وأكد نائب الرئيس الإيراني إسحاق جيهانغيري، اليوم الثلاثاء، أنّ بلاده ستركز في المرحلة المقبلة على الإنتاج، من أجل التغلب على العقوبات الأميركية.
ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية عن جهانجيري قوله: "قال الأميركيون مرارا إنهم سيقلصون مبيعات إيران من النفط إلى الصفر، لكني أقول إننا حتى الآن، قادرون على بيع الكميات التي نحتاج لبيعها من الخام". وتابع: "لا يرى الأميركيون، بفعل الدعاية، حقائق الأمور".
وأضاف جيهانغيري: "إن الإنتاج الإيراني سيكون أبرز مظاهر الخسارة الأميركية.. سنهزم أميركا وعقوباتها بالصمود الذي سيظهره قطاع الإنتاج".
وزاد: "من دون دعم الشعب لا يمكننا الخروج من هذه الظروف الصعبة.. لا نقول إن العقوبات لن يكون لها تأثير، بل نريد أن نخفف من وطأتها إلى أدنى درجة". وطالب نائب الرئيس الإيراني، مراكز الإنتاج بزيادة نشاطها في المرحلة المقبلة.
وأضاف جهانغيري أنه تحدث مع مجموعة من مديري الشركات التي على قائمة العقوبات الأميركية، حيث وضع بعضهم بالفعل خططا لكيفية التعامل مع الإجراءات.
من جهة أخرى، قال محافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي، اليوم، إنه يجب على البنوك الاستفادة من خبرتها السابقة في التعامل مع العقوبات لمساعدة الوضع الاقتصادي للبلاد.
وإيران، ثالث أكبر منتج للنفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد السعودية والعراق بـ 3.45 ملايين برميل يوميا، وصادرات عند مليوني برميل يومياً.
أردوغان لن يلتزم بالعقوبات
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إن تركيا لن تلتزم بالعقوبات الأميركية
على إيران، ووصف الخطوة الأميركية بأنها تهدف إلى الإخلال بالتوازن في العالم، وأنه لا يريد العيش في عالم إمبريالي، واصفاً العقوبات بأنها "خاطئة".
وتعهدت واشنطن بأن توقف في نهاية الأمر جميع مشتريات النفط الخام من إيران عالميا، لكنها قالت إن هناك ثماني دول وهي الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وإيطاليا واليونان وتايوان وتركيا يمكنها مواصلة استيراد النفط الإيراني دون عقوبة لمدة 180 يوما على الأقل.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن وزير خارجية تركيا مولود جاووش أوغلو انتقاده اليوم الثلاثاء تجديد الولايات المتحدة العقوبات على قطاعي النفط والشحن في إيران، قائلا إنه من الخطر عزل إيران ومن الظلم معاقبة شعبها.
وشرح أوغلو: "لا نعتقد أن العقوبات يمكن أن تحقق أي نتائج وأعتقد أن الحوار والمحادثات الجادة أكثر نفعا من العقوبات".
وقال جاووش أوغلو أيضا إنه ليس من السهل على الدول بما في ذلك تركيا واليابان تنويع موارد الطاقة للالتزام بالعقوبات. وتابع: "ليست فقط الدول المجاورة، ولكن دولا كثيرة من عدة مناطق في العالم ستتأثر بهذه العقوبات الأحادية".
صادرات إيران وأسعار النفط
وسجلت صادرات النفط الإيرانية هبوطا حادا، منذ إعلان ترامب في منتصف العام أنه سيعيد
فرض عقوبات على طهران، ولكن في ظل الاستثناءات التي أعلنتها واشنطن قد يعزز كبار عملاء طهران طلبيات الشراء في الشهر المقبل.
وتظهر بيانات تجارية أن الدول الثماني المستثناة من العقوبات، الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وإيطاليا واليونان وتايوان وتركيا، تشتري ما يصل إلى 75 بالمائة من صادرات النفط الإيرانية المنقولة بحرا.
وقال بات ثيكر المدير الإقليمي للشرق الأوسط وأفريقيا في وحدة ايكونوميست انتليجنس: "قرار الولايات المتحدة (منح استثناءات) يمثل تحولا، في الوقت الحالي، عن الهدف المعلن وهو خفض صادرات إيران إلى صفر".
وبسبب الضغوط التي مارستها واشنطن قبل دخول العقوبات حيز التنفيذ، قد لا تتجاوز صادرات إيران في نوفمبر/ تشرين الثاني ما بين مليون و1.5 مليون برميل يوميا بحسب تقديرات الصناعة، أي نحو ثلث أعلى مستوى للصادرات في منتصف العام الحالي.
وبحسب إس آند بي جلوبال بلاتس اناليتيكس، "من المتوقع أن تخفض العقوبات صادرات الخام الإيراني إلى 1.1 مليون برميل يوميا في نوفمبر".
وتراجعت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، تحت وطأة استثناءات من العقوبات منحتها واشنطن للسماح لأكبر مشتري الخام الإيراني بمواصلة الاستيراد من طهران، فضلا عن بواعث القلق من تباطؤ اقتصادي قد يكبح نمو الطلب على الوقود.
وسجلت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 62.90 دولاراً للبرميل، منخفضة 20 سنتا بما يعادل 0.3 بالمائة عن التسوية السابقة. وانخفضت عقود خام القياس العالمي برنت 47 سنتا أو 0.6 بالمائة إلى 72.70 دولاراً للبرميل.
وقال المحللون إن توقعات حدوث تباطؤ اقتصادي في الأشهر المقبلة تؤثر سلبا في تقديرات الطلب على الوقود، بينما انحسرت المخاوف على صعيد المعروض بعد أن منحت واشنطن إعفاءات لثمانية مستوردين للنفط الإيراني، بما يسمح لهم بمواصلة الشراء.
وفي السياق ذاته، أبلغ مصدران مطلعان رويترز، اليوم الثلاثاء، أن استثناء أميركيا من العقوبات المفروضة على إيران يسمح للصين بشراء 360 ألف برميل يوميا من النفط من طهران لمدة 180 يوما.
يتضمن ذلك الإعفاء شروطا، مثل ضرورة الكشف عن الأطراف المقابلة ووسائل التسوية حسبما ذكر أحد المصدرين. واشترت الصين في المتوسط 655 ألف برميل يوميا من إيران في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى سبتمبر/ أيلول، وفقا لبيانات الجمارك الصينية.