قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس استقالة وزير المالية التركي لطفي ألوان بعد يومين على تقديمها، وعيّن خلفاً له، نور الدين نباتي، بحسب ما نشرته الجريدة الرسمية فجر اليوم الخميس.
وتوقعت مصادر تركية خاصة لـ"العربي الجديد" أن سبب استقالة ألوان الذي عيّنه أردوغان في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي خلفاً للوزير براءت البيرق، يعود إلى "عدم توافق الوزير مع سياسة تخفيض الفائدة وتدخل المصرف المركزي بالسوق مباشرة وبيع الدولار".
وأكدت المصادر أن الوزير الجديد، نباتي من "أشد مؤيدي سياسة أسعار الفائدة المنخفضة التي ينتهجها الرئيس أردوغان، لأنه من أنصار تقوية قطاعات الاقتصاد الإنتاجي وزيادة النمو والصادرات".
ويتوقع مراقبون أن يكون لصدى خبر استقالة ألوان اليوم الخميس، أثر سلبي على سعر الليرة التركية التي تعافت أمس، بعد التدخل المباشر من المصرف المركزي وضخ كتل دولارية بالسوق، ما راجع سعر صرف العملة التركية من 13.6 ليرة مقابل الدولار إلى نحو 13 ليرة، قبل أن تتراجع فجر اليوم إلى 13.4 ليرة للدولار و15.2 لليورو الواحد.
وتتطابق رؤية الوزير نباتي مع خطط الرئيس التركي الذي أفصح عنها ليل الأربعاء، بأن بلاده تواجه مضاربات بأسعار الصرف والفائدة، وتأكيده "نحن فقط من يمكنه التصدي لذلك" عبر النموذج الاقتصادي الجديد الذي يقوم، بحسب أردوغان، "على خفض أسعار الفائدة، لأن سعر الفائدة المرتفع، يجعل الثري أكثر ثراءً، والفقير أكثر فقراً".
وينحدر الوزير الجديد، نور الدين نباتي المولود في يناير/كانون الثاني عام 1961 من ولاية شانلي أورفا، القريبة من الحدود السورية جنوبي تركيا، وهو حاصل على إجازة بإدارة الأعمال بكلية العلوم السياسية من جامعة إسطنبول وماجستير في مجال العلاقات الدولية من معهد العلوم الاجتماعية التابع للجامعة نفسها.
وتابع نباتي تعليمه العالي ليحصل على درجة الدكتوراه بالعلوم السياسية والإدارة العامة من معهد العلوم الاجتماعية بجامعة "قوجه إيلي" ودرس العلوم السياسية بجامعات تركية عدة، قبل أن يوائم بين التعليم العالي والعمل الميداني، سواء بقطاع النسيج أو الإداري الاقتصادي، عبر انضمامه لجمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركي(موسياد) ويصل إلى منصب عضو مجلس إدارة، وشغله عضوية بمجلس الانضباط في الغرفة التجارية بإسطنبول، ما أكسبه خبرة نظرية وعملية بالاقتصاد التركي.
كما شغل الوزير الجديد مناصب حزبية عدة، حيث تم انتخابه خلال المؤتمر الاعتيادي الرابع لحزب العدالة والتنمية الحاكم عام 2012 عضوًا في لجنة اتخاذ القرار والإدارة للحزب، ثم عضوًا بمجلسه التنفيذي، ومنصب رئيس لجنة الشؤون المالية والإدارية بالمقر العام للعدالة والتنمية، ثم نائب رئيس الحزب.
وكان نباتي نائباً للوزير المستقيل ألوان، بعد انتخابه لدورتين متتاليتين في البرلمان التركي "الدورتين 24 و25" نائباً عن ولاية إسطنبول وولاية شانلي أورفا.
أما الوزير المستقيل، لطفي ألوان المولود عام 1962 في ولاية كرمان، فشغل مواقع رأس القرار الاقتصادي خلال حكومتين، سواء نائب رئيس الوزراء بحكومة داوود أوغلو الرابعة والستين، أو وقت شغل منصب وزير التنمية بالحكومة الخامسة والستين.
وتبوأ ألوان منصب المشارك للجنة البرلمانية المشتركة بين تركيا والاتحاد الأوروبي وعملية التعاون في جنوب شرقي أوروبا، ورئيس لجنة الميزانية والتخطيط البرلماني، قبل أن يتبوأ منصب وزير النقل والشؤون البحرية والاتصالات وقت حفرت تصريحاته بوجدان الأتراك، خلال زف خبر نفق أوراسيا ونجاحات القمر الصناعي. ووقت قال للأتراك خلال حديثه عن خدمة القطار السريع: "هذا وطنكم ونحن خدم عندكم".
ودرس ألوان في كلية التعدين بجامعة إسطنبول التقنية، ونال الماجستير في أبحاث التعدين والعمليات من جامعة ليدز في إنكلترا، ليتابع بماجستير آخر بالاقتصاد من جامعة ديلاوير في الولايات المتحدة الأميركية، ليبدأ مسيرته العملية كرئيس قسم ونائب وكيل الوزارة في مؤسسات عامة مختلفة.
وأصبح ألوان بعد تسليط الضوء على أعماله، نائب رئيس منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الريفية، ورئيس مجلس إدارة مركز التعليم والشباب في الاتحاد الأوروبي وعضوا في لجنة مراقبة وتوجيه المفاوضات في الاتحاد الأوروبي.
ودخل البرلمان التركي، كنائب عن حزب العدالة والتنمية، ممثلًا عن ولاية كرمان في الفترتين 23 و24، وأنطاليا في الدورة الخامسة والعشرين، ومرسين في الدورة الـ26، وهو البادئ مسيرته الحزبية، من مستشار للرئيس أردوغان في حزب العدالة والتنمية عام 2007.