وزير الاقتصاد اللبناني يطمئن: أزمة الخبز إلى الحلّ والدعم باقٍ

24 يونيو 2022
وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام (حسين بيضون)
+ الخط -

طمأن وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام بأن أزمة الخبز في طريقها إلى الحلّ، ودعم القمح سيستمرّ، والأموال موجودة لشراء المادة ما يكفي لأكثر من شهرٍ، وسيُرصَد مبلغ 150 مليون دولار من البنك الدولي فقط لتأمين القمح ومنع انقطاعه.

وأعلن سلام بعد اجتماع عقده، اليوم الجمعة، مع وفدٍ من أصحاب الأفران "إننا نعيش حالة طوارئ، وقد طلبت إعادة النظر بكل جداول التوزيع، سواء على مستوى المطاحن أو الأفران، مع الاخذ بعين الاعتبار الكثافة السكانية في كل منطقة كي تكون العملية عادلة لتأمين الخبز لجميع المواطنين".

وأشار وزير الاقتصاد في لبنان إلى أنه سيطلب من جميع المطاحن توزيع الكميات الموجودة لديها ما من شأنه أن يفكّ الأزمة، على أن تجرى دراسة مفصّلة حسابية لكيفية التوزيع على المناطق، لافتاً إلى أنه سيدعو إلى اجتماع مشترك بين الأفران والمطاحن "لأننا نعمل في ظرف طارئ استثنائي يستوجب تعاون الجميع لتلبية حاجة السوق".

وشدد سلام على أن القمح موجود ولكن حصل شحّ في المادة باعتبار أن قسماً منها هُرِّب وسُرق، ونحن نلاحق الموضوع قضائياً، ولن نسمح لتجار الأزمات بأن يستغلوا الوضع، من هنا أهمية لجم الاحتكار وسارقي المال العام للخروج من الأزمة.

وتحركت وزارة الاقتصاد قضائياً بوجه المحتكرين الذين، على حدّ تعبير سلام، وصلت بهم القباحة إلى التحايل على قرارات الوزارة، من أجل الكسب غير المشروع وتكديس الأرباح عبر هدر المال العام والاستثمار في وجع اللبنانيين وحاجاتهم الأساسية.

وعمد بعض أصحاب الأفران إلى بيع الطحين المدعوم المخصص للخبز العربي في السوق السوداء بأثمانٍ مضاعفة، وإلى ادخال محسّنات عليه لاستعماله في صناعة الحلويات والكعك والخبز الإفرنجي بما يدرّ عليهم أرباحاً مضاعفة مسجلين بذلك هدراً للمال العام.

ويكمل سلام تصريحه بالإشارة إلى أن حل الأزمة يكون بدحض فرضية أن المال غير موجود التي تعطي حجة للمطاحن لعدم تأمين الطحين وشرائه، خصوصاً بعد تجارب حصلت معها في ظل الحكومة السابقة بحيث كانت تأتي بالكميات ولا تحصل على الأموال، مؤكداً في هذا الإطار أن "المال موجود، وهناك اعتمادات مفتوحة تفوق 12 مليون دولار، ومصرف لبنان وإن يحصل أحياناً تأخير سيعمل على فتحها لاستيراد القمح من الخارج، وهناك بواخر وصلت وأخرى ستأتي الأسبوع المقبل والقمح يكفي لشهر إلى الأمام، وسنغطي السوق إذا التزم الجميع".

وشدد وزير الاقتصاد اللبناني على أن الدعم لا يمكن أن يرفع دفعة واحدة، خصوصاً في ظل الأزمة الموجودة وهي عالمية أيضاً، متحدثاً عن جهود لتأمين القمح أقله خلال فترة الأشهر التسعة القادمة.

وأكد وفد أصحاب الأفران السعي إلى تأمين الخبز لكل المواطنين، كما تمنوا عليهم عدم الخوف أو الهلع وشراء الكميات بحسب حاجتهم لا أكثر ما يؤدي إلى حرمان الآخرين من المادة، مشددين على أنهم سيعملون خلال عطلة الأسبوع و24 على 24 ساعة لتأمين السلعة لكل الناس.

وقال الوفد إن وزير الاقتصاد سيتدخل في القطاع الخاص ويعطي قرارا بالفتح اليوم والسبت والأحد، وسيعمد إلى توزيع القمح بالتراضي عبر إعطاء المطاحن المقفلة القمح بعد أخذه من تلك التي تتوفر لديها الكميات، الأمر الذي يحرك عجلة العمل عند الجميع، المطاحن والأفران، كما دعوا الأفران إلى توزيع الخبز في كل المناطق من دون حصر البيع في الصالات الأمر الذي يخلق زحمة طوابير.

وتفاقمت أزمة الخبز في لبنان في الأيام الماضية، بحيث انقطع في الكثير من المناطق، وعجز مواطنون عن تأمينه خصوصاً من أماكن تعد بعيدة من مكان إقامتهم ربطاً بغلاء البنزين، فيما شهدت الأفران التي توفرت لديها المادة زحمة طوابير، منها اعتمدت التقنين في البيع وحصرته بربطة واحدة لكل شخص، ومنها باعت بحسب الطلب الأمر الذي دفع الكثير من الناس إلى شراء ربطات تفوق حاجتها، وإرسال أفراد العائلة لشراء المزيد تخوفاً من الانقطاع التام.

وفي ظل سياسة رفع الدعم التي تنتهجها الدولة اللبنانية، يبقى الدعم موجوداً فقط للخبز العربي الأبيض، ويصرّ وزير الاقتصاد على إبقائه وعدم اتخاذ إجراء كهذا، إلا في حال اقترانه بخطوات حمائية للفئات الضعيفة أقلّه. في المقابل، تشهد الأصناف الأخرى من الخبز ارتفاعاً لافتاً في الأسعار، وقد زاد الطلب عليها في ظل انقطاع الخبز الأبيض وإقفال الكثير من الأفران أبوابها بحجة أن لا طحين لديها.

المساهمون