ورطة أوبك

03 اغسطس 2015
البدري في آخر اجتماع لأوبك بشأن الأسعار (أرشيف/Getty)
+ الخط -

باتت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في ورطة حقيقية قد تعصف باقتصادات دول كبرى أعضاء بها، والخاسر الأكبر من الورطة كبار المنتجين، وفي مقدمتهم دول الخليج ودول عربية أخرى منتجة للنفط منها الجزائر وليبيا والعراق، وفي المقابل فإن الرابح الأكبر من هذه الورطة هو الاقتصاد الغربي بشكل خاص والاقتصاد العالمي بشكل عام، ومعه أيضا يكسب المستهلك الغربي الذي سيضمن الحصول على مشتقات بترولية (بنزين وسولار وغيره) بأسعار رخيصة ولفترة طويلة قد تستمر سنوات.

الحكاية ببساطة أن سوق النفط العالمية تعاني منذ فترة من تخمة في المعروض من النفط، وهذه التخمة أو الوفرة دفعت منظمة أوبك إلى تثبيت إنتاجها عند 30 مليون برميل يومياً في آخر اجتماعين عقدا في شهري نوفمبر/تشرين الثاني 2014 ويونيو/حزيران 2015 بهدف عدم انزلاق الأسعار لمزيد من الهبوط.

ورغم تثبيت الإنتاج، إلا أن الأسعار ما زالت عند مستوياتها المتدنية؛ والتي تقل بنحو 50% عن أسعار يونيو 2014، وهذا الأمر ألحق خسائر تقدر بمليارات الدولارات للدول المنتجة، وفي مقدمتها السعودية والإمارات والكويت وروسيا وفنزويلا وغيرها.

الآن يزداد الموقف تعقيداً ومعه يزيد مأزق منظمة "أوبك"، فهناك لاعب جديد وقوي يريد إفساح المجال له لاستعرض قوته الإنتاجية، وفي المقابل فإن أعضاء المنظمة يرفضون خفض الإنتاج حفاظا على مصالحهم الاقتصادية وإيراداتهم المالية.

اللاعب الجديد بالطبع هو إيران التي تعتزم زيادة إنتاجها النفطي إلى 4 ملايين برميل يومياً، ومع استعداد طهران لإغراق الأسواق العالمية بالنفط، يعلن الأمين العام لمنظمة "أوبك" عبد الله البدري قبل أيام أن المنظمة ليست مستعدة لخفض حصص إنتاجها، رغم التراجع الأخير في أسعار النفط، واحتمال وصول الإنتاج الإيراني إلى السوق.

في مقابل هذا الموقف، يخرج علينا وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، أمس الأحد، ليعلن أن بلاده ستعود إلى مستويات الإنتاج السابقة.. وأنها لن تطلب إذناً من أحد لاستعادة حقوقها.

الوضع يزداد تعقيدا، فإذا كانت هناك زيادة في الإنتاج النفطي تتراوح ما بين مليون و1.5 مليون برميل يوميا، وهذه الزيادة تدفع تجاه عدم استعادة الأسعار لعافيتها بل ومواصلة تراجعها، فما هو الحال إذن مع عودة إيران للسوق الدولية، وهي التي تملك رابع أكبر احتياطي نفطي في العالم، وثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي؟

العالم قد يشهد خلال الفترة المقبلة مواجهة شديدة، ليس فقط بين أعضاء منظمة أوبك وإيران، ولكن ربما بين أوبك وإيران من جهة، والدول المنتجة خارج المنظمة الدولية وعلي رأسها روسيا التي تكافح لزيادة انتاجها وتعويض خسائرها من العقوبات الغربية.
 


اقرأ أيضاً: أوبك تجهل موعد تعافي أسعار النفط