استمع إلى الملخص
- تركيا تتعهد بإعادة إعمار سورية، حيث تمد بعض مناطق الشمال بالكهرباء، وتبحث في استخدام موارد النفط والغاز لتعويض العجز.
- خطة إنمائية إقليمية بقيمة 14 مليار دولار لتقليص الفجوة الاقتصادية في جنوب شرق تركيا، تتضمن 198 مشروعًا بحلول 2028، مع تحسين مستويات المعيشة.
قال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار إن تركيا مستعدة لتزويد سورية ولبنان بالكهرباء، لافتاً إلى أن فريقاً من المسؤولين الحكوميين موجود بالفعل في سورية لبحث كيفية حل مشاكلها فيما يتعلق بالطاقة. وأعادت تركيا، التي دعمت فصائل معارضة شاركت في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد من حكم جارتها سورية هذا الشهر بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما، فتح سفارتها في دمشق وأجرت بالفعل اتصالات عالية المستوى مع قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع.
وقال بيرقدار لصحافيين بمدينة شانلي أورفا بجنوب شرق تركيا وفقاً لوكالة رويترز، "ربما يتم تلبية الكهرباء التي تحتاجها سورية ولبنان في البداية عن طريق تصديرها من تركيا، وبالطبع يمكننا رؤية الصورة بشكل أكثر وضوحا بعد الاطلاع على الوضع في شبكة النقل". ومن المقرر أن يبحث وفد الوزارة وصل إلى دمشق يوم السبت، ووفقا لتصريحات سابقة لبيرقدار، التعاون المحتمل في مجال الطاقة بما في ذلك نقل الكهرباء لتعويض جزء من عجزها.
وأضاف أن الطاقة الكهربائية المركبة في سورية بقدرة 8500 ميغاواط قبل الحرب انخفضت إلى نحو 3500 ميغاواط. وقال إن "الغالبية العظمى من الأفراد يوفرون احتياجاتهم من الكهرباء من خلال المولدات، لذلك فإن هناك في الواقع حاجة ماسة للغاية للكهرباء"، مضيفا أن فريق الوزارة يبحث في كيفية استخدام موارد سورية نفسها من النفط والغاز الطبيعي.
وسبق أن تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن أنقرة ستفعل كل ما يلزم لإعادة إعمار سورية. وتمد تركيا حاليا بالكهرباء بعض مناطق شمال سورية حيث شنت أربع عمليات عسكرية منذ عام 2016.
تفاؤل اقتصادي في تركيا بعد تغير الأوضاع في سورية
في السياق، قال نائب الرئيس التركي جودت يلماز الأحد، خلال فعالية أقيمت في شانلي أورفا إن "الفرص التي ستأتي مع العصر الجديد في سورية ستزيد من رفاهية بلادنا بأكملها، وستستفيد المنطقة الجنوبية الشرقية أكثر من هذه التطورات". وأضاف أن "الإرهاب ألحق أضرارا جسيمة بمناطق شرق وجنوب شرق البلاد... خلو تركيا من الإرهاب سيحقق فوائد كبيرة للمنطقة". وتصنف تركيا ودول غربية حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية.
وأعلنت تركيا خطة إنمائية إقليمية بقيمة 14 مليار دولار تستهدف تقليص الفجوة الاقتصادية بين منطقة جنوب شرق البلاد ذات الأغلبية الكردية وبقية أنحاء البلاد. ويأتي الإعلان وسط تزايد الآمال في إنهاء تمرد حزب العمال الكردستاني المحظور المستمر منذ عقود في جنوب شرق تركيا، فضلا عن تولي قيادة جديدة للسلطة في سورية المجاورة التي تربطها علاقات ودية بأنقرة.
وتسجل أقاليم شرق وجنوب شرق تركيا منذ فترة طويلة مستويات متراجعة عن بقية مناطق البلاد في معظم المؤشرات الاقتصادية بما في ذلك نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ويرجع ذلك جزئيا إلى التمرد. وقال وزير الصناعة التركي فاتح قجر للصحفيين في مدينة شانلي أورفا بجنوب شرق البلاد أمس الأحد، إن الحكومة ستنفق إجمالي 496.2 مليار ليرة (14.15 مليار دولار) على 198 مشروعا في أنحاء المنطقة في الفترة حتى عام 2028.
وأضاف أنه "مع تنفيذ المشروعات نتوقع زيادة قدرها 49 ألف ليرة (1400 دولار) في الدخل السنوي للفرد في المنطقة". وبحسب بيانات عام 2023، فإن دخل الفرد في شانلي أورفا 4971 دولارا، وهو أقل بكثير من المتوسط على مستوى تركيا والبالغ 13243 دولارا.
(الدولار= 35.28 ليرة)
(رويترز، العربي الجديد)