وبالإضافة إلى زيادة الرسوم التي تتسبب برفع كلفة الإنتاج، تعتبر عدة شركات أنها ضحية المنافسة بين القوتين، وقال ما يقارب نصف الشركات البالغ عددها 250 والتي شاركت في الدراسة، إنها سجّلت تدابير انتقامية غير جمركية في الصين منذ العام الماضي، إذ أكدت خمس هذه الشركات مثلاً أنها تواجه زيادة في عمليات التفتيش أو تباطؤا في عمليات العبور الجمركي.
وتشير أكثر من 40% من الشركات التي أجابت عن الأسئلة إلى أنها نقلت مواقع إنتاجها أو تعتزم القيام بذلك، في اتجاه يُفضل أن يكون المكسيك أو جنوب شرق آسيا، وعلى عكس آمال الرئيس دونالد ترامب، فقط 6% من الشركات المشاركة في الاستطلاع تعتزم إعادة مصانعها من جديد إلى الولايات المتحدة.
وتقول أكثر من نصف الشركات الأميركية إنها مستعدة لتحمّل المزيد من المفاوضات الطويلة بين واشنطن وبكين في حال يسمح ذلك بمعالجة "المشاكل الهيكلية" والتوصل إلى شروط منافسة عادلة للمستثمرين الأجانب.
ترامب أفشل الاتفاق
وفي السياق، قال السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الإخبارية، إن واشنطن قامت مرارا "بتغيير موقفها فجأة" وأفشلت اتفاقات كان من شأنها إنهاء النزاع التجاري بين البلدين.
وندد السفير سوي تيانكاي أيضا "بالدوافع السياسية" لقرار البيت الأبيض منع نقل أو بيع التكنولوجيا الأميركية لعملاق الاتصالات الصيني هواوي، قائلا إننا "نشعر بقلق بالغ. من شأن خطوات مماثلة تقويض ثقة الناس في الوظيفة الطبيعية للسوق".
وفي المقابلة قال تيانكاي إن إدارة الرئيس دونالد ترامب هي المسؤولة عن فشل التوصل لاتفاق. وقال تيانكاي "بمراجعة عملية المحادثات التجارية بيننا في السنة الأخيرة، يتضح أن الجانب الأميركي هو الذي قام أكثر من مرة بتغيير موقفه فجأة وخرق الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه".
وأضاف "الصين تبقى على استعداد لمواصلة محادثاتنا مع زملائنا الأميركيين للتوصل إلى نتيجة. بابنا لا يزال مفتوحا".
واندلع النزاع مجددا في 10 أيار/مايو عندما فرضت الولايات المتحدة زيادة على رسوم جمركية عقابية على ما قيمته 200 مليار دولار من السلع الصينية المستوردة بعد انهيار محادثات في واشنطن.
وردت بكين بالمثل بعد ثلاثة أيام وقالت إنها ستزيد الرسوم على ما قيمته 60 مليار دولار من الصادرات الأميركية اعتبارا من الأول من حزيران/يونيو.
(فرانس برس، العربي الجديد)