تجارة الربيع...فرص للعاطلين بالعراق

21 مارس 2016
الزراعة نشاط رئيسي للكثير من العراقيين (فرانس برس)
+ الخط -
مع حلول موسم الربيع في محافظة ديالى شرقي العراقي، تبرز تجارة محلية يعود تاريخها إلى عقود مضت، تتمثل في بيع الشتلات لمختلف الأشجار خاصة الفواكه، بالإضافة إلى الأزهار بمختلف أنواعها ما يوفر فرص عمل للكثير من العاطلين خاصة الشباب.
ويبدأ المزارعون استعدادا لهذا الموسم في كل عام، بتخصيص مساحات لإقامة المشاتل المؤقتة والدائمة وتجهيزها بمختلف أنواع الشتلات التي تتناسب مع الربيع، الذي تبلغ ذروته خلال شهري مارس/آذار وأبريل/ نيسان .
أبو عمار صاحب مشتل أريج لبيع الشتلات في بلدة المقدادية بمحافظة ديالي، يقدر عدد المشاتل بأكثر من ألف مشتل كبير وصغير في عموم المحافظة، تقسم بين ثابتة وموسمية، حيث تقام الموسمية في فصل الربيع الذي يشكل فرصة استثمارية مربحة لمئات الأشخاص، لأن بعضها لا يحتاج إلى رأس مال كبير، إضافة إلى أن هذه المشاتل توفر فرصة عمل للكثير من الشباب العاطلين.
ويشير أبو عمار في مقابلة مع "العربي الجديد"، إلى أن مصادر الشتلات متعددة، فهناك ما هو محلي أقل سعرا، وأخرى مستوردة من بلدان مجاورة مثل تركيا وسورية وإيران وتكون أسعارها أعلى بسبب الاستيراد.
وتحوي محافظة ديالى أكثر من 200 ألف دونم (الدونم يساوي 2500 متر مربع) من البساتين الزراعية، خاصة من الحمضيات وبقية الفواكه ومنها العنب والرمان، والتي تنتج كميات كبيرة سنويا تغطي جزءا من حاجة الأسواق المحلية.
ويعتمد مزارعو ديالى على الطرق التقليدية في زراعة الأشجار من خلال عمال يقومون بغرسها عن طريق المحراث اليدوي الذي يسمى محليا بــ "كرك" وهي قطعة حديد مرتبطة بمقبض خشبي.
ويقول محمد خليل، صاحب مشتل آذار في بلدة خانقين شمال بعقوبة عاصمة ديالي، إن بيع الشتلات يدر ربحا على العاملين في المشاتل، موضحا " أجني أرباحا كبيرة كثيرة لا تقل عن 400 دولار في اليوم خلال ذروة موسم الربيع لعدة أيام متتالية.
ويضيف :" هذا الموسم يشكل خيرا، خاصة إذا كان هناك استقرار أمني في ديالي وباقي المحافظات فهذا ينعكس إيجابا على تجارتنا لا سيما أن نحو 70% من الشتلات تباع إلى زبائن من سكان العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية.
ويتابع أن موسم الربيع يعد مهرجانا يدوم نحو أربعة أشهر بدءا من منتصف يناير/كانون الثاني من كل عام وحتى أبريل/نيسان، حيث تكون ذروة الموسم في الشهرين الأخيرين.
ويعمد بعض سكان ديالى لتهيئة بساتينهم وحدائقهم، وتخصيص مساحة فوق أسطح منازلهم لزارعة الشتلات لغرض بيعها في فصل الربيع، ولا يقتصر البيع على الشتلات فقط بل تمتلئ المشاتل بمختلف السنادين والمواد الزراعية ومبيدات الحشرات، كما وسع بعض أصحاب المشاتل الكبيرة عملهم بتخصيص جناح خاص لبيع الحيوانات منها الطيور وأسماك الزينة والقطط والكلاب.
ويقول أبو أحمد الزهيري، الذي يعمل وأبناؤه الثلاثة في حقول ومشاتل داخل بلدة بعقوبة: "أعمل في حقل زراعي منذ أكثر من 15 عاما لأعيل أسرتي المكونة من 12 فردا".
وترتفع معدلات العمل خلال الربيع في أغلب المشاتل بنسب عالية، باعتباره الموسم الذهبي لأي مواطن يريد زراعة حديقته أو بستانه انسجاما مع الأجواء المناخية.
وبحسب تصريحات الزهيري لـ "العربي الجديد"، فإنه وجد لأبنائه الثلاثة فرص عمل في مشتل كبير داخل بعقوبة، مضيفا: "أصبح لدينا خبرة كبيرة في هذا المجال، الذي وفر لنا لقمة العيش، حتى إننا فكرنا بفتح مشتل صغير لو كنا نملك بعض المال الفائض لأن تجارة المشاتل وبيع الأشجار التي تمتاز بها ديالى تُعد تجارة مربحة إلا أنها موسمية".
وتعد ديالى من أكثر المحافظات الزراعية بالعراق وتمتاز بأشجار الفواكه والحمضيات لخصوبة أراضيها ووجود الأنهار، ما جعل أكثر من 70% من السكان يمتهنون الزراعة كمصدر رئيسي للعيش.



اقرأ أيضا: العراق يبدأ تصدير أول شحنة غاز مسال في تاريخه
المساهمون