زيادة الأمراض لدى المرضى وليس علاجهم، فهناك الأدوية المغشوشة التي تنتجها "مصانع بير السلم" والمنتهية الصلاحية والتي فيها مواد مسرطنة خبيثة، ما أدى إلى تراجع سمعة الأدوية المصرية داخل البلاد وخارجها.

المساهمون