مصر: زيادة أسعار الوقود تلتهم ثلث دخل سائقي التاكسي

19 ابريل 2015
الوقود في مصر أرهق سائقي التاكسي والمواطنين (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

"مع ارتفاع أسعار المواد البترولية زادت أجرة المواصلات، وانخفضت دخولنا بنسبة 30% تقريباً".. هذا ما قاله سائق سيارة أجرة (تاكسي)، محمود إسماعيل عن معاناة السائقين في القاهرة من أزمة الوقود.

وقال إسماعيل خلال مقابلة مع "العربي الجديد"، إنه يستأجر سيارته التي يقودها مقابل 3 آلاف جنيه شهرياً (393 دولارا)، وفي بعض الأيام لا تصل حصيلة دخله إلى أكثر من 60 جنيها (7.8 دولارات).

وأضاف أن الركاب يفضّلون المواصلات العامة ومنها مترو الأنفاق، والحافلات، في ظل ارتفاع أجرة التاكسي حيث يبدأ العداد من 3 جنيهات بدلا من 2.5 جنيه بعد الزيادة الأخيرة،

ثم يتم احتساب الأجرة على إجمالي المسافة.

وانتقد إسماعيل الحكومة في رفعها أسعار المواد البترولية، ومساواة الفقراء بالأغنياء "فكيف يساوي رئيس الوزراء إبراهيم محلب في سعر السولار الذي تحصل عليه مصانع رجال الأعمال، وسيارات الأجرة التي يستقلها الفقراء".

وكانت الحكومة المصرية قد رفعت أسعار المواد البترولية بداية من يوليو/تموز الماضي، في إطار استهدافها خفض عجز الموازنة إلى 10% بنهاية العام المالي الجاري.

وخفضت وزارة البترول المصرية مخصصات دعم المواد البترولية بمقدار 34 مليار جنيه، لتصل إلى 100 مليار جنيه خلال العام الجاري، على أن تصل إلى 85 مليارا خلال العام المالي المقبل.

وأشار إسماعيل، إلى أن الأزمة ليست فقط في انخفاض دخله، بل يتعرض للكثير من المشاكل الخاصة بالمرور، فضلاً عن المشاجرات مع الركاب بشأن الأجرة.

وأوضح أن الركاب خلال الفترة الأخيرة مع ارتفاع سعر البنزين والسولار يشكون من زيادة الأجرة، ويتهمون السائقين بالتدليس عليهم "اللعب في العداد".

وقال "بالفعل هناك بعض السائقين ، يزيفون قراءة عداد التاكسي، وهذا سبب العديد من المشاكل للسائقين".

 وأضاف أن الأجرة تتضاعف مع التكدس والاختناق المروري، خاصة في فترات خروج الموظفين من الدوام اليومي لأعمالهم أو لمرور موكب مسؤول في الدولة، حيث تتوقف شوارع القاهرة بالكامل، خاصة وسطها.

ويعيل إسماعيل، الذى يتوسط العقد الرابع من عمره، أسرة مكونة من 4 أفراد إلى جانبه وزوجته.

وقال إن الابن الأكبر له في المرحلة الثانوية، ويحصل على دروس خصوصية، والثاني في الإعدادية بالإضافة إلى طفلتين.

وتابع أن الدروس الخصوصية تلتهم نحو 40% من الدخل الشهري له، وهناك أزمة ستواجهه مع ارتفاع نفقات الدروس مع قرب امتحانات نهاية العام الدراسي، حيث يرتفع سعر الدروس الخصوصية في الوقت الذي قل فيه دخله بمقدار الثلث.

وأضاف، "أعمل كل يوم من الساعة 5 صباحا وحتى الرابعة عصرا، وأعود إلى البيت لأتناول الغداء وأستريح ساعتين لأعود للعمل مرة أخرى، حتى أعود في منتصف الليل".

وأكد أنه في معظم الأحيان لا يرى أبناءه لعدة أيام، حيث إنه يضطر إلى العودة متأخراً كل ليلة.

وأضاف "أن المعيشة صعبة، وعلى عكس ما وعد به الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الشعب، فقد ارتفعت أسعار كل السلع والخدمات..هوا أحنا مش نور عينيه ولا ايه!".
وقال إنه لولا أن إيجار شقته وفقا للقانون القديم ولا يزيد على 100 جنيه شهرياً لتأزمت أوضاعه المعيشية، في ظل ارتفاع أسعار كل شيء.

وارتفع سعر زجاجة الزيت 3 لترات لتصبح 46 جنيهاً، وكيلو البطاطس 3 جنيهات والطماطم

5 جنيهات، واللحم 75 جنيها، والأرز 4.5 جنيهات، حسب تقارير الغرف التجارية.

وأوضح إسماعيل أن الكثير من الأسر لا تتناول اللحم أكثر من مرتين شهريا، وهذه ميزة كبيرة لهم مقارنة بأسر لا يعرفونها إلا في المواسم، خاصة عيد الأضحى.

وقال رغم المشاجرات اليومية، التي يدخل فيها مع الركاب، إلا أنه في النهاية يعذرهم لأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة تضع الجميع تحت ضغوط هائلة.

وأضاف، أنه يأمل أن يأتي اليوم الذي يمتلك فيه سيارة أجرة، حتى يزيد دخله ولا يقاسمه فيه أحد، ما يجعله أكثر قدرة على مواجهة الأعباء المعيشية.

ويخشى إسماعيل من طلب صاحب التاكسي زيادة الإيجار الشهري، ويقول "عندها سأترك السيارة، وأصبح عاطلاً".

وتبلغ معدلات البطالة في مصر 13.1% من إجمالي قوة العمل البالغة 27 مليون فرد.
وقال إسماعيل، إنه في حالة تركه السيارة التي يستأجرها، فإنه يستغرق على الأقل من شهر إلى 3 شهور ليستأجر سيارة أخرى.


اقرأ أيضاً:
القضاء المصري ينتصر لـ 40 ألف سائق تاكسي

دلالات
المساهمون