حضرت أزمة المحروقات في لقاء الرئيس اللبناني ميشال عون ووزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الأعمال رمزي مشرفية الذي أكد من قصر بعبدا الجمهوري "توجه وزير الطاقة ريمون غجر والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم اليوم إلى العراق بهدف توقيع اتفاقية لاستيراد مليون طن من المازوت من شأنها أن توفر حلاً لأزمة الكهرباء في لبنان".
وفي فبراير/ شباط الماضي، تم الإعلان عن مصادقة العراق على دعم لبنان بالنفط بمقدار 500 ألف طن سنوياً، قبل أن يتبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في التاسع من يونيو/ حزيران الماضي قرار مجلس الوزراء العراقي بمضاعفة الكمية إلى مليون طن.
وانعكست أزمة المحروقات، وخصوصاً النقص الحاد في مادة المازوت الذي شمل أيضاً السوق السوداء، على جميع القطاعات والخدمات في لبنان التي قد تضع البلاد برمّتها أمام مشهد الإقفال التام، سواء على صعيد المستشفيات أو السوبرماركت أو الأفران والمخابز، مروراً بالفنادق والمطاعم والمنتجعات السياحية وصولاً إلى مختلف المؤسسات العامة والخاصة، الأمر الذي يعرّض الأمن الغذائي والصحي للخطر.
وتحدّث وزير السياحة بعد اللقاء عن "الصعوبات التي تواجه القطاع السياحي نتيجة أزمة المحروقات والسبل الآيلة إلى معالجتها في ضوء الاتصالات التي أجراها رئيس الجمهورية مع الإدارات المختصة للإسراع في إنجاز الترتيبات التي تؤدي إلى توفر المحروقات".
وقال مشرفية، "القطاع السياحي يعاني من مشكلة شحّ الكهرباء، ولدينا اليوم مشكلة تأمين المازوت والفيول والكهرباء على مستوى البلد بأسره، مما يؤثر بقوة على القطاع السياحي، إن كان على القطاع الفندقي أو المطاعم، إضافة إلى تأثيره على القطاع الصحي والاستشفائي، وقطاع المواد الغذائية".
وأضاف "كانت لدينا توقعات كبيرة من القطاع السياحي في خلال الأشهر الثلاثة الحالية، لأن البلد بحاجة إلى أموال المغتربين الذين يدخلون الدولار إلى لبنان. ولكن للأسف ظهرت أخيراً مشكلة الكهرباء، وقد أكد لي الرئيس عون أن الإجراءات التي تتخذ ستكون قيد التنفيذ في خلال يومين لحل هذه الأزمة".
في السياق، حذّر رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته في لبنان فريد زينون اليوم في بيان من أن "مادة قوارير الغاز ستفقد من الأسواق، وذلك من جراء فقدان مادة المازوت التي تعمل على أساسها آليات موزعي الغاز، وطالب وزارة الطاقة والمياه بتأمين هذه المادة واستثناء الموزعين وإعطائهم مادة المازوت ليستمرّ التوزيع في كلّ لبنان، وإلا سنكون أمام مشكلة أساسية جديدة تواجه اللبنانيين في حياتهم".
وربطاً بانقطاع التيار الكهربائي وارتفاع ساعات التقنين لأكثر من عشرين ساعة يومياً، وفي ظلّ النقص الحادّ في مادة المازوت، أعلنت "اليونيسف" في تقرير لها يوم الجمعة أن "شبكات وأنظمة إمدادات المياه في لبنان على وشك الانهيار، وأن أكثر من 71 في المائة من الناس معرّضون لخطر عدم الحصول على المياه".
وقالت يوكي موكو ممثلة منظمة "اليونيسف" في لبنان، عبر تقرير مفصّل نشر اليوم الجمعة، إن "قطاع المياه في لبنان يتعرّض للخراب والدمار بسبب الأزمة الاقتصادية الحالية"، لافتة إلى أن "اليونيسف تحتاج إلى 40 مليون دولار أميركي سنوياً للحفاظ على تدفق المياه بشبكة المياه العامة إلى أكثر من أربعة ملايين شخص في جميع أنحاء البلاد".
على صعيد الأزمات المتراكمة في لبنان، يشهد سعر صرف الدولار انخفاضاً لافتاً في الساعات الماضية، بحيث وصل إلى عشرين ألف ليرة تقريباً، بعدما كان تجاوز عتبة 23 ألف بالتزامن مع اعتذار رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة، في سيناريو ربطه المراقبون بالأجواء الحكومية التي ترمى في الإعلام، وسط حديث عن احتمال تكليف رئيس جديد يوم الاثنين المقبل في الاستشارات النيابية التي دعا إليها عون.