أزمة النفط تهدد الغاز الإسرائيلي

21 مارس 2016
من أحد حقول غاز الاحتلال (فرانس برس)
+ الخط -
يهدّد التراجع الكبير في أسعار النفط عالمياً بتهاوي آمال الاحتلال الإسرائيلي في قطاع الغاز، حيث بدأت العديد من مصانع الاحتلال الشروع في التخلي عن استخدامه لصالح المازوت (أحد مشتقات النفط). ويأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل صعوبات في تصدير الغاز إلى الخارج، حسب خطط وضعتها مسبقاً.
وتهاوت أسعار النفط عالمياً منذ شهر يونيو/حزيران عام 2014 بنحو 70% من 115 دولارا إلى نحو 40 دولاراً حالياً.
وقد بررت عدد من المصانع الإسرائيلية التي طلبت رسمياً التوقف عن ربطها بشبكة الغاز بالقول إنها تتكبد خسائر كبيرة، مقارنة مع المصانع التي تعتمد على استخدام المازوت، ما يؤشر على حجم الضربة التي ينتظرها قطاع الغاز في إسرائيل.
وحسب محللين، تتمثل المشكلة الأبرز في هذا السياق فيما أقدم عليه مصنع "فينتسيا" أكبر مصنع لإنتاج الزجاج في إسرائيل والمقام في منطقة الجليل المحتل، من الشروع في التخلي عن استخدام الغاز، حيث تبين أن هذا المصنع الذي تم ربطه قبل عام بشبكة الغاز الطبيعي، بعد احتجاج المستوطنين والسلطات المحلية في المنطقة على التلوث الناجم عن استخدام المازوت، ويطالب حالياً بالتوقف عن استخدام الغاز والعودة للمازوت بسبب حجم الخسائر التي لحقت به.
ووفقاً لتقرير نشره موقع قناة التلفزيون الإسرائيلية الثانية الخميس الماضي تبين أن "الدولة" استثمرت 60 مليون شيكل (15 مليون دولار) في بناء الأنبوب لربط المصنع البعيد نسبياً عن مستودعات الغاز.
وأشار التقرير إلى أن إدارة المصنع تطالب حالياً بوقف استخدام الغاز والعودة لاستخدام المازوت لأنها تتكبد خسائر باهظة بسبب الفرق الكبير بين سعري الغاز والمازوت، وتوقع أن تقتفي بقية المصانع، التي تعتمد على الغاز في عملية الإنتاج أثر مصنع " فينيتسيا"، في حين من المرجح ألا تنضم مصانع أخرى لقائمة المصانع التي ارتبطت بشبكة الغاز.
من ناحيته، يقول الرئيس السابق لاتحاد الصناعيين الإسرائيليين، الجنرال عوديد تيرا، إنه يتوجب على الحكومة خفض أسعار الغاز لتحسين قدرة القطاع على التنافس داخلياً وخارجياً.
واعتبر تيرا في مقال نشره موقع "وللا" الإخباري الجمعة الماضية، أنه نظراً لوضعها الجيوسياسي وافتقارها للموارد الطبيعية فإن قدرة إسرائيل على الاتجار مع دول العالم محدودة، الأمر الذي يزيد من أهمية استغلال احتياطات الغاز الطبيعي.
ووفق تصور تيرا، فإن خفض أسعار الغاز سيمكن إسرائيل من التنافس في السوق العالمي ويغري الدول على استيراد الغاز. وخلال القمة الثلاثية القبرصية الإسرائيلية اليونانية التي عقدت قبل شهر في نيقوسيا، تم الاتفاق على تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر اليونان. وقد تعاظمت أهمية تصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا في أعقاب تراجع فرص تصديره لمصر في أعقاب اكتشافات الغاز الضخمة قبالة السواحل الشمالية المصرية، إلى جانب استبعاد تصديره لتركيا، بعد أن اشترطت أنقرة موافقة تل أبيب على تصدير الغاز الإسرائيلي لأوروبا عبر الأراضي التركية.


اقرأ أيضا: صحيفة: الغاز المصري يهدد مستقبل قطاع الغاز الإسرائيلي
المساهمون