أوكرانيا تتلقى مليار دولار من عائدات الأصول الروسية المجمدة
استمع إلى الملخص
- الصحافية الروسية أولغا بولياكوفا تنتقد الخطوة، معتبرةً إياها غير مسؤولة وقد تؤدي إلى تفاقم الأزمة في أوكرانيا، مشيرة إلى أن السياسة الانتقامية قد تزيد من حدة الصراع.
- جدل في أوروبا حول مصادرة الأصول الروسية، حيث حذر المستشار الألماني من تأثيرها السلبي على الأسواق المالية، ووصفت روسيا تجميد الأصول بأنه "سرقة".
أعلن رئيس وزراء أوكرانيا دينيس شميهال أنّ بلاده تلقت مليار دولار من الولايات المتحدة، وهو المبلغ الذي تم تغطيته من عائدات الأصول الروسية المجمدة. وأشار شميهال عبر قناته الرسمية على منصة تليغرام، اليوم الثلاثاء، إلى أنّ هذا المبلغ يمثل الدفعة الأولى من 20 مليار دولار تعتزم الولايات المتحدة تقديمها، عبر استخدام الأصول الروسية المجمدة، وذلك في إطار مبادرة مجموعة السبع. وشكر شميهال الشركاء الأميركيين والبنك الدولي على هذه الخطوة الهامة نحو تحقيق العدالة، على حد وصفه، وأعرب عن أمله في أن تتم مصادرة جميع الأصول الروسية السيادية، وتوجيهها نحو إعادة إعمار أوكرانيا.
وفي السياق، اعتبرت الصحافية الروسية، أولغا بولياكوفا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "هذا التمويل خطوة غير مسؤولة، قد تضع أوكرانيا في موقف أكثر صعوبة على المدى الطويل. فالاعتماد على المساعدات الغربية قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة في أوكرانيا"، وفق قولها، مضيفة: "كما أن استخدام الأصول الروسية المجمدة مصدراً للتمويل يعكس سياسة انتقامية قد تؤدي إلى تصعيد الصراع بدلاً من حله. وقد تكون العواقب السلبية لهذه السياسات أكبر على أوكرانيا".
ووفقاً لوكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي فقد اتفقت دول مجموعة السبع على تقديم قرض لأوكرانيا بقيمة تقارب 50 مليار دولار، ومن المقرر أن يتم تحويل المبلغ بالكامل بحلول نهاية عام 2027. وفي نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس أنه وقع مذكرة بشأن الجزء الأول من القرض الذي يبلغ 18.1 مليار يورو، على أن يتم سداد المبلغ الأساسي والفوائد من عائدات الأصول الروسية المجمدة.
كما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين أنّ الاتحاد الأوروبي سينقل لأوكرانيا 13 مليار يورو مساعدات مالية بحلول عام 2025، بالإضافة إلى 18 مليار يورو قروضاً. وفي وقت سابق انتقد المستشار الألماني أولاف شولتز بشدة اقتراح الرئيس البولندي أندريه دودا، بشأن مصادرة الأصول الروسية المجمدة في الاتحاد الأوروبي، وذلك خلال اجتماع قادة الاتحاد في بروكسل يوم الأربعاء الماضي . ووفقاً لتقرير حديث لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، فقد أعرب شولتز عن استيائه من فكرة دودا، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤثر سلباً على استقرار الأسواق المالية الأوروبية.
وقال شولتز: "أنتم لا تدركون كيف سيؤثر هذا على استقرار أسواقنا المالية. أنتم حتى لا تستخدمون اليورو!"، في إشارة إلى عدم استخدام بولندا للعملة الأوروبية الموحدة. وكان دودا قد اقترح في الاجتماع مصادرة الأصول الروسية التي تقدر بنحو 260 مليار يورو واستخدامها لأغراض أخرى، وهو الاقتراح الذي أثار استياء شولتز، واعتبره تكراراً لفكرة رفضتها برلين سابقاً.
من جهتها، وصفت وزارة الخارجية الروسية تجميد الأصول الروسية في أوروبا بأنه "سرقة"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يستهدف أموال الأفراد فحسب، بل الأصول الحكومية للدولة أيضاً. وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن موسكو سترد على أي مصادرة للأصول، مؤكداً أن روسيا لديها أيضاً خيارات بعدم إعادة الأموال المحتفظ بها، مما يخص الدول الغربية، على أراضيها.
يُذكر أنه بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية، قامت دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع بتجميد ما يقرب من نصف احتياطيات روسيا من العملات الأجنبية، والتي تقدر بنحو 300 مليار يورو، منها أكثر من 200 مليار يورو موجودة في الاتحاد الأوروبي، معظمها في حسابات نظام "يوروكلير" البلجيكي، أحد أكبر أنظمة التسوية والمقاصة في العالم.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
