أدى خفض مجموعة "آبل" الأميركية تقديرات نتائجها في الفصل الأول من سنتها المالية المنتهي في ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلى هبوط كبير في سهمها، مع ترشيحها، ربما، للخروج من نادي الشركات التي تبلغ قيمة أسهمها في البورصة تريليون دولار.
لقد مرّت مجموعة الصناعات التكنولوجية الأميركية بفترات عصيبة قبل أن تتحوّل إلى إمبراطورية تكنولوجية مهيمنة في أسواق العالم الاستهلاكية، لا سيما على مستوى الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والمكتبية العاملة بنظام "ماكنتوش".
لنتعرّف إلى أبرز محطات المجموعة:
عام 1997، كانت "آبل" تسير نحو الانهيار التام، قبل أن تشهد لاحقاً إبداعات غير عادية من الراحل ستيف جوبز لإنقاذها من الوقوع في الهاوية.
بعد 10 سنوات، وتحديداً عام 2007، أطلقت الشركة الأميركية هاتفها المحمول الشهير "آيفون"، ثم أتبعته بسلسلة أكثر تطوراً وبمواصفات عالية جداً، لكن أجهزتها عموماً معروفة بأسعارها المرتفعة التي تفقدها المنافسة لمصلحة الشركات الكورية والصينية المنافسة، لا سيما "سامسونغ" و"هواوي".
في 2 أغسطس/آب 2018، حطّمت المجموعة الأميركية "الرقم السحري" لتصبح أول شركة أميركية مدرجة في أسواق المال للتداول، تسجّل قيمتها السوقية تريليون دولار، وهي كناية عن عدد الأسهم مضروباً بالسعر الذي يجري تداوله في البورصة.
في اليوم ذاته، ارتفعت أسهم "آبل" 2.7% إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، مسجلةً 207.05 دولارات، وجاء هذا الحدث التاريخي بعد يومين من إعلان الشركة زيادة فاقت التوقعات لصافي دخلها وإيراداتها السنوية.
وفي أحدث محطاتها الفارقة، خفضت الشركة في 3 يناير/كانون الثاني 2019، تقديراتها لنتائج الربع الأول من سنتها المالية، وعزت ذلك خصوصاً إلى تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني.
هذا التخفيض شمل تقدير إيرادات الربع المُنتهي في 29 ديسمبر/كانون الأول 2018، إلى 84 مليار دولار، نزولاً من توقعات المحللين البالغة 91.5 ملياراً، ومن توقعات "آبل" نفسها التي كانت تراوح بين 89 ملياراً و93 ملياراً.
أما الجزء الأساسي من خفض التقديرات فيتعلق بهواتف "آيفون" وأجهزة الكمبيوتر "ماك" والأجهزة اللوحية "آيباد"، في نطاق ما تسميه المجموعة "الصين الكبرى" التي يُقصد بها الصين وتايوان معاً.
إثر هذا الإعلان في 3 يناير/كانون الثاني 2019، تراجع مؤشر "ناسداك" الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 1.3% في وول ستريت، نتيجة تراجع سهم "آبل" 8.8%، قبل أن يوسّع السهم خسائره عند الإغلاق إلى حوالي 10%.
وفي الوقت الحاضر، تُثار التساؤلات بين المحللين والمراقبين عمّا إذا كانت "آبل" ستخسر تصنيفها ضمن شركات التريليون دولار بعد هذا التخفيض للتوقعات.