رغم الأزمة الخليجية، والحصار المفروض على قطر، عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية، مع السعودية والإمارات والبحرين، كشفت نتائج الشركات المُدرجة نصف السنوية في سوق الدوحة للأوراق المالية عن مستويات عالية من النمو، ما أدى إلى إنعاش التداول.
وأكد محللو مال لـ"العربي الجديد" أن الأرباح الجيدة التي حققتها الشركات خلال النصف الأول من العام الجاري، تعكس قوة الاقتصاد القطري وعدم تأثره بمنعكسات الحصار، وتؤكد متانة المراكز المالية لهذه الشركات وفي مقدّمتها المصارف، ما أدى إلى نشر التفاؤل بين المستثمرين وساهم في تحول بورصة قطر من خانة الخسائر، إلى مربّع الارتفاعات مرة أخرى.
وفي هذا السياق، يقول المحلل المالي، أحمد عقل، لـ"العربي الجديد" "بدأت الشركات إعلانات النتائج المالية للنصف الأول من العام 2017، وكانت بدايتها مع بنك قطر الوطني، الذي أعلن نمواً فاق 6%، وهذا النمو المستمر يعكس القوة الاستثمارية لهذا السهم بشكل عام".
واعتبر عقل أن نتائج الشركات في هذه الفترة، هي المحرك الأساسي للأسواق بشكل عام ولبورصة قطر بالتحديد، وقال "نرى جميع المستثمرين مترقبين لهذه النتائج، فالشركات ذات النمو والقوة والملاءة المالية، مع هبوط الأسعار الأخير مغرية جداً للشراء. وبالتالي، شهدت السوق عمليات شراء ملحوظة لهذه الأسهم، وعاد مؤشر البورصة إلى الارتفاع مرة أخرى، وتخطى مستويات 9500 نقطة وقارب المؤشر مستويات نهاية شهر مايو/أيار الماضي، وعاد المؤشر للارتفاع المتزن بأسهم ذات أداء مالي جيد، وكان لنتائج الشركات أكبر تأثير على عودة الحركة والروح إلى السوق بشكل عام".
وأضاف "شهدنا أن بعض الشركات كانت لها نتائج ممتازة وبخاصة القطاع المصرفي، وعلى رأسها المصرف الإسلامي، وبنك قطر الوطني، هذه المصارف أو الشركات عودتنا على أداء متميز ونمو مستدام"، حسب عقل.
وحقق مصرف قطر الإسلامي "المصرف" صافي ربح قدره 1165 مليون ريال (الدولار = 3.65 ريالات) بالنصف الأول من العام الحالي، بنمو نسبته 10 % مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية.
وحققت شركة الخليج للمخازن (GWC) نموّاً في صافي أرباحها في النصف الأول من العام 2017 بلغ 105.3 ملايين ريال، وذلك بالمقارنة مع 101.3 ملايين ريال للفترة المقابلة من السنة الماضية، مسجلة نمواً نسبته 4 %.
كما حققت مجموعة البنك التجاري، صافي ربح قدره 179.6 مليون ريال خلال النصف الأول من العام الحالي.
وكان نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة البنك التجاري حسين الفردان، قد قال إنّ البنك التجاري حقق أرباحاً تشغيلية قبل احتساب المخصصات، بلغت 1.1 مليار ريال في النصف الأول من عام 2017، ما يشكل زيادة بنسبة 7.8 % بالمقارنة مع الفترة ذاتها في العام الماضي.
كما وجه عقل نصيحة إلى المستثمرين بمتابعة السوق بشكل دائم والتركيزعلى الأسهم ذات النمو والعائد والملاءة المالية، والتي أثبتت قدرتها على مجابهة جميع الضغوطات الاقتصادية خلال السنوات السابقة، ومنها الأزمة المالية العالمية.
بدوره، رأى الخبير المصرفي، قاسم محمد قاسم، أنه في الظروف العادية فلا تأثير يذكر للنتائج المالية بمنتصف العام في الخليج على التداول، بسبب إجازات الصيف، ولكن في الظروف الحالية فإن النتائج الإيجابية تصب في تعزيز الثقة في استقرار الاقتصاد القطري.
وأكد قاسم لـ"العربي الجديد" أن إعلان النتائج المالية للشركات المدرجة في البورصة، بعد نهاية الشهر الأول للحصار، تظهر بأن العمل يجري كالمعتاد رغم الظروف القاهرة، وأن جهود رجال الأعمال والقطاع الخاص تتضافر للتغلب على أية آثار سلبية محتملة، مدعومة بمواقف وقرارات تحفيزية فورية ومناسبة من الجهات الرسمية، والأمثلة على ذلك تخفيض الرسوم، وتسهيل إجراءات التخزين لمواد البناء وغيرها".
واعتبر أن "النتائج نصف السنوية، يجب أن تزيد من حرص المستثمر في الحفاظ على الأسهم القيادية، وعدم الاندفاع للبيع الناتج عن الجهل بالأساسيات".