مصر تنتظر عودة السياح الروس بعد غياب 3 سنوات

31 أكتوبر 2018
تراجع عدد السياح الروس منذ حادث الطائرة في سيناء(Getty)
+ الخط -

تجددت آمال عودة السياحة الروسية للمنتجعات المصرية، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2018، استئناف رحلات الطيران الشارتر (غير المنتظم)، لمصر، قريباً دون أن يحدد موعداً.

وقال إلهامي الزيات، عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية سابقاً، (مستقل وتشرف عليه وزارة السياحة المصرية)، إن "استئناف الرحلات الشارتر الروسية لمصر، لا يعني بالضرورة عودة السياحة الروسية بكامل طاقتها".

وأضاف الزيات"، أنه حال عودة الرحلات ستعود السياحة الروسية تدريجياً لمنتجعات شرم الشيخ (شمال شرق) والغردقة (شرق).

ودعا حكومة بلاده إلى "استبعاد روسيا من الحملة الترويجية المزمع إطلاقها، لحين الإعلان عن عودة رحلات الطيران الشارتر، إلى المقاصد المصرية رسمياً".

وكانت وزيرة السياحة المصرية رانيا المشاط، أعلنت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2018، عن إطلاق الحملة الترويجية لمصر بالخارج في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري.

من جانبه، توقع عادل عبد الرازق، مالك أحد الفنادق بشرم الشيخ "رفع الفنادق والمنتجعات المصرية أسعارها السياحية، في حال عودة السياح الروس بنسبة قد تصل إلى 50 بالمائة".

وقال عبد الرازق : إنه "رغم تحسن الحركة السياحية منذ مطلع 2018؛ إلا أن هناك فنادق في شرم الشيخ ما زالت تبيع الليلة السياحية بنحو 10 دولارات للفرد".

وما تزال شرم الشيخ، المنتجع السياحي الأشهر في مصر، الأكثر "تضرراً" من توقف السياحة الروسية على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، بحسب "عبد الرازق".

من جهته، توقع عاطف عبد اللطيف عضو جمعية مستثمري جنوب سيناء (مستقلة)، "عودة السياحة الروسية إلى مصر من جديد مع موسم السياحة الشتوي مطلع نوفمبر 2018".

ويبدأ الموسم السياحي الشتوي في مصر من منتصف أكتوبر/تشرين الأول وينتهي في منتصف مايو/أيار من كل عام.

وقال "عبد اللطيف" في بيان له إن "428 شركة روسية تعمل في مصر برأسمال 127 مليون دولار، تتركز معظمها في قطاعات السياحة بنحو 105 شركات، إضافة إلى شركات أخرى في قطاعات الإنشاءات والقطاع الخدمي والصناعي والاتصالات والزراعة".

ويتراوح إنفاق السائح الروسي في مصر بين 55 إلى 60 دولاراً في الليلة الواحدة، بحسب "عبد اللطيف".



وفي 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، قال بوتين في مؤتمر صحافي عقده ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، في سوتشي الروسية، إن "القاهرة تبذل كل ما في وسعها لاستقبال الرحلات الجوية الروسية في المنتجعات السياحية بشرم الشيخ والغردقة، وسنستأنف ذلك قريباً".

جاءت تصريحات بوتين قبيل الذكرى الثالثة على تحطم الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء (شمال شرق) في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، ما أسفر عن مقتل جميع الركاب (224) وإيقاف روسيا رحلاتها الجوية إلى مصر.

ولم تكن تصريحات بوتين الوحيدة التي صدرت من الجانب الروسي في هذا الشأن، ففي 19 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أعلن رئيس وكالة السياحة الفدرالية الروسية "روستوريزم"، أوليغ سافونوف، أن شركات السياحة الروسية على "أتم استعداد للموعد الذي سيتم فيه استئناف رحلات الشارتر، إلى المنتجعات المصرية.

وقال وزير النقل الروسي يفغيني ديتريخ، في 23 من الشهر ذاته، إن "موسكو تنتظر من القاهرة تأكيد موعد تفتيش مطاري شرم الشيخ والغردقة، بغية استئناف الرحلات بين روسيا والمنتجعات المصرية".

ومنذ سقوط الطائرة الروسية استقبلت مصر عدة وفود دولية ولجان تفتيش، لتفقد الإجراءات التأمينية بمطارات القاهرة، وشرم الشيخ، والغردقة، كما أنفقت 60 مليون دولار في المرحلة الأولى لتدعيم منظومة تأمين المطارات بأحدث الأجهزة، حسب تصريحات سابقة لوزير الطيران المصري السابق، شريف فتحي.

وفي 11 أبريل/نيسان 2018، جرى استئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين القاهرة وموسكو، دون الوجهات السياحية على البحر الأحمر، بشرم الشيخ (شمال شرق) والغردقة (شرق).

وتمثل السياحة الروسية نحو 30 بالمائة، بينما تمثل السياحة البريطانية 10 بالمائة من إجمالي الحركة السياحية الوافدة لمصر.

وبلغ عدد السياح الروس الوافدين إلى مصر، 2.8 مليون سائح في 2010، وانخفض إلى 1.8 مليون سائح في 2011، وبلغ نحو 1.6 مليون سائح في 2012، وارتفع إلى 2.4 مليون سائح في 2013، وزاد إلى 3.1 ملايين سائح في 2014، وفق بيانات وزارة السياحة المصرية.

وعلى مدار الـ10 أشهر الأولى من 2015، بلغ عدد السياح الروس نحو 2.3 مليون سائح، مقابل نحو 71.4 ألف سائح روسي عن الفترة نفسها من العام 2017.

وبلغت إيرادات مصر من السياحة الروسية نحو 2.5 مليار دولار في 2014، من إجمالي إيرادات سياحية بلغت نحو 7.3 مليارات دولار في العام ذاته.

وفي العام الجاري 2018، صعدت السياحة الأجنبية الوافدة إلى مصر بنسبة 42 بالمائة على أساس سنوي خلال النصف الأول من العام، وبلغ العدد الوافد 5.061 ملايين سائح خلال النصف الأول 2018، مقابل 3.560 ملايين سائح عن نفس الفترة من العام الفائت.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون