بكفالة كبيرة خرج الرئيس التنفيذي السابق لشركتَي "نيسان" و"رينو"، كارلوس غصن، من سجنه الأربعاء الماضي، لكنه لا يزال مقيّداً بشروط إطلاقه الصارمة، وملاحقاً من الادعاء العام الذي يعتبرها غير كافية لمنع التلاعب بالأدلة.
الأحدث في هذا الملف ما نُقل اليوم الجمعة، عن مساعد المدعي العام في مكتب الادعاء في طوكيو، شين كوكيموتو، من أقوال، الخميس، بعد يوم من إطلاق سراح غصن بكفالة قيمتها مليار ين (9 ملايين دولار تقريباً) بعد أن ظل محتجزا لأكثر من 100 يوم في زنزانة صغيرة ليست فيها تدفئة في مركز الاحتجاز بالعاصمة اليابانية. (الدولار= 111 يناً)
ويواجه غصن اتهامات بارتكاب مخالفات مالية، وإذا أدين فقد يعاقب بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاما. ووافق على شروط قاسية لإطلاق سراحه بكفالة وقدم ضمانات بأنه سيظل في طوكيو وسيسلم جواز سفره لمحاميه وسيخضع لمراقبة مشددة. ولم يعلق كوكيموتو على شروط بعينها.
ومن أجل الحصول على حريته، اضطر قطب عالم صناعة السيارات لدفع الكفالة نقداً، وكان عليه كذلك الخضوع لشروط عدة أقّر محاميه بأنها قد تكون "غير ملائمة" للرئيس التنفيذي السابق الذي قضى حياة من السفر والترف.
وعارض المدعون بشدة الإفراج عنه، مشيرين إلى أنه قد يسعى للتواصل مع آخرين متورطين في القضية. لكن في حال خرق أيا من الشروط، فقد يخسر مبلغ الكفالة كله أو جزءا منه، أو قد يجد نفسه مجددا في سجن طوكيو بانتظار محاكمته التي قد لا تبدأ قبل شهور.
وفي ما يلي بعض الشروط الرئيسية للكفالة التي أُفرج عن غصن بموجبها:
أولاً، مكان الإقامة
رغم مغادرته مركز الاحتجاز في طوكيو حيث قضى أكثر من مائة يوم، لا تزال هناك قيود كثيرة على تحركات غصن خلال الفترة التي يقضيها خارج السجن بموجب الكفالة. وعليه البقاء في منزل في طوكيو تحدده المحكمة، بينما يتم تثبيت كاميرا للمراقبة عند الباب.
وسيتم تقديم تسجيلات الكاميرا إلى المحكمة بشكل دوري. لكنه ليس قيد الإقامة الجبرية، إذ بإمكانه الخروج للتسوق. وبإمكانه حتى القيام برحلات داخلية وقضاء الليل خارج المنزل، لكنه يحتاج لإذن المحكمة في حال كان يرغب في الغياب لثلاثة أيام أو أكثر.
ثانياً، البقاء في اليابان
رجل الأعمال الذي يملك منازل عدة في أنحاء العالم، مضطر للبقاء في اليابان بموجب شروط الكفالة. وبحسب وسائل الإعلام اليابانية، يحتفظ محاموه بجواز سفره، ما يمنعه من السفر خارج البلاد.
ثالثاً، الإنترنت ممنوع
حين كان غصن يترأس 3 شركات سيارات ضخمة، كان يتنقّل على الدوام ويبقى على اتصال دائم بمكتبه. تغير ذلك بالتأكيد بموجب شروط الكفالة. ويسمح له باستخدام حاسوب لكن في مكتب محاميه حصرا ودون ربط الجهاز بالإنترنت، حسبما قال هيروناكا للصحافيين.
رابعاً، التواصل محظور
ندد غصن مرارا بـ"مؤامرة" ضده داخل شركة "نيسان" لإطاحته. ويقتضي جزء من شروط الكفالة أن لا يلتقي بأي شخص على ارتباط بالقضية. ويشمل ذلك مساعده السابق غريغ كيلي، الذي تم الإفراج عنه بكفالة يوم عيد الميلاد، لكنه يواجه اتهامات بالتآمر لعدم الإفصاح عن كامل دخل غصن على مدى 8 سنوات.
لكن بإمكان غصن نظريا أن يحضر أي اجتماع لمجلس إدارة "نيسان"، في حال حصل على موافقة من المحكمة على ذلك. ولا يزال نظريا عضوا في مجلس الإدارة، إلى أن ينعقد اجتماع للمساهمين في 8 نيسان/إبريل للتصويت على إقالته.
(رويترز، فرانس برس)