الأرز الموريتاني يكافح لسدّ حاجة السكان

29 ابريل 2015
الري بين أبرز تحديات زراعة الأرز في موريتانيا(العربي الجديد)
+ الخط -
تسعى الحكومة الموريتانية إلى رفع إنتاج الأرز بما يغطي احتياجات السكان المتزايدة من هذه المادة، التي تحتل المرتبة الأولى في قائمة السلع الأكثر استهلاكا في البلاد.
وتنتج موريتانيا من حقولها الجنوبية في كرمسين، روصو، كوركول وكيديماغا، نحو 202 ألف طن من الأرز سنويا. ومع الاهتمام الحكومي بالقطاع الزراعي، الذي يشكل أداة النمو الرئيسية في البلاد، قفز إنتاج الأرز ليغطي نحو 70% من احتياجات السكان العام الماضي 2014، وذلك مقابل 35% في عام 2009.
ويقول الخبير الزراعي سيدي محمد ولد عبدي، إن إنتاج كميات كبيرة من الأرز، ظل حلما بعيد المنال عن الموريتانيين لعقود، لكن الدفع بعجلة التنمية الزراعية في السنوات الأخيرة من خلال التوسع في المساحات المزروعة واستصلاح الأراضي، ضاعف الإنتاج.
وأضاف ولد عبدي، في حديثه إلى "العربي الجديد"، أن منح المزارعين قروضا ومساعدات عينية من جانب الحكومة، ساهم في رفع إنتاج الأرز، وأعطى مؤشرات جيدة إلى قرب تحقيق هدف الاكتفاء الذاتي من هذه المادة.
وتتوقع وزارة الزراعة في موريتانيا، أن يغطي محصول الأرز هذا العام، نحو 86% من احتياجات السكان.
واعتمدت موريتانيا في تطوير زراعة الأرز على مكافحة الجفاف وزيادة نسبة المساحات المروية، كما عرفت الاستصلاحات المائية والزراعية وأعداد المساحات المستصلحة توسعا غير مسبوق.
وحسب إحصاءات رسمية، فإن المساحات المروية عرفت زيادة مضطردة من عام لآخر، حيث ارتفعت من حدود 18 ألف هكتار (43 ألف فدان) عام 2009 إلى ما يقارب 51 ألف هكتار العام الماضي، بينما بلغت مساحات الزراعة التي تعتمد على الأمطار إلى 230 ألف هكتار.
وأشار الخبير الزراعي ولد عبدي، إلى أن موريتانيا لا تزال تستورد نحو 150 ألف طن من الأرز سنوياً، بسبب المشاكل التي يعاني منها الأرز الموريتاني، خاصة جودة بعض النوعيات ورداءة عملية التقشير.
ويعتبر أن العوائق التي تقف في وجه تطوير زراعة الأرز تؤثر في جودة الإنتاج، رغم توفر الظروف الملائمة من أراض ومياه لإنتاج نوعيات جيدة وكميات تكفي الاستهلاك المحلي وحتى للتصدير.
وتشترى الدولة محاصيل الأرز من الفلاحين والمستثمرين وتتولى تسويقها من خلال شركة "سونيمكس".
وعن المشاكل التي تعاني منها زراعة الأرز، يقول ولد عبدي إن استعمال بذور غير جيدة هو من أكثر المشاكل التي يعانيها المزارعون، فليس هناك اهتمام بجودة البذور ونسبة نقاوتها وإنباتها وتاريخ إنتاجها، إضافة إلى المشاكل المتعلقة بتأخر المواعيد الزراعية ومكافحة الحشائش والتسميد.
ولا تزال التغيرات المناخية تؤثر سلبا على النشاط الزراعي في موريتانيا، حيث أدى تناقص الأمطار وزحف الرمال إلى تراجع الإنتاج الزراعي عموما. كما أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العام الماضي بالتخلي عن المجانية في المساعدات الزراعية للفلاحين، أثّر على القطاع، خاصة في مناطق الجنوب النشطة.

اقرأ أيضا: شركة أميركية تعلن عن اكتشاف الغاز في موريتانيا
دلالات
المساهمون