تطوي قطر في الخامس من يونيو/ حزيران المقبل، سنتين من الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وأكد رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر، الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني، أن الدوحة استطاعت أن تتجاوز تداعيات الحصار بزمن قياسي، ولم يعد له أي تأثير على الاقتصاد القطري.
وأوضح رئيس الغرفة في تصريحات صحافية، اليوم الأربعاء، أن عدد الشركات الجديدة التي تأسست في قطر خلال عامين على الحصار بلغ نحو 32 ألف شركة جديدة، مقابل 24 ألف شركة في العامين اللذين سبقا الحصار، وبنمو نسبته 34%، وتأسست في العام 2017 نحو 15 ألف شركة وفي العام 2018 نحو 17 ألف شركة جديدة، مقابل 13 ألف شركة في العام 2016 و11 ألف شركة في العام 2015، وهما العامان اللذان سبقا الحصار.
وأكد رئيس الغرفة أنه خلال عامي الحصار ارتفع عدد المصانع القائمة في قطر بنسبة 17% ووصل عددها إلى نحو 823 مصنعا قائما حتى العام 2019، مقابل 707 مصانع في نهاية العام 2016، أي قبل الحصار الجائر، بزيادة 116 مصنعا.
وأضاف أن عدد التراخيص لإنشاء مصانع بلغ نحو 613 ترخيصا باستثمارات قيمتها 34 مليار ريال (تعادل 9.3 مليارات دولار)، مقابل 466 ترخيصا في العام 2016 باستثمارات قيمتها 31 مليار ريال (8.5 مليارات دولار)، محققة زيادة في عدد التراخيص بواقع 147 ترخيصا وبنسبة زيادة 32%.
وأشار إلى أن إجمالي عدد المصانع القائمة وتحت الإنشاء بلغ نحو 1436 مصنعا حتى العام 2019 مقابل 1173 مصنعا بنهاية العام 2016، بزيادة بلغت 263 مصنعا وبنسبة نمو تبلغ 23%.
وقال رئيس الغرفة إن الصادرات القطرية غير النفطية حققت خلال العام 2018 نموا بنسبة 35.1% وذلك وفقا لشهادات المنشأ التي تصدرها غرفة قطر، إذ بلغت قيمة هذه الصادرات الإجمالية نحو 24.4 مليار ريال مقارنة مع 18.05 مليار ريال خلال العام 2017.
وأشار خليفة بن جاسم في تصريحاته، إلى أن العديد من المصانع الجديدة بدأت عملية الإنتاج خلال الحصار وبفترة قياسية، وهو ما ساهم في تحقيق نسب مرتفعة من الاكتفاء الذاتي في بعض القطاعات، خصوصا الغذائية.
ولفت إلى أنه في السابق "كان الحديث عن المشاريع الصناعية يأتي في سياق المنظومة الصناعية الخليجية والتكامل الخليجي الاقتصادي الذي كان يمنع التوسع في صناعة معينة موجودة في إحدى دول مجلس التعاون، ولكن بعد الحصار توسعت الآفاق أمام القطاع الخاص من خلال تغير جوهري في السياسة التوسعية بالمصانع بكافة المجالات دون قيود".
وقال رئيس غرفة قطر إن الحصار الجائر كان بمثابة دافع قوي نحو تحقيق العديد من الإنجازات الهامة، فالحصار ساهم في تسريع استراتيجيات الدولة الاقتصادية، والتوسع في المشروعات الزراعية والصناعية، وزيادة الاستثمارات الخارجية، وإقرار تشريعات جديدة تعزز استقطاب الاستثمارات الأجنبية، ودعم الاستثمار في الدولة، وتقديم حوافز تشجيعية جديدة للقطاع الخاص لدعم الصناعات المحلية، وزيادة الإنتاج، وتعزيز علاقات التعاون مع دول العالم، وتنشيط التجارة مع العالم الخارجي.
وأشار إلى أن الغرفة سعت منذ اليوم الأول للحصار إلى حل كافة المعوقات التي تواجه القطاع الخاص، وقد ساعدتها في ذلك علاقات التعاون التي تربطها بكافة الجهات المعنية بالدولة وكذلك بنظيراتها من الغرف التجارية في دول العالم.
وبيّن أن غرفة قطر عقدت منذ بداية الحصار وحتى اليوم اجتماعات مع زهاء 200 وفد تجاري عالمي، جرى خلالها التباحث حول الفرص الاستثمارية المتبادلة وإمكانية إقامة شراكات وتحالفات تجارية ذات جدوى اقتصادية للطرفين في ظل ما توفره دولة قطر وحكومات تلك الدول من حوافز وتسهيلات ومزايا للاستثمار.
يشار إلى أنه في 5 يونيو/ حزيران 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت حصارا بريا وجويا وبحريا على الدوحة.