مع زيادة الحديث عن أهمية انخفاض انبعاثات الكربون في العالم، ووسط محاولات زعماء العالم تبني استراتيجية جديدة قائمة على أساس مكافحة التغير المناخي، باتت الوجهات الترفيهية ذات الطابع البيئي واحدة من أهم الوجهات على الإطلاق.
بحسب بيانات مجلس السياحة العالمي، تساعد السياحة البيئية في انخفاض نحو 5% من انبعاثات الكربون في العالم. هذا النمط الجديد من السياحة بات أكثر جذباً مع استئناف الرحلات السياحية ورفع حالات الحظر بسبب فيروس كورونا، إذ يسعى الزوار إلى اختيار مناطق بيئية تساعد في الاسترخاء، واستعادة النشاط بعيداً عن الضغوط اليومية.
فما هي الوجهات الصديقة للبيئة، وكيف يمكن الوصول إليها؟ والأهم كيف يمكن للمرء الاستمتاع بكل ما تحتويه من مقومات ترفيهية؟
غالاباغوس الخلابة
الوجهة الأولى بلا منازع، جزر غالاباغوس، الواقعة بالقرب من ساحل الإكوادور في أميركا الجنوبية، وهي منطقة شبه معزولة عن بقية العالم. تعد موطناً للعديد من الحيوانات النادرة، منها الغزال الأبيض.
في عام 1978 تم الإعلان عنها كأول موقع للتراث العالمي الطبيعي، واليوم باتت من أكبر المنتزهات الطبيعية. السياحة هناك تقتصر على جزيرتين؛ الأولى سان كريستوبال، وبالترا. وهناك طائرة خاصة تستخدم للوصول إلى هذه الجزر.
تضم الجزر نحو 116 مواقعاً الزوار، منها 54 موقعاً أرضياً، و62 موقعاً للغطس أو الغوص، ويسمح للمجموعات الصغيرة من السياح بزيارة المواقع لمدة ساعتين فقط، للحفاظ على التنوع البيئي.
الإقامة هناك مختلفة عن أي مكان آخر، إذ لا يوجد أي وسيلة نقل متعارف عليها، وزوار الجزر ينتقلون عبر قوارب خشبية تعود لقرون داخل الفنادق والمناطق السياحية، كالكهوف والمغارات وغيرها.
"بورنيو" المتنوعة
تشتهر جزيرة بورنيو، وهي ثالث أكبر جزيرة في العالم، وأكبر جزيرة في آسيا، بالتنوع البيولوجي والأنواع النادرة والنظام البيئي الخصب النابض بالحياة والشعاب المرجانية النقية. تضم الجزيرة أكثر من 15000 نوع من النباتات في الغابات المطيرة التي يبلغ عمرها 130 مليون عام.
أبرز الأماكن التي يمكن للسياح زيارتها في هذه الجزيرة جبل كينابالو، وهو أعلى نقطة بين غينيا الجديدة وجبال الهيمالايا، إذ يتسابق الزوار لتسلق الجبل، والوصول إلى القمة، حيث يمكنهم الاستمتاع بمشاهد بانورامية للغابات والأودية الخضراء.
يقوم المتنزهون برحلة استكشافية لمدة يومين للوصول إلى القمة، وفي الليل يمكنهم المبيت داخل بيوت خشبية تقليدية، في خطوة أراد من خلالها السكان تعريف السياح والزوار بطرق معيشتهم التقليدية.
باتاغونيا النائية
تقع جزيرة باتاغونيا في الطرف الجنوبي من أميركا الجنوبية، تحدها الأرجنتين وتشيلي، ما يجعلها أشبه بجزيرة حبيسة. تتميز بطبيعتها المؤثرة كما تصفها الصحف العالمية.
يقصد السياح منطقة Torres Del Paine وهي واحدة من أشهر المحميات العالمية التابعة لليونسكو في أميركا الجنوبية. تشتهر بجبالها الجليدية المنحوتة على شكل (الأبواق) و(الأبراج). هذه الجبال الرخامية ترتفع عن سطح البحر إلى ما يزيد عن 3353 متراً.
الوصول إليها قد يحتاج من الزائر إلى المرور بالعديد من الممرات الطبيعية، لكن الانتقال بين هذه الممرات لن يكون إلا من خلال الخيول أو سيراً على الأقدام، إذ يمنع استخدام أي وسيلة للنقل.
إضافة إلى الطبيعة الخلابة، فإن الإقامة في الإقليم لها قصة أخرى، إذ إن الفنادق عادة ما تكون متصلة بالحياة البيئية، فيمكن للزائر الاختيار ما بين الإقامة في الفنادق القريبة من محميات الحيتان، أو الدلافين، أو البطريق.
بوتسوانا الساحرة
لكل عشاق الحياة البرية، هذا هو المكان المناسب. تقدم بوتسوانا بعضاً من أكثر فرص مشاهدة الحياة البرية الملحمية في أفريقيا. تعد بوتسوانا موطناً فريداً للعديد من الحيوانات البرية المفترسة، وفي مقدمتها الأسود، النمور، والفهود، إضافة إلى قطعان الفيلة المتنوعة، والنادرة، حيث يقصدها مئات السياح لالتقاط الصور الفوتوغرافية معها.
توفر المنطقة تجارب سفاري واعية، حيث تم تخصيص 38 في المائة من إجمالي مساحة أراضي بوتسوانا للمتنزهات الوطنية والمحميات. تستخدم الدولة القوارب التي تعمل بالطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية للانتقال بين الغابات، والتعرف على معيشة الحيوانات البرية.
ليالي مدينة بوتسوانا مختلفة عن أي مدينة أخرى، حيث يسعى السكان المحليون إلى الترفيه عن السياح، من خلال الاحتفالات الفنية، والرقص والغناء، إضافة إلى ذلك، يسعى السكان إلى تحضير الأطعمة المحلية للزوار بهدف تعريفهم على عاداتهم وتقاليدهم.