مخاوف من تراكم الفائض على أسعار النفط

30 أكتوبر 2016
حقل نفط أميركي (Getty)
+ الخط -
قال خبراء لوكالة بلومبيرغ الأميركية إن منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" لن تتمكن من امتصاص الفائض النفطي حتى في حال تمكنها من تجاوز الخلافات وتطبيق اتفاق الجزائر كاملاً.
ويشير خبراء للوكالة إلى أن الفائض الذي تراكم خلال الأعوام الثلاثة الماضية يكفي لملء 160 سفينة نفط ضخمة.
وكانت منظمة "أوبك" قد اتفقت في الجزائر الشهر الماضي على تحديد سقف للانتاج يتراوح بين 32.5 و33 مليون برميل يومياً، ولكن يدور خلاف بين أعضائها حول من سيتحمل الجزء الأكبر من خفض الإنتاج.
ومن بين العقبات التي من المتوقع أن تواجهها المنظمة معارضة بعض الأعضاء للانضمام لخطة خفض الإنتاج، كما أن بعض الدول بدأت في تضخيم إنتاجها للشهرين الماضيين في محاولة لإجراء خفض وهمي، حينما يأتي الدور لمناقشة حصص الخفض الذي سيفرض على كل دولة.
ومن بين الدول التي ضخمت إنتاجها حتى الآن روسيا التي قالت إنها أنتجت أكثر من 11.1 مليون برميل يومياً. وهنالك شكوك حول معدل الإنتاج الروسي وشكوك حول ما إذا كانت ستلتزم فعلاً بخطة خفض الإنتاج.
وذكرت روسيا مراراً استعدادها للانضمام إلى تثبيت الإنتاج، ولكن فقط بعد اتخاذ الدول الأعضاء في "أوبك" قراراً نهائياً بهذا الشأن.
وبدأ مسؤولو أوبك محادثات في فيينا في ختام الأسبوع، تهدف إلى وضع التفاصيل الخاصة باتفاقهم على خفض المعروض النفطي الذي يقرون أنه يزداد تعقيدا كل يوم. ويتألف اجتماع اللجنة العالية المستوى من محافظي أوبك وممثلي الدول الذين يرفعون تقاريرهم إلى الوزراء المعنيين. وتتواصل المحادثات لأكثر من سبع ساعات، بعد أن بدأت في الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي. وقالت مصادر في المنظمة لرويترز إن مسؤولي المنظمة لم يتفقوا بعد على تفاصيل خطة لخفض إنتاج النفط فيما تعارض إيران هذا الخفض.

وحسب تعليقات خبراء، يواجه الاتفاق انتكاسات محتملة بسبب مطالبة العراق بإعفائه منه، وكذلك مطالب دول مثل إيران وليبيا ونيجيريا الذين تضرر إنتاجهم من جراء العقوبات أو الحروب، ويريدون زيادة المعروض. وقال مندوب في "أوبك" قبل بدء اجتماع يوم الجمعة "الأمر يزداد تعقيداً.. في كل يوم تظهر مسألة جديدة". لكنّ مسؤولين آخرين، من بينهم الأمين العام محمد باركيندو، كانوا قد قالوا إنهم متفائلون بالتوصل إلى اتفاق نهائي.
وقال باركيندو في كلمة ألقاها بالاجتماع وفقا لنص قدمته أوبك "مشاوراتنا مع بعض المنتجين غير الأعضاء في أوبك، قد تكون لها نتائج عميقة على السوق وعلى الصناعة في المدى المتوسط إلى الطويل".
ولا تبت اللجنة في السياسة وستقدم بدلاً من ذلك توصيات للاجتماع الوزاري التالي لأوبك في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الذي سيعقد في فيينا أيضًا. وتدرس اللجنة مسائل من بينها حجم ما سينتجه كل عضو من أعضاء المنظمة الأربعة عشر. وقال العراق ثاني أكبر منتج في أوبك هذا الأسبوع إنه لن يخفض إنتاجه، وإنه يجب إعفاؤه من أي قيود على الإنتاج لحاجته إلى المال لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتوقع خبراء أن يواجه موقف بغداد معارضة على الأرجح من قبل الأعضاء الآخرين في أوبك. وقال مصدر يوم الخميس إن الرياض وحلفاءها الخليجيين في أوبك لا يتفقون مع وجهة نظر العراق. ومن بين العقبات المتوقعة رفض إيران للتقيد بخفض الإنتاج. ولكن مصرف باركليز البريطاني، يرى أن إيران بحاجة إلى استثمارات جديدة، ولا يمكنها الحصول عليها ما لم تتحسن أسعار النفط. ويرى خبير النفط الأميركي، جون كلدوف، أن إيران "ربما توافق هذه المرة على تثبيت الإنتاج".
كما لاحظ خبراء في مؤتمر النفط والمال الذي عقد في لندن أخيراً، أن السعودية، المنتج الأكبر للنفط في العالم، تشعر أن استراتيجية التوسع في الحصص السوقية التي اتبعتها في العامين الماضيين قد بلغت مداها، وأنها في وضع مريح من ناحية حصولها على الحصص التسويقية في الأسواق الاستراتيجية في أوروبا وآسيا، وبالتالي ما تحتاجه الآن هو الحصول على سعر أفضل للنفط، وخاصة أنها خسرت خلال الفترة الأخيرة قرابة 170 مليار دولار من رصيدها الأجنبي بسبب انهيار الأسعار. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن كلفة الحرب لتحرير اليمن من قبضة الحوثي تتزايد واحتياجاتها لتحديث الاقتصاد وخلق فرص عمل جديدة تجعلها بحاجة إلى مزيد من الأموال خلال الفترة المقبلة.

المساهمون