أردوغان يدعو الأتراك إلى التماسك في مواجهة الهجمات على الاقتصاد

25 اغسطس 2018
الليرة التركية تتماسك أمام الأزمات (Getty)
+ الخط -
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، إن التزام وإصرار جميع الأتراك هما الضمان اللازم لمواجهة الهجمات على اقتصاد تركيا. 

وفقدت الليرة التركية نحو 40 بالمائة من قيمتها هذا العام، خصوصاً بعد الخلاف المتصاعد بين أنقرة والولايات المتحدة. وأكد أردوغان أن التدهور السريع الذي شهدته الليرة هو "حرب اقتصادية"، واتهم واشنطن باستهداف تركيا بسبب مصير القس الأميركي آندرو برانسون الذي يحاكم في تركيا بتهم الإرهاب.

وتماسكت الليرة أمام الدولار في تداولات متواضعة خلال العطلة أمس الجمعة، بعد أن وصلت إلى مستوى منخفض قياسي بلغ 7.24 أمام الدولار هذا الشهر.

وفي بيانين منفصلين، بمناسبة إحياء ذكرى معركة ملاذكرد عام 1071، قال أردوغان إن وحدة الأتراك في مواجهة الهجمات التي تستهدف استقلالهم السياسي والاقتصادي ستنتصر.

وأضاف: "نحن نواجه الهجمات على الاقتصاد التركي اليوم، فإن أكبر ضامن هو التزام وإصرار كل فرد من شعبنا للتمسك باستقلاله وأمته ومستقبله".

ورفضت محكمة تركية، الأسبوع الماضي، استئنافا للإفراج عن برانسون، مما تسبب في رد فعل عنيف من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال إن الولايات المتحدة لن تجلس مكتوفة الأيدي.

وتتواصل الضغوط على الاقتصاد التركي من جانب الإدارة الأميركية، التي هدّدت بمزيد من الإجراءات الاقتصادية ضد أنقرة. وفي المقابل، أعلنت تركيا عن مواجهة هذه الضغوط واتخاذ إجراءات مضادة لإنقاذ عملتها.

ويقول المحلل التركي يوسف كاتب أوغلو لـ"العربي الجديد" إن ذكرى معركة ملاذكرد تحمل أهمية قصوى لدى الأتراك، وحديث أردوغان عن الاقتصاد في هذه المناسبة بمثابة تذكير بأن تركيا ما زالت مستهدفة، بقضائها واقتصادها وسياستها.

ويعتبر كاتب أوغلو أنه لا يوجد حتى الآن بوادر انفراجات على مستوى الأزمة الأميركية - التركية، في حين أن أنقرة تحضر نفسها لسيناريوهات أطول وأصعب، لتبقى مؤشراتها الاقتصادية أقوى بوجه استمرار الضغوط.

وتتباين آراء خبراء الاقتصاد حول استمرار الضغوطات الأميركية على تركيا، كما تختلف حول أثر العقوبات ومدى اتساع رقعتها لتطاول شركاء تركيا، إن في أوروبا أو آسيا، بدليل الاضطرابات التي شهدتها أسواق المال وخسائر الشركات الأوروبية العاملة في تركيا.

ويرى مراقبون أن ترامب فشل في إخضاع تركيا لإملاءاته، سواء ما يتعلق بالإفراج الفوري عن القس روبنسون وسفره للولايات المتحدة، أو حتى بضرب الاقتصاد التركي من بوابة الليرة، والتي حافظت على سعرها دون 6 ليرات للدولار خلال فترة عطلة عيد الأضحى.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن جهود الرئيس الأميركي، دونالد ترامب في عزل تركيا وإخضاعها باءت بالفشل.

وذكرت أن تركيا حصلت على دعم في وقت مناسب من حلفاء خارجيين، وهو ما قوض جهود إدارة ترامب لعزل تركيا. وشمل هذا الدعم زيارة وزير الخارجية الروسي لأنقرة، والمحادثة الهاتفية بين أردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتعهد قطر باستثمار 15 مليار دولار في الاقتصاد التركي.

ونقلت عن ليزل هينتز، أستاذة العلاقات الدولية بجامعة جون هوبكنز الأميركية، قولها: "إن النزاع الأميركي التركي كان مكلفا لتركيا، ولكن قدرة أردوغان على الاستفادة من الأزمة تطرح أسئلة عما إذا كان ترامب استهان بالزعيم التركي، الذي يتصف بذكاء التكتيكات، وبالقناعة العميقة بأن القوى الغربية حريصة على إعاقة تركيا بسبب وضعها كدولة إسلامية قوية".

المساهمون