نظام الأسد يبرم اتفاقيات مع روسيا بـ850 مليون يورو

26 ابريل 2016
روسيا تستثمر في الكهرباء السورية (الأناضول)
+ الخط -

قالت مصادر خاصة من داخل العاصمة السورية دمشق، إن اجتماعات روسية سورية شهدتها هيئة الاستثمار السورية، أمس الإثنين، تمخضت عن توقيع اتفاقيتين بين حكومة النظام السوري بشار الأسد وروسيا بقيمة 850 مليون يورو لتمويل محطة تشرين 3 الكهربائية في ريف دمشق وإصلاح البنى التحتية المتضررة، في قطاعي الاتصالات والكهرباء.

وأضافت المصادر أن اجتماعات اقتصادية، وصفتها بالمكثفة بين الجانبين، تشهدها دمشق منذ أيام، بهدف إقامة مشاريع لتطوير الاتصالات وأخرى صناعية، فضلاً عن مشاريع في قطاعي الكهرباء والنفط، وصفتها المصادر بالكبيرة والمهمة، مؤكدة أن روسيا عادت بقوة إلى البحث عن الفرص الاستثمارية المتعلقة بمرحلة إعادة الإعمار.

وقال الملحق التجاري في السفارة الروسية في دمشق، إيغور ماتفيفف، إن التعاون الاقتصادي بين بلاده وسورية سيشهد تحسناً في الفترة القادمة.

وأضاف ماتفيفف، في تصريحات صحافية، نقلتها وسائل إعلامية سورية، اليوم الثلاثاء، أن العقوبات الغربية على كل من سورية وروسيا أثرت على الشراكة الاقتصادية، خاصة على تمويل المشاريع وتأمين التمويل من البنوك في ظل العقوبات المفروضة على قطاع المصارف في روسيا، وهو ما يؤثر على إمكانية إقامة مشاريع للمدى البعيد، لكنه لا يمنع إقامة مشاريع على المدى المتوسط والقصير بدءاً من التبادل التجاري.

وأشار الملحق التجاري الروسي إلى أن بلاده مهتمة بإقامة مشاريع لتطوير البنية التحتية والاستعداد لتصدير مصانع التشييد السريع، وهي ذات أهمية كبيرة، خاصة في إعادة تأهيل الطرق والمنازل، وتطوير التعاون في مجال النفط والغاز، إضافة إلى مشاورات لتنفيذ مشاريع واستثمارات في مجال النقل والتعاون البنكي والمدفوعات البنكية.


من جهته، كشف رئيس مجلس الأعمال السوري الروسي، سمير حسن، عن مفاوضات تجري للاستثمار الزراعي وإقامة 200 بيت بلاستيكي تزرع فيها خضار وفواكه بناءً على طلب الجانب الروسي، وسيتم استقدام البذور من روسيا، إضافة إلى العمل على تطوير النقل البحري وإقامة شركة نقل بحري سورية روسية بنسبة النصف لكل جانب.

وأشار حسن، في تصريحات صحافية اليوم، إلى وجود مشروع في طور الدراسة حاليا لإيجاد بنك أو مؤسسة مصرفية بين البلدين تقوم بتمويل الصادرات بهدف تخفيف أثر العقوبات الاقتصادية المفروضة على الجانبين، لافتا إلى أن أول شحنة تجريبية للنسيج وألبسة الأطفال من حلب إلى روسيا ستنطلق قريبا على أمل أن تأخذ البضائع السورية مكان نظيرتها التركية في السوق الروسية.

ورأى أن الأسواق السورية ستشهد قريباً وجود أرز روسي يتم العمل على استيراده حالياً، وهو من النوعية الجيدة وسيكون بديلاً للعديد من الأنواع، إضافة إلى استيراد القمح والذرة وغيرها.

ويرى مراقبون أن نظام الأسد بدأ يلقى دعماً عربياً ودولياً، وإن بشكل غير علني، من شأنه إعادة إنتاج الأسد وفرض الأمر الواقع على الشعب السوري.

وقال الاقتصادي السوري حسين جميل إن روسيا تضرب قرارات العقوبات الأوروبية والأميركية المفروضة على نظام بشار الأسد، وتسعى لحجز مكان على خارطة إعادة الإعمار، لتضمن استرداد أموالها التي دفعتها خلال الحرب، لتصدير السلاح وتمويل الليرة السورية ومنعها من الانهيار.

وأضاف جميل، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن دولاً أخرى بدأت في توقيع اتفاقيات مع الأسد أو التلميح بمنح قروض ومساعدات، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي "قرر رصد مبلغ 6 ملايين يورو سيقدمها للأسد عن طريق منظمة الأغذية والزراعة قريباً، في ما يمكن اعتباره أول مساعدة منذ بداية الثورة السورية".

وفي حين يرى مراقبون سوريون أن هذه الاتفاقيات هي للاستهلاك الإعلامي وهدفها سياسي لخدمة نظام الأسد "طالما أن الحرب قائمة ولا يمكن لأحد الاستثمار وإعادة الإعمار"، حذر الاقتصادي جميل من إسطنبول من استمرار خرق العقوبات والسكوت عن تسويق الأسد ودعمه اقتصادياً "وإلا سيكون السوريون أمام أمر واقع يتواطأ فيه العالم مع الأسد ضد السوريين وحقوقهم".

المساهمون