توقع تقرير صادر عن البنك الدولي اضطرار 13 مليون شخص في شمال أفريقيا إلى الهجرة الداخلية بسبب التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة بحلول العام 2050.
وأشار التقرير الصادر أمس الاثنين، إلى أن ذلك العدد، الذي يمثل أسوأ سيناريو، يشكل 6% من ساكنة المنطقة، وهو يعتبر الأعلى في العالم قياسيا بعدد الساكنة.
غير أن التقرير ذاته يشدد على أنه في حالة سيناريو إدماجي للتنمية سينخفض عدد المهاجرين المتوقع بحوالي 3.1 ملايين، بينما سيتقلص من منظور سيناريو صديق للبيئة بـ8.1 ملايين.
ويرى معدو التقرير أن تغير المناخ، يعد محركا قويا للهجرة الداخلية بسبب آثارها على سبل كسب عيش السكان وفقدان إمكانية العيش في الأماكن شديدة التعرض للمخاطر.
ويذهب التقرير إلى أن منطقة شمال أفريقيا، ستؤثر فيها التغيرات على توافر المياه ستكون المحرك الرئيسي للهجرة بسبب تغير المناخ.
وأشار إلى أن ذلك يدفع الناس إلى الخروج من المناطق الساحلية والداخلية، حيث تصبح المياه أكثر ندرة، مما يؤدي إلى تباطؤ النمو السكاني في بؤرة الهجرة الخارجية.
وأكد أن ذلك يحدث بسبب تغير المناخ على طول الساحل الشمالي الشرقي لتونس، والساحل الشمال الغربي للجزائر، وغرب وجنوب المغرب والتلال الوسطى لجبال الأطلس التي تعاني من نقص المياه.
وشدد على أن الأجزاء الشرقية والغربية من دلتا النيل، بما في ذلك الإسكندرية، ستصبح بؤرة للهجرة الخارجية بسبب انخفاض توافر المياه وارتفاع منسوب سطح البحر.
وتوقع التقرير أن تصبح العديد من الأماكن التي تتوفر فيها المياه بشكل أفضل بؤرا للهجرة الداخلية بسبب تغير المناخ، بما في ذلك المناطق الحضرية المهمة مثل القاهرة والجزائر وتونس وطرابلس وممر الدار البيضاء- الرباط وطنجة.
وذهب بورغن فوغل، نائب رئيس البنك الدولي لشؤون التنمية، إلى أن التقرير يعد تذكيرا صارخا بالخسائر البشرية التي سيسببها تغير المناخ، خاصة بالنسبة للفئات الأشد فقرا.
وشدد التقرير على ضرورة خفض الانبعاثات العالمية، وإدماج الهجرة الداخلية الناجمة عن تغيّر المناخ في التخطيط الذي يتسم ببعد النظر للتنمية الخضراء والقادرة على الصمود والشاملة للجميع والاستثمار في تحسين فهم عوامل الهجرة الداخلية بسبب تغيّر المناخ.
وتوصل تقرير البنك الدولي إلى أن تغير المناخ قد يجبر 216 مليون شخص على الارتحال داخل حدود بلدانهم في ست من مناطق العالم بحلول 2050.
وشدد على أن بؤرا ساخنة للهجرة الداخلية الناجمة عن تغير المناخ بحلول 2030، قد تظهر وتواصل انتشارها وتفاقمها بحلول 2050.
وسجل أنه بحلول عام 2025، قد تشهد منطقة أفريقيا جنوب الصحراء اضطرار 86 مليون شخص إلى الهجرة الداخلية بسبب التغيرات المناخية.
وتوقع أن تشهد منطقة شرق آسيا والمحيط الهادي هجرة 49 مليونا، وجنوب آسيا 40 مليونا وشمال أفريقيا 19 مليونا وأميركا اللاتينية 17 مليوناً وشرق أوروبا وآسيا الوسطى 5 ملايين.