استمع إلى الملخص
- **تحسن عائد سندات الخزانة وتراجع مخاوف المستثمرين**: ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 3.94%، وانخفض مؤشر التقلب CBOE إلى أقل من 23، مما يعكس تراجع مخاوف المستثمرين.
- **ارتفاع أسعار الذهب**: ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.5% إلى 2400.89 دولار للأوقية، وسط رهانات على خفض الفائدة وتصاعد التوتر الجيوسياسي.
في محاولة جديدة للخروج من الحفرة التي سقطت فيها يوم الجمعة الماضي، وازداد عمقها مع تداعيات يوم الاثنين الذي اقترب من السواد، ارتفعت الأسهم الأميركية في بداية تعاملات يوم الأربعاء، لتعوض جزءاً آخر من الخسائر الحادة التي تكبدتها، وذلك بعد ارتفاعات محدودة شهدها يوم الثلاثاء، لم تكن كافية لطمأنة أغلب مستثمري وول ستريت الذين فضل المتحفظون منهم شراء الذهب.
وقبل انتصاف تعاملات ثالث أيام الأسبوع، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 250 نقطة، مثلت ما يقرب من ثلاثة أرباع النقطة المئوية من قيمته، وأضاف مؤشر إس أند بي 500، الأكثر تعبيراً عن قطاعات الاقتصاد الأميركي، نحو 1.30%، بينما وصل الارتفاع في مؤشر ناسداك، المتخم بشركات التكنولوجيا والذي شهد أكبر نسبة تراجعات يومي الجمعة والاثنين، إلى أكثر من 1.5%.
أسهم التكنولوجيا تقود ارتفاعات "وول ستريت"
وشهد النصف الأول من تعاملات اليوم ارتفاع أسهم شركة آبل بما يقرب من 3%، كما ارتفعت أسهم شركات غوغل ومايكروسوفت وإنفيديا بأكثر من 1.5%، رغم أن بعض تلك الارتفاعات تقلصت مع مرور الوقت، وإن بقيت المؤشرات الرئيسية الثلاثة في وول ستريت في المنطقة الخضراء.
وبالتزامن، واصل عائد سندات الخزانة الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات ارتفاعه، مضيفاً 5 نقاط أساس، ليصل إلى 3.94%. ويمثل هذا عودة إلى مستواه قبل أرقام الوظائف المخيبة للآمال التي جرى الإعلان عنها يوم الجمعة والتي أثارت مخاوف من تباطؤ اقتصادي، وتسببت في انهيار أسواق الأسهم في مختلف بورصات العالم يوم الاثنين، ووصول العائد شديد الأهمية لقطاعات عدة في الاقتصاد الأميركي إلى أدنى مستوياته منذ شهر فبراير/شباط، عند 3.67%.
وشهدت وول ستريت، يوم الثلاثاء، جلسة قوية، ارتفع فيها مؤشرا إس أند بي 500 وناسداك بنسبة 1% لكل منهما، في حين أضاف مؤشر داو جونز، الذي يضم 30 سهماً ما يقرب من 300 نقطة. ويأتي ذلك بعد تسجيل مؤشر داو جونز ومؤشر إس أند بي 500 يوم الاثنين أسوأ جلسة لهما منذ عام 2022، بسبب مخاوف الركود وتفكك "تجارة الفائدة" باستخدام عملة الين الياباني.
وقال جيمي كوكس، الشريك الإداري في مجموعة هاريس المالية، لشبكة سي أن بي سي الاقتصادية: "بمجرد أن تتجاوز صدمة هذه الانخفاضات الكبيرة في النقاط في الأسواق، تعود إلى حيث كنت قبل بضعة أسابيع وتدرك أن الأمور على ما يرام بالفعل. وأعتقد أن هذه ستمثل النقطة التي يعود عندها المستثمرون إلى سوق الأسهم بقوة".
وعلى صلة بالأمر، جرى تداول مؤشر التقلب CBOE المعروف باسم "مقياس الخوف" في وول ستريت بأقل من 23 في تعاملات يوم الأربعاء، ما مثل انخفاضاً حاداً من مستواه الذي اقترب من 65، يوم الاثنين، في إشارة إلى أن مخاوف المستثمرين تتراجع. ومع ذلك، عززت أسعار الذهب مكاسبها، اليوم الأربعاء، بفعل تزايد الرهانات على خفض سعر الفائدة في الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول، بالإضافة إلى تصاعد التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط، وترقب المتعاملين بيانات اقتصادية أميركية، قد تسمح بقراءة أفضل للمسار الذي سيسلكه بنك الاحتياط الفيدرالي فيما يخص أسعار الفائدة، خلال الفترة القادمة.
وارتفع الذهب، الذي ينظر إليه باعتباره ملاذاً آمناً عند اضطراب الأسواق وتزايد المخاطر الجيوسياسية، ويزداد بريقه مع انخفاض معدلات الفائدة، في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% إلى 2400.89 دولار للأوقية بحلول الساعة 1343 بتوقيت غرينتش، وفقاً لبيانات رويترز. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4% إلى 2441.10 دولاراً.
وكانت أسعار الذهب قد هبطت نحو 3% يوم الاثنين، بعد موجة بيع عالمية بسبب مخاوف إزاء حدوث كساد في الولايات المتحدة. وعدل المتعاملون توقعاتهم بشأن خفض تكاليف الاقتراض الأميركية، عقب تقرير ضعيف عن الوظائف الأسبوع الماضي، إذ يتوقعون خفض الفائدة بنحو 106 نقاط أساس بحلول نهاية العام. لكن أداة مراقبة البنك الفيدرالي التابعة لبورصة شيكاغو التجارية أظهرت أن الأسواق تتوقع أيضاً احتمالاً بنسبة 100% لتيسير المركزي الأميركي السياسة النقدية في اجتماع سبتمبر/أيلول.