يمنيون يرزحون تحت وطأة الفقر والأمم المتحدة تسعى لجمع 3.85 مليارات دولار

01 مارس 2021
تزايد نسبة الفقر في اليمن (Getty)
+ الخط -

باع أحمد فارع العاطل عن العمل كل شيء، حتى ذهب زوجته، من أجل إطعام ابنتيهما والسكن في غرفة واحدة صغيرة. وفي منطقة أخرى من العاصمة اليمنية صنعاء، وجدت الأرملة منى محمد عملا، لكنها تجد صعوبة في شراء أي طعام مغذ أكثر من الأرز لإطعام أطفالها الأربعة وسط ارتفاع الأسعار.

وفي مستشفى قريب، يتلقى أطفال يعانون من سوء تغذية حاد مشروبات مغذية تنقذ حياتهم. واستنفد اليمنيون في جميع أرجاء البلاد قدراتهم على التكيف، ويعاني الأطفال من الجوع وسط أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم.

وتأمل الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، في جمع 3.85 مليارات دولار في مؤتمر افتراضي للمانحين، لتجنب ما وصفها مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة بأنها ستكون مجاعة ضخمة "من صنع الإنسان" والأسوأ على مستوى العالم منذ عقود.

أضرت جائحة كوفيد-19 بتحويلات العاملين في الخارج، التي تعتمد عليها العديد من الأسر في عيشها

وقالت منى محمد "أكيد أتمنى أن الحرب تتوقف، ونرجع مثل ما كنا من أول وأحسن، وترجع الأسعار هابطة أسعار كويسة نعرف نشتري اللي نحلم به، نعرف نأكّل أولادنا يعني حاجات كثيرة كثيرة، نتمنى كل شيء".

واليمن بلد فقير يعاني أطفاله من سوء التغذية، حتى من قبل أن تعطل الحرب الدائرة منذ ست سنوات الواردات، وتفاقم التضخم وتدفع السكان للنزوح، وتدمر الخدمات الحكومية وتقضي على مصادر الدخل. وأضرت جائحة كوفيد-19 بتحويلات العاملين في الخارج، التي تعتمد عليها العديد من الأسر في عيشها.

ويقول فارع، الذي يدور بعربته اليدوية ويوزع الماء من خزان بالمنطقة مجانا على الفقراء، إنه "عندما وقعت الحرب ووقع الحصار والعمل توقف" لم يعد يستطيع شراء أي شيء.

وقال "أنا بلا عمل من الصباح إلى الظهر، وأتغدى الظهر وخلاص، غداء الظهر يكفي يغطي الوجبات كامل".

وقال إن عمله في قطاع البناء توقف بعد الأزمة السياسية التي أعقبت انتفاضة عام 2011، وعمل بعد ذلك في بيع الخضروات والفواكه، لكن ارتفاع الأسعار بعد اندلاع الحرب في أواخر 2014 جعل هذا العمل غير مربح.

ومع ارتفاع الحاجة في العام الماضي، تقلص تمويل المساعدات، ما دفع الأمم المتحدة وغيرها من منظمات الإغاثة لتقليص أو إغلاق برامجها المختلفة للمساعدة.

في 2020، لم تتلق الأمم المتحدة سوى ما يزيد قليلا على نصف مبلغ 3.4 مليارات دولار المطلوب لتجنيب اليمن خطر المجاعة

ولم تعلن المجاعة رسميا في اليمن قط، لكن الأمم المتحدة قالت إن جيوبا تشهد أوضاعا تشبه المجاعة ظهرت لأول مرة في العامين الماضيين.

وفي 2018 و2019، تمكنت الأمم المتحدة من تجنب المجاعة عن طريق برامج مساعدات جيدة التمويل. لكن في 2020، لم تتلق المنظمة سوى ما يزيد قليلا على نصف مبلغ 3.4 مليارات دولار المطلوب.

وقال يان إيغلاند، رئيس المجلس النرويجي للاجئين، خلال زيارة لليمن "ما يحدث لسكان اليمن قسوة تفوق التصور. منظمات الإغاثة ينقصها التمويل بشكل كارثي. وأطراف الحرب الدائرة متخصصون في إنتاج المعاناة وسلاحهم المفضل هو التجويع".

(رويترز)

المساهمون