كل ما تريد أن تعرفه عن اقتصاد كتالونيا "كنز إسبانيا"

04 أكتوبر 2017
+ الخط -
تحاول الحكومة في إقليم كتالونيا الانفصال عن إسبانيا، وتكوين دولة مستقلة، وبحسب نتائج الاستفتاء، فقد صوت أكثر من 90% من المواطنين الكتالونيين بنعم للانفصال عن إسبانيا، وتكوين دولتهم الخاصة.

ويقع الإقليم في أقصى شمال شرقي إسبانيا وتفصله جبال البرانس عن منطقة جنوبي فرنسا التي يرتبط بها الإقليم بعلاقات وثيقة. وأغلب سكان الإقليم يعيشون في عاصمته برشلونة، والتي تمثل مركزاً اقتصادياً وسياسياً مهماً، فضلاً عن أنها نقطة جذب سياحية تحظى بشعبية عالمية كبيرة.

في هذا التقرير، نتعرف على المقومات الاقتصادية لإقليم كتالونيا، خصوصا أن هذا الإقليم يعد من أغنى المناطق اقتصادياً في إسبانيا.

اقتصاد مرن

يصل عدد سكان كتالونيا إلى نحو 7.5 ملايين نسمة، وفق تقديرات رسمية صادرة عام 2016، ويشكل ذلك نحو 16% من إجمالي عدد سكان إسبانيا، والبالغ تعدادهم نحو 46 مليون نسمة. وبحسب خبراء، فإن اقتصاد كتالونيا، يعد من أقوى الاقتصادات في أوروبا، حيث يعادل اقتصاد الدنمارك، وفنلندا.

يسهم إقليم كتالونيا بنحو 20 % من إجمالي الناتج المحلي الإسباني، وتنافس مدريد العاصمة لتكون أغنى المناطق الإسبانية. وتحتل كتالونيا المرتبة الرابعة لجهة إجمالي الناتج المحلي للفرد والذي يصل إلى نحو 33.600 دولار.

كما تسجل كتالونيا معدل بطالة منخفضا وبلغت نسبة البطالة في الإقليم 13.2% في الربع الثاني من 2017 مقارنة بالنسب السائدة في المدن الإسبانية.

تتنوع القطاعات الاقتصادية التي ساهمت بإثراء هذا الإقليم، إذ يعتمد إقليم كتالونيا على الموارد السياحية، والتبادل التجاري، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية، كما يعتمد أيضاً على القطاع الصناعي.

قطاع الصناعة

تعتمد كتالونيا على القطاع الصناعي، الذي يساهم برفد الخزينة العامة بإيرادات مالية كبيرة، ويعتبر قطاع التصنيع الغذائي، من أهم القطاعات الداعمة للصناعة في الإقليم، بجانب تصنيع السيارات.

كما يتركز في كتالونيا نحو نصف المنتجات الكيميائية في إسبانيا. وبفضل تمركز العديد من الصناعات في الإقليم، تشير الأرقام إلى أنه في العام 2016 وفي الربع الأول من 2017 تم تصدير ربع ما تنتجه إسبانيا إلى الخارج، ما يعني أن إقليم كتالونيا يصدر نحو 25% من مجموع ما تصدره إسبانيا، كما يصدر الإقليم منتجات إلى إسبانيا تقدر بنحو 40 مليون دولار سنوياً.

أجواء استفتاء انفصال كتالونيا (Getty)

استثمارات هائلة

تمكن الإقليم من جذب الاستثمارات الأجنبية، وتصل حصة كتالونيا من إجمالي الاستثمارات الإسبانية إلى ما يقارب 14%، بحسب بيانات وزارة الاقتصاد.

وتتمركز في برشلونة عاصمة كتالونيا المقار الرئيسية للعديد من الشركات الكبرى كمجموعة "Mango" للمنسوجات، بالإضافة إلى شركات العطور العالمية، ومنها شركة بويج، مالكة العلامات التجارية "نينا ريتشي"، "باكو رابان" وغيرها.

كما يوجد في الإقليم ثالث أكبر مصرف في إسبانيا، وهو مصرف"كايشا بنك"، بالإضافة إلى شركة الغاز الطبيعي "غاز ناتورال"، وعملاق الطرق السريعة "أبرتيس".

إيرادات سياحية كبيرة

تعتبر كتالونيا بعاصمتها برشلونة وشواطئ كوستا برافا، أكثر مناطق إسبانيا استقطاباً للسياح، وزار المنطقة أكثر من 18 مليون سائح في 2016 ما يعادل ربع الأجانب الذين دخلوا إسبانيا. ويعتبر مطار كتالونيا ثاني أكبر المطارات الإسبانية بعد مطار مدريد، وسجل في 2016 حركة ركاب (وصول ومغادرة) تخطت 44 مليون مسافر.

وتجتذب كتالونيا شركات السفر منخفضة الكلفة التي تريد أن تجعلها محطة توقف لرحلات المسافات الطويلة المتجهة إلى القارة الأميركية.

كما يعتبر مرفأ برشلونة، ثالث أكبر مرافئ البلاد لجهة حركة البضائع، وأحد أكبر الموانئ الأوروبية لسفن الرحلات.



(العربي الجديد) 


 

المساهمون