تعتقد وكالة "بلومبيرغ" أن المناورات التي تقوم بها ناقلات النفط الروسي، بإيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال، والتوقف غير المفهوم في المحيط، هي محاولة للتعامل مع العقوبات الأميركية على النفط الروسي، رغم أن الخبراء الروس يؤكدون أن أسطول الظل الذي ينقل النفط الروسي "لا يمكن أن يتأثر بأي عقوبات".
وتشير الوكالة، في تقريرها المنشور يوم الجمعة، إلى أن "علامات السلوك الغريب" التي تقوم بها ناقلات النفط الروسي تأتي بعد أسابيع فقط من فرض وزارة الخزانة الأميركية أكبر عقوبات على تجار النفط الروسي، وشركة الشحن المملوكة للدولة "سوفكومفلوت".
ووفقاً للمصدر ذاته، انحرفت 14 ناقلة تحمل 11 مليون برميل من النفط الروسي إلى الهند عن مسارها، أو استدارت، أو أوقفت تشغيل المعدات التي تخبر أنظمة التتبع الرقمية بموقعها.
لكن البعض يرى أن "الناقلات المعنية ليست خائفة من العقوبات من أي بلد، وبأي درجة من الشدة"، كما يشير الخبير البارز في الجامعة المالية والصندوق الوطني لأمن الطاقة إيغور يوشكوف.
ويقول يوشكوف، لموقع "BFM" الروسي: "المشكلة بالتأكيد ليست العقوبات الأميركية، وليس تشديد سقف الأسعار، لأنه من أجل تسوية تأثير سقف الأسعار جرى إنشاء أسطول الظل نفسه".
ناقلات النفط الروسي والقائمة السوداء
وأضاف: "الناقلات التي انتقلت إلى أسطول الظل تدرك بالفعل أنه سيتم إدراجها في القائمة السوداء، وقد قبلت ذلك بالفعل عندما انتقلت إلى هذا الأسطول".
وأوضح يوشكوف أنه "قد تكون هناك مساومة معينة بين المشترين والبائعين، سواء بالنسبة لحجم الخصم، أو للعديد من الجوانب الأخرى، مثل عملة التسوية على سبيل المثال. هناك نوع من الخلاف بين الشركات الروسية وبين الوسطاء، لأن العديد من التجار الجدد ظهروا، بما في ذلك أولئك المسجلون في دولة الإمارات، حول العملة ونسبة المدفوعات التي سيتم سدادها. وترغب الشركات الروسية في الحصول على الروبل، أو الدولار، أو اليورو، أو عملة قابلة للتحويل بحرية إلى حد ما. وأحياناً يتم تخزين بعض الناقلات من أجل انتظار أفضل الأسعار".
وفي وقت سابق، ذكرت الوكالة أن واردات الهند من النفط الروسي انخفضت في ديسمبر/ كانون الأول إلى أدنى مستوى منذ يناير/ كانون الثاني 2023. وكتبت الوكالة حينها أن ذلك حدث بسبب مشاكل في الدفع، بعد تشديد العقوبات.
ولكن في وقت لاحق، قال وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري إن "الإمدادات تراجعت، ليس بسبب مشاكل في السداد، بل لأن التخفيضات لم تكن جذابة".