أعلنت السفارة اليابانية في بغداد، اليوم الإثنين، تقديم دعم بقيمة 100 مليون دولار للمناطق المحررة في العراق، لكنها اشترطت تنفيذ المشاريع عن طريق منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية.
وقالت السفارة اليابانية ببغداد، في بيان، نقلته وسائل إعلام عراقية محلية، إن "مجلس النواب الياباني وافق على حزمة جديدة من الدعم الإنساني والاستقرار للعراق بقيمة حوالى 100 مليون دولار، والتي اقترحتها الحكومة اليابانية جزءاً من موازنتها التكميلية للسنة المالية 2017".
وتأتي المبادرة اليابانية في الوقت الذي تقرر عقد المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق في الكويت بين 12 و14 فبراير/ شباط الجاري.
وأضافت أن "الدعم سيتم تنفيذه في مجالات عدة، من ضمنها الأمن الغذائي والماء والصرف الصحي والنظافة والصحة والغذاء والمأوى ومواد غير غذائية وسُبل العيش والتماسك الاجتماعي والتدريب المهني والحماية من العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي وإزالة الالغام وإعادة إعمار البنى التحتية".
وأكدت أن "المشاريع سيتم تنفيذها عن طريق منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية والمنظمات اليابانية غير الحكومية".
وقالت مصادر حكومية عراقية لـ"العربي الجديد" إن المنحة اليابانية للعراق اشترط أن تكون داخل المناطق المحررة فقط وضمن مشاريع ذات تماسٍ مباشرٍ بحياة السكان هناك، على أن تكون عملية التنفيذ عن طريق منظمات دولية.
ووفقاً لمسؤول عراقي في صندوق إعادة الإعمار متحدثاً لـ"العربي الجديد" عبر الهاتف، فإن "الشرط الياباني مشابه لشروط دول أخرى تتخوف من الفساد المستشري في البلاد ووجود شركات وجهات متنفذة في المناطق المحررة تتبع المليشيات وزعماء أحزاب سياسية إسلامية".
وحول هذا الموضوع، قال رئيس مجلس محافظة نينوى (الحكومة المحلية) بشار الكيكي إن "محافظة نينوى عامة والموصل خاصة ستحتاج الى أي دعم محلي أو دولي، ونسعى إلى لفت الأنظار حول مأساة المحافظة لجلب التبرعات أو المساعدات لها".
وأضاف لـ"العربي الجديد" إن "المحافظة لن تعارض طريقة المساعدات سواء كانت عن طريق منظمات دولية أو محلية أو حكومية فقط، نحاول أن يبدأ الإعمار في قطاع الماء والكهرباء والطرق والمستشفيات والمدارس، فالمحافظة منكوبة مع أهلها الذين يفتقد معظمهم السكن بعدما دُمرت منازلهم".
أما محافظ كركوك، شمال العراق، المهندس راكان الجبوري، فيوضح لـ"العربي الجديد"، أن "كركوك بحاجة إلى الدعم المالي، وأن هناك 188 قرية دمرها تنظيم داعش والمواجهات، وهناك مشاريع تحتاج إلى توفير الدعم المالي، ونأمل أن يكون مؤتمر دعم المناطق المحررة في الكويت ذا فائدة كبيرة من حيث دخول الشركات وتوفير السيولة المالية من الدول المانحة لتنفيذ المشاريع في كركوك".
ويترقب العراقيون، من سكان المدن المحررة شمال البلاد وغربها، والتي تشكل نحو 48% من مساحة البلاد الإجمالية، مؤتمر الكويت للمانحين المقرر إقامته الأسبوع المقبل والمخصص لمساعدة العراق، حيث لم تتضمن موازنة العام الحالي أي مبالغ لإعمار مناطقهم بسبب الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها العراق وتكبده خسائر كبيرة جراء الحرب على الإرهاب.
ويقول رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أحمد الكريم لـ"العربي الجديد"، إن "مؤتمر إعادة إعمار العراق في الكويت فرصة حقيقية لتوفير الرساميل وعقد الاتفاقات لتنفيذ مشاريع البنى التحتية، لأن الدول المانحة سيكون لها دور مهم في توفير المشاريع وتنفيذها، ونحن كإدارة مجلس ومحافظة قدمنا مشاريع وستطرح من خلال الحكومة العراقية في المؤتمر".