عجز اليونان عن السداد يختبر مصداقية صندوق النقد

30 يونيو 2015
صندوق النقد مطالب بتليين مواقفه إزاء الأزمة اليونانية(أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -
تواجه اليونان، الثلاثاء، تعثرا محتوما عن سداد قسط من دينها المستحق لصندوق النقد الدولي، لكنها لن تكون الجهة الوحيدة المتضررة جراء ذلك، إذ قد ينعكس الأمر سلبا على مصداقية المؤسسة المالية، التي تتخذ من واشنطن مقرا لها.

وتسري تكهنات متزايدة منذ عدة أسابيع حول ما سيحل باستحقاق بقيمة 1.6 مليار دولار يلزم أثينا تسديده، اليوم الثلاثاء، لصندوق النقد الدولي قبل الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش.

وظل الصندوق حتى الأيام الأخيرة يستبعد أن تصل اليونان إلى مرحلة العجز عن السداد، خصوصاً بعد أن دعا رئيس الوزراء اليوناني، ألكسيس تسيبراس، إلى "عدم التخوف" بهذا الشأن.

وتوقع متحدث باسم المؤسسة المالية الدولية، الأسبوع الماضي، أن تفي اليونان بهذا الاستحقاق الذي يشكل قسطا من خطط المساعدة المالية الضخمة، التي منحها الصندوق والاتحاد الأوروبي لليونان.

غير أن انقطاع المفاوضات بين اليونان ودائنيها بدد هذه الآمال، حيث قال تسيبراس، أمس الاثنين: "هل يعقل أن يكون الدائنون ينتظرون أن نسدد صندوق النقد الدولي في حين أنهم يخنقون المصارف؟".

ولا شك أن صندوق النقد الدولي سينتظر حتى اللحظة الأخيرة قبل أن يؤكدا رسميا الخبر، الذي سيكون له مفعول فوري، اذ ستصبح اليونان أول دولة صناعية تتعثر عن السداد للصندوق وستحرم تلقائيا بالتالي من الوصول إلى موارده.

وقال اسوار براساد، المسؤول السابق في صندوق النقد الدولي، إن "تعثر اليونان، ولو لفترة قصيرة سيشكل وصمة لسمعة صندوق النقد الدولي، وسيضعف الفرص في أن تثير خططه المستقبلية للمساعدة تدفق أموال خاصة إلى دول تواجه أزمة".

والصندوق الذي تلجأ إليه عادة البلدان عند افتقارها إلى السيولة، كان قد واجه صعوبات مع اليونان. فقد اضطر من قبل إلى الإقرار بارتكابه خطأ عندما فرض على اليونان نظام تقشف للخروج من أزمتها، غير أنه أدى في نهاية المطاف إلى خنق النمو الاقتصادي.

كما تعرضت المؤسسة المالية الدولية لانتقادات من الداخل أيضا، إذ أخذت عليها بعض الدول تخصيص اليونان بمعاملة تفضيلية، بما يخالف قواعد الصندوق التي تنص على عدم منح بلد أي قروض ما لم يكن قادرا على تحمل عبء دينه.

وقال بيتر دويل، الذي عمل حتى 2012 في قسم أوروبا في الصندوق، إن "عدم التسديد سيظهر، بشكل جلي، بنظر أي كان في العالم أن التزام صندوق النقد الدولي حيال أوروبا واليونان اتخذ منحى سيئا جدا".

كما لفت دويل إلى أن الأزمة اليونانية قد تحرك أيضا الانتقادات التي سبق أن تناولت بعض قرارات الصندوق "المثيرة للجدل"، خاصة مساعداته السخية لأوكرانيا.

ومع ذلك، يبدو الصندوق حريصا جدا على صورته كحارس متشدد للموارد التي تعهد إليه بها الدول الأعضاء الـ188.

وكان البنك سابقا، في فترات عدة، قد تكبد خسائر في بعض الديون التي منحها، فألغى ديون دول فقيرة مثل هايتي بعد الزلزال العنيف عام 2010، وبلغت هذه الديون 238 مليون يورو، كما ألغى جزءا من ديون الدول الأفريقية الأكثر تضررا من فيروس "إيبولا".

غير أن الأزمة اليونانية مختلفة. فقيمة القروض التي حصل عليها هذا البلد وصلت إلى 32 مليار يورو منذ 2010، وأي خسائر بهذا الحجم ستهدد السلامة المالية لصندوق النقد الدولي.

ويتعين على الصندوق في الوقت الحاضر الامتناع عن صب الزيت على النار في مسألة تعثر اليونان عن السداد.

اقرأ أيضا: زعماء غربيون يؤيدون إعادة المفاوضات مع اليونان بعد الاستفتاء

المساهمون