الروس والصينيون ينعشون السياحة في تركيا

16 اغسطس 2017
زيادة كبيرة في معدل إنفاق السياح بتركيا (الأناضول)
+ الخط -
بدأت نتائج زيادة أعداد السياح بتركيا، تنعكس على المؤشرات الاقتصادية، وبمقدمتها البيع بالتجزئة، بعد تراجع السياحة بنحو 41%، العام الماضي، إثر الانقلاب الفاشل والأحداث الأمنية والقطيعة مع الروس الذين يشكلون أكثر من 10% من مجمل السياح الوافدين لتركيا.

وقالت وزارة الثقافة والسياحة التركية، إن عدد الأجانب الذين زاروا تركيا خلال النصف الأول من العام الجاري، ارتفع بنسبة 14.5% مقارنة مع نفس الفترة من 2016.

ولفتت الوزارة خلال بيانات حديثة، إلى أن السياح الروس جاؤوا في مقدمة الأجانب توافداً إلى تركيا، إذ وصل عددهم إلى نحو 1.7 مليون سائح يمثلون قرابة 14% من إجمالي عدد السياح الوافدين إلى تركيا خلال تلك الفترة والمقدرين بنحو 12.3 مليون سائح.

 وأشارت شركة "غلوبال بلو" المتخصصة بإعادة ضريبة القيمة المضافة للمتسوقين الأجانب في تركيا، إلى دور السياح الروس في تحريك الأسواق وزيادة البيع بالتجزئة، بعد أن زادت مشترياتهم خلال يوليو/تموز الماضي بنسبة 403% عما كان عليه في الشهر ذاته العام الماضي، الذي شهد محاولة الانقلاب الفاشلة.

وبينت غلوبال بلو، أن السياح الصينيين احتلوا المرتبة الثانية بعد الروس، من ناحية الإنفاق في تركيا خلال يوليو الماضي، حيث زادت مشترياتهم بنسبة 314% مقارنة مع الشهر ذاته من العام الماضي.

كما زاد معدل إنفاق السائح الصيني الواحد في تركيا من 1241 ليرة تركية (حوالى 350 دولاراً) في يوليو 2016، إلى 2547 ليرة تركية (حوالى 720 دولاراً) الشهر الماضي.

ويرى غياث حسن من شركة "جاكوار" السياحية بإسطنبول، أن السياح الروس عادوا إلى ما قبل أزمة إسقاط الطائرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ليتصدروا السياح الأجانب وخاصة ببعض الولايات التركية كأنطاليا وإزمير.

 وأشار خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن إنفاق السائح العربي أكثر من الروسي والصيني، "لكن شركة غلوبال بلو على ما يبدو أخذت العدد الكلي ولم تأخذ الإنفاق الفردي لكل سائح"، وفق رأيه، مؤكداً على "عودة السياح الخليجيين إلى تركيا، بعد التوجس الذي لمسناه وإلغاء بعض الحجوزات خلال الشهرين الماضيين".

وشرح حسن أن مؤشر الشركة ينحصر بكمية طلب السياح استعادة القيمة المضافة من الحكومة التركية على السلع التي اشتروها خلال مغادرتهم، وهذا المؤشر على أهميته ولكنه لا يعكس بدقة الإنفاق الحقيقي للسياح، إذ لا يطاول هذا المؤشر سوى شراء السلع والمنتجات ولا يشمل الإقامة والطعام والسهر.

وأشارت شركة "غلوبال بلو" إلى أن السائح الكويتي حل ثالثاً، من بين الأجانب الأكثر إنفاقًا في تركيا خلال يوليو/تموز الماضي، بزيادة قدرها 140%، تبعهم العراقيون في المرتبة الرابعة بنسبة 115%، والألمان جاؤوا خامسًا بنسبة 91%.

كما ازداد حجم إنفاق السياح السعوديين خلال يوليو/تموز الماضي بنسبة 66%، والإماراتيين بنسبة 65%، والأذريين بـ50%، والإيرانيين بنسبة 45%، والقطريين بنسبة 40%.

 وتنتظر تركيا قدوم 3.5 ملايين سائح عربي خلال العام الجاري، نتيجة الترويج وتشجيع الاستثمار، فضلاً عن توسيع شبكة ملحقياتها التجارية وقنصلياتها في الدول العربية، فخلال السنوات العشر الأخيرة، زاد عدد القنصليات والملحقيات التجارية التركية في تلك البلدان بنسبة 100%.

وذكرت مؤسسة الإحصاء التركية في تقرير سابق، أن مجموع الإنفاق الشخصي للسياح بتركيا، خلال النصف الأول من العام الجاري، وصل إلى 4.44 مليارات دولار.

وتسعى تركيا خلال الموسم السياحي لعام 2017 إلى العودة إلى أرقام عام 2014 الذي تجاوز فيه عدد السياح 41.5 مليون شخص.




المساهمون