وقف تصدير روسيا القمح يرفع سعره في تركيا رغم اكتفائها الذاتي

17 مارس 2022
اتجاه لدعم الإنتاج الزراعي والفلاحين والاستيراد من كندا (Getty)
+ الخط -

لم ينكر مدير مركز الدراسات في إسطنبول محمد كامل ديميريل أثر حظر روسيا صادرات القمح والشعير والذرة، حتى 30 يونيو/ حزيران، على تركيا، رغم أن الإنتاج ببلاده يوازي الاستهلاك، لكن 20% من حاجة تركيا تستوردها من روسيا.

ويقول ديميريل، لـ"العربي الجديد"، إن متوسط إنتاج القمح في تركيا يصل لنحو 9 ملايين طن سنوياً، وهي كمية الاستهلاك الداخلي، لكن بلاده تستورد أقماحاً من روسيا وغيرها، لأنها تعيد التصنيع (دقيق ومعكرونة وصناعات غذائية) وتصدرها، بل صادرات تركيا من الدقيق تصل لنحو 150 دولة حول العالم.

وحول الحلول التي ستتخذها تركيا لمواجهة حظر الصادرات التي ستطاول بلاده، يؤكد الباحث التركي أن هناك خطة وعلى مستويين، الأول دعم الإنتاج الزراعي والفلاحين، عبر قروض من دون فوائد، وتأمين المواد اللازمة للزراعة (بذار وأسمدة) بأسعار مدعومة، ليأتي المستوى الثاني من خلال استيراد القمح من كندا "وربما غيرها"، والأهم برأيه، تفعيل الاستثمارات الزراعية التركية في السودان، فبلاده "تستثمر أراضي خصبة يمكن لإنتاجها أن يسد النقص، في حال وجد".

وينفي مدير مركز الدراسات ما تردده المعارضة التركية هذه الآونة أن اعتماد تركيا على الاستيراد تسبب في تراجع إنتاج القمح وأثر على الثروة الزراعية، وبدد عشرات المليارات خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً أن تركيا تستورد لتستفيد من القيمة المضافة وتعيد التصدير، كما أن الاستيراد من روسيا كان أقل من كلفة القمح المحلي، بل إن بلاده تستحوذ على 30% من صادرات الدقيق حول العالم، و"كلام المعارضة للتشويش ليس إلا".

وأخلّت الحرب الروسية على أوكرانيا بمعروض المنتجات الغذائية والنفط حول العالم، لأن البلدين يصدران ربع صادرات القمح العالمية، و80% من إمدادات زيت عباد الشمس، و15% من الأسمدة، ما أثر، خاصة بعد تعطيل الصادرات الأوكرانية وحظر الصادرات الروسية، على معروض الغذاء العالمي، وبدأ ينذر بأزمة عالمية، خاصة بعد الارتفاعات المتواترة على العقود الآجلة للقمح، وبلوغ الأغذية أعلى سعر منذ عشرين عاماً، ما يهدد 200 دولة حول العالم بالمجاعات.

بيد أن الأثر على تركيا سيكون محدوداً، بحسب تصريح رئيس مجلس إدارة مجلس الحبوب التركي أوزكان طاش بينار، والذي أكد أن "تركيا دولة تتمتع باكتفاء ذاتي من القمح، فالمعدل الوسطي لحاجة السوق المحلية من القمح يبلغ 20 مليون طن، وهذه الكمية يتم إنتاجها محليا".

ويضيف طاش بينار، خلال تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول"، أن تركيا استوردت خلال العام الماضي 9 ملايين طن من القمح، لافتا إلى أن 65% من الكمية تم شراؤها من روسيا، و15% من أوكرانيا، لكن الحرب "لا تتسبب في أي مشاكل في توريد القمح للسوق المحلية في تركيا".

لكن في الأسواق، وعلى أرض الواقع، تأثرت الأسواق التركية بالحرب الروسية على أوكرانيا، فارتفعت معظم الأسعار بين 10% و30% خلال شهر، وفي مقدمتها المشتقات النفطية ومنتجات القمح، فزاد سعر الخبر بنحو 3% ليصل سعر قطعة الخبز "اكميك" إلى 3.5 ليرات تركية. وتقول مصادر رسمية لـ"العربي الجديد"، إن سعرها 5 ليرات، لكن الحكومة تتحمل فارق السعر عبر دعم الخبز وغيره من المنتجات.

وارتفع سعر كيلوغرام الدقيق من 6.5 ليرات عام 2021 إلى 12.5 ليرة اليوم، وزادت أسعار المعكرونة بين 50 و150% حسب النوع، بحسب ما يقول مدير سلسلة "بيت المونة" بإسطنبول رامي أشقر لـ"العربي الجديد"، مضيفاً أن الأسعار عموماً في ارتفاع، لكن منتجات الدقيق، من خبز وكيك وحلويات، تشهد ارتفاعا كبيرا، بعد غلاء السكر والدقيق والمشتقات النفطية.

يذكر أن تركيا التي نجحت بإيصال إنتاج القمح للاكتفاء الذاتي، وصلت خلال السنوات الأخيرة بصادراتها من دقيق القمح إلى 160 دولة في أنحاء العالم، لتصل صادراتها إلى ما يقرب من 92% من سكان العالم، و30% من إجمالي الصادرات العالمية، بحسب تصريح سابق لرئيس غرفة مصنعي الطحين التركية أران أولوصوي.

ويضيف أولوصوي أن بلاده تستورد القمح من الخارج لتلبي طلبات تصدير الدقيق، موضحا أن ما تنتجه تركيا من القمح يكفي للاستهلاك المحلي.

المساهمون