تحذيرات من أزمة بطاطس في مصر الصيف المقبل

21 فبراير 2019
ارتفاع أسعار البذور يؤثر على المواسم(محمد الشاهد/ فرانس برس)
+ الخط -

حذر عدد من التجار والمعنيين بزراعة البطاطس في مصر من حدوث ارتفاعات كبيرة بأسعار هذا المنتج الصيف المقبل، قد تصل بسعر الكيلو إلى 20 جنيهاً، نتيجة قلة المساحة المزروعة وخاصة في العروة التي يتم حصادها بدءاً من شهر أبريل/نيسان المقبل.

يأتي ذلك بسبب ارتفاع سعر طن التقاوي (البذور) المستوردة إلى 40 ألف جنيه للطن، بالإضافة إلى عدم وجود سيطرة حكومية على أصحاب الثلاجات الكبرى من محتكري تجارة البطاطس في مصر.

وتعد البطاطس واحدة من الأغذية الضرورية على مائدة المصريين، كما تستخدم في صناعات عدة منها الشيبسي، وشهدت مصر قبل شهور أزمة حادة في البطاطس بسبب نقص المعروض، وهو ما أدى إلى حدوث قفزات في أسعارها.

ويرجع الحاج أحمد عبد الحفيظ، عضو رابطة مزارعي البطاطس في الصعيد، حدوث الأزمات في محصول البطاطس إلى عدة أسباب، منها، احتكار التجار وخاصة في الفترة من شهر مايو/أيار- وأكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، وهي الفترة التي تخلو فيها الأراضي من أي إنتاج، وتصبح البطاطس المخزنة في الثلاجات هي المصدر الوحيد لإمداد السوق، وبالتالي التجار هم من يتحكمون في الأسعار.

ويضيف عبد الحفيظ لـ "العربي الجديد" أن القطاع يعاني أيضاً من قلة إنتاج الفدان نتيجة غش التجار للتقاوي، "إذ يبيعون للمزارعين تقاوي مخزنة من زراعة العام الماضي على أنها تقاو حديثة مستوردة، وصعب اكتشافها إلا بعد عملية الحصاد حيث ينتج الفدان بين خمسة إلى سبعة أطنان، في حين أن الفدان المزروع بالتقاوي الأصلية ينتج حوالي 20 طناً".

وحسب عضو رابطة مزارعي البطاطس، فإن الأسعار حاليًا تعتبر مرضية بالنسبة للمزارعين، إذ يشتري تجار الجملة الطن بـ 5500 جنيه في المتوسط، بعدما كان العام الماضي بين ألف و1500 جنيه. وشدد على أنه لو تمت السيطرة على التجار الكبار، فلن تكون هناك أزمة، في ظل ظروف الزراعة الطبيعية.

بدوره، يعزو الحاج عصام، وهو تاجر جملة بالقليوبية (شمال القاهرة)، سبب ارتفاع أسعار البطاطس الآن إلى 8 جنيهات للكيلو، مقابل 4 جنيهات في نفس الفترة من العام الماضي إلى تراجع المساحة المزروعة بعد وصول طن التقاوي المستوردة إلى 40 ألف جنيه، كذلك استحواذ المصدرين على نسبة كبيرة من الإنتاج.

ودعا السلطات المصرية إلى فرض الرقابة على كبار التجار من أصحاب الثلاجات خلال فصل الصيف المقبل، حيث أنهم يتحكمون في الأسعار، نتيجة خلو الأراضي من أي إنتاج خلال تلك الفترة، محذرًا من أن الاحتكار قد يرفع سعر الكيلو لـ 20 جنيهاً.

ويشكو أبو يوسف، وهو بائع بطاطس، من حالة الركود في السوق بعد ارتفاع الأسعار أخيراً، مشيرًا إلى أنه في الفترة ذاتها من العام الماضي كانت هناك حالة رواج نتيجة وصول سعر البطاطس إلى 3.5 جنيهات للكيلو.

ويعتبر أن أصحاب الثلاجات حصدوا الملايين الصيف الماضي جراء شرائهم الطن من الفلاحين بـ 2000 جنيه في المتوسط، ثم باعوه للتجار بأسعار تخطت العشرة آلاف جنيه.

وظهرت أزمة تقاوي البطاطس عقب الحملة التي قامت بها الحكومة المصرية خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على أصحاب الثلاجات المخزنة للبذور، بعد ارتفاع أسعارها إلى 15 جنيهاً للكيلوغرام الواحد، وهو ما أدى إلى تخوف الشركات الأجنبية من التصدير لمصر خشية تكديس منتجاتها، الأمر الذي رفع سعر طن التقاوي إلى 40 ألف جنيه.
المساهمون