بعد عام من سقوطها... الطائرة الروسية تهوي بالسياحة المصرية

31 أكتوبر 2016
سياح في مصر (الأناضول)
+ الخط -

لن ينسى المصريون، وبالتحديد العاملين في القطاع السياحي، تاريخ 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015، الذي هوى بصناعة السياحة المصرية نتيجة سقوط طائرة سياح روسية فوق شبه جزيرة سيناء.

وتحطمت الطائرة الروسية وعلى متنها 224 من الركاب وأفراد الطاقم فوق شبه جزيرة سيناء (شمال شرق)، بعد وقت قصير من إقلاعها، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها.

وبدأ عاملون في السياحة خلال الشهور الماضية يهجرون القطاع إلى قطاعات اقتصادية أخرى، بسبب ركود المرافق السياحية في شتى أنحاء مصر.

كما فاقم هذا الحادث من أزمة النقد الأجنبي التي تعاني منها مصر، والتي تسببت في ارتفاع الدولار في السوق السوداء إلى أكثر من 18 جنيها.

وتراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 42%، إلى 3.360 ملايين سائح خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري مقابل 5.795 ملايين سائح عن الفترة نفسها من عام 2015، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري (حكومي). ونجم هذا التراجع، بالأساس، عن توقف الرحلات السياحة الروسية إلى المنتجعات المصرية، إضافة إلى تحذير دول عدة رعاياها من السفر إلى المصر.

وعلقت روسيا وبريطانيا رحلات الركاب الجوية إلى مصر، وفرضت واشنطن تدابير أمنية جديدة على السفر بالطائرات، كما اتخذت أيرلندا وألمانيا وهولندا قرارات بوقف رحلاتها المنتظمة إلى شرم الشيخ.

إلا أن شركة الخطوط الجوية التركية استأنفت تنظيم رحلات منتظمة إلى مدينة شرم الشيخ (شرق) يوم 11 سبتمبر/ أيلول الماضي، وذلك بعد 11 شهرا من التوقف.

وبعد مرور نحو 11 يوماً على حادث الطائرة الروسية، قال وزير السياحة المصري السابق، هشام زعزوع، إن بلاده ستخسر 2.2 مليارَي جنيه (247 مليون دولار) شهرياً جراء قرار بريطانيا وروسيا تعليق الرحلات الجوية إلى مصر.

وأشار زعزوع حينها إلى أن السياح الروس والبريطانيين يشكلون ثلثي حركة السياحة في شرم الشيخ، بينما يمثل الروس وحدهم 50% من إجمالي السياح الذين يزورون مدينة الغردقة على البحر الأحمر (شمال شرق).


وفي أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، قال محافظ جنوب سيناء المصرية، خالد فودة، إن إجمالي خسائر شرم الشيخ والغردقة جراء تحطم الطائرة الروسية بلغ 6 مليارات جنيه (675 مليون دولار).

وأضاف: "لن نستطيع تعويض نسب النقص والخسائر، إلا بعد عودة السياح الروس والبريطانيين"، وكانوا نحو 35 ألف سائح أسبوعياً قبل أزمة الطائرة الروسية.

وفي عرض برنامجها أمام مجلس النواب في 28 مارس/آذار الماضي، اعترفت الحكومة المصرية بالتداعيات السلبية لحادث تحطم الطائرة الروسية.

وفي هذا السياق، كشف البنك المركزي المصري، أخيرا، عن تراجع الإيرادات السياحية بمعدل 48.9%، لتسجل نحو 3.8 مليارات دولار في العام المالي 2015/2016 (يتضمن 8 أشهر بعد سقوط الطائرة الروسية) مقابل نحو 7.4 مليارات دولار في العام المالي 2014/2015.

وأرجع المركزي المصري تراجع الإيرادات السياحية إلى انخفاض عدد الليالي السياحية إلى 51.8 مليون ليلة في العام المالي الماضي مقابل 99.2 مليون ليلة قبل ذلك بعام.

وزار مصر أكثر من 14.7 مليون سائح في 2010. لكن عدد السياح انخفض إلى 9.3 ملايين 2015، وفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وقال عماري عبد العظيم، رئيس شعبة السياحة والطيران في الغرفة التجارية في القاهرة، إن مصر تكبدت خسائر فادحة منذ كارثة الطائرة الروسية، لأن الروس يمثلون 40% من زوار مصر.

ودعا السلطات المصرية إلى العمل على استعادة السياحة التقليدية من روسيا وبريطانيا وغيرها من الدول، إضافة إلى فتح أسواق جديدة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.

الخبير السياحي، إلهامي الزيات، الذي كان يشغل منصب رئيس اتحاد الغرف السياحية في مصر، أعرب عن أمله في عودة السياحة الروسية إلى مصر قريبا، دون أن يحدد موعدا.

وتابع: "مصر استجابت لجميع المطالب الروسية لضمان عودة السياح إلى مصر"، مؤكدا أن هذا الأمر قرار سيادي روسي.

(الأناضول)

المساهمون