انتهت احتجاجات شباب تونسيين بمنحهم وظائف في مشروع جديد للفوسفات في البلاد. وستشرع وزارة الصناعة التونسية، في مارس/آذار المقبل، في استغلال منجم فوسفات جديد بمنطقة المكناسي في محافظة سيدي بوزيد، بعد تأخّر في المشروع دام أكثر من سنتين.
ودفع احتجاج الشباب المكناسي الذين تعهدت شركة الفوسفات بتوظيفهم منذ سنة 2014، إلى تعجيل المشروع، بعد أن نفّذ 164 شاباً اعتصاماً دام أكثر من شهر أمام بلدية المكناسي، قبل أن ينتقلوا سيراً على الأقدام إلى العاصمة، منذ 2 يناير/كانون الثاني الحالي.
وقال الناطق الرسمي باسم "معتصمي منجم الفوسفات بالمكناسي"، حسان الساكري، لـ"العربي الجديد"، إن اتفاقاً تم، يوم السبت، في مقر وزارة الصناعة بالعاصمة، يقضي بفتح المنجم ودخول وحداته حيّز التشغيل، في أجل أقصاه نهاية مارس/آذار المقبل أو بداية إبريل/نيسان، وسيقضي بتوظيف 164 عاملاً كمرحلة أولى .
وأضاف أن كل الموقّعين على عقود عمل بمقتضى معاينة التوظيف التي جرت سنة 2014، سيلتحقون بوظائفهم الجديدة فور فتح المنجم في التاريخ الذي تم التأكيد عليه في اتفاق السبت الموقّع في وزارة الصناعة، وبحضور أعضاء البرلمان ومحافظ سيدي بوزيد وممثلين عن الوزارة.
وكان محتجون عاطلون عن العمل وصلوا، يوم الجمعة الماضي، من مدينة المكناسي (وسط غرب البلاد) إلى العاصمة تونس، بعد أن قطعوا مسافة قدرها 350 كيلومتراً سيراً على الأقدام، للمطالبة بحقهم في العمل، إثر نجاحهم في اختبارات التوظيف منذ أكثر من عام.
ويذكر أن المحتجين وقّعوا عقود عمل، منذ 17 ديسمبر/كانون الأول 2017، إثر نجاحهم في اختبار توظيف بمنجم لإنتاج الفوسفات في المكناسي، لكنهم لم يباشروا العمل.
وفي فبراير/شباط من عام 2016، أعلنت كل من شركة "فوسفات قفصة"، ووزارة الطاقة والمناجم، وعدد من أعضاء مجلس نواب الشعب، وممثلي المنظمات والمجتمع المدني، عن انطلاق الاستغلال الفعلي لمنجم الفوسفات بالمكناسي بعد 3 أسابيع، غير أن ذلك الوعد لم يتحقق.
وتبلغ طاقة إنتاج المنجم الجديد بالمكناسي، بحسب شركة "فوسفات قفصة"، 600 ألف طن من الفوسفات.
وتتضمن مكونات المشروع منجما وحصالة ومغسلة، ومحطة تخزين، ومحطة لقطارات الشحن، ومصالح عامة، وحوضا لتخزين المياه الطينية. وتمتد مدة الاستغلال لفترة 25 سنة، على مساحة استغلال تبلغ 4880 هكتاراً، تعود ملكيتها للدولة، و1056 هكتاراً كملك خاص.