استمع إلى الملخص
- تعتمد القرى الحدودية اللبنانية على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل، لكن القصف الإسرائيلي دمر مساحات واسعة من المزروعات، مما يزيد من أزمة الفقر والأعباء الاقتصادية.
- الهجمات الإسرائيلية تسببت في خسائر كبيرة في البنية التحتية الزراعية، بما في ذلك الطرق وأنظمة الري، وتعطيل سلاسل الإمداد والتوزيع.
أعلن وزير الزراعة اللبناني، عباس الحاج حسن، الأربعاء، أن 10 آلاف مزارع اضطروا إلى النزوح خارج أراضيهم، بسبب العدوان الإسرائيلي؛ ما قد يؤثر سلباً في الإنتاجية والتصدير في البلاد.
وقال الحاج حسن، في تصريح صحافي نقلته وكالة الأنباء الرسمية: "لدينا مخزون من الإنتاج الزراعي اللبناني أو المستورد يكفي لمدة شهرين، وعلينا التفكير في ما بعد الشهرين". وأضاف: "نواجه عدواً لا يأبه لأي قانون أو معيار في الحروب". وتابع: "الأمور إيجابية وجيدة، لكن هناك عقبة تتمثل في نزوح نحو 10 آلاف مزارع بسبب العدو؛ ما قد يؤثر بالإنتاجية والتصدير".
وعلى مدى السنوات الماضية، شكّلت الزراعة العصب الاقتصادي للقرى الحدودية اللبنانية، ويُعدّ سهلا مرجعيون والوزاني (جنوب) الأكثر شهرة في هذا الصدد؛ إذ يرفدان السوق المحلية بحوالي 30% من حاجتها. لكن منذ بدء الحرب جنوب لبنان طاول القصف الإسرائيلي مساحات واسعة من المزروعات في هاتين المنطقتين، ومحافظات أخرى شهيرة بالزراعة، مثل البقاع (شرق).
ويعتمد لبنان على الزراعة في مناطق الجنوب بشكل رئيسي لإنتاج المحاصيل، مثل التبغ والزيتون والفاكهة. ويعمق تدمير هذه الأراضي أزمة الفقر في تلك المناطق، كما يزيد من الأعباء الاقتصادية على البلد الذي يعاني بالفعل من أزمات مالية. وإلى جانب التدمير المادي، يمثل النزوح القسري للمزارعين كارثة اجتماعية، حيث تتعرض المجتمعات المحلية للتفكك، وتفقد العائلات مصادر رزقها وأراضيها، التي غالباً ما كانت مملوكة لأجيال. وأشارت تقارير حديثة إلى أن الهجمات الإسرائيلية تسببت بالفعل في خسائر في البنية التحتية الزراعية، بما في ذلك الطرق وأنظمة الري، كما تسببت في تعطيل سلاسل الإمداد والتوزيع.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل عدواناً على لبنان ما أسفر حتى صباح الأربعاء عما لا يقل عن 1073 شهيداً، بينهم أطفال ونساء، و2955 جريحاً وأكثر من مليون نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية.
(الأناضول، العربي الجديد)