واشنطن تتوقع 3 تخفيضات لأسعار الفائدة هذا العام... ماذا عن التضخم؟

04 ابريل 2024
رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي جيروم باول خلال منتدى في ستانفورد (جاستن سوليفان/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- التوقعات الحالية تشير إلى إمكانية حدوث ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي خلال العام، لكن تسعة من أصل تسعة عشر مسؤولاً يرون أن التخفيضات قد تكون اثنين أو أقل.
- مؤشرات التضخم التي أظهرت قراءات أعلى من المتوقع في بداية العام تثير تساؤلات حول مسار السياسة النقدية المستقبلية، مع تأكيدات من مسؤولين بأن التضخم لا يزال محور اهتمامهم.
- الآراء متباينة حول مستقبل السياسة النقدية، مع استعداد بعض صناع السياسة لانتظار مزيد من الوضوح بشأن مسار التضخم قبل الإقدام على خفض أسعار الفائدة، بينما يرى آخرون أن أسعار الفائدة قد لا تنخفض بالقدر المتوقع.

تشير التوقعات الصادرة منذ اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) في مارس/آذار، إلى إجراء ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام لكن بفارق ضئيل، فيما يرجح تسعة مسؤولين من 19، تخفيضين أو أقل. لكن ماذا عن توقعات التضخم؟

في هذا الصدد، رصد تقرير موسّع لشبكة "بلومبيرغ" تصريحات كبار مسؤولي الاحتياط الفيدرالي، اليوم الخميس، ومنها قول رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، إن قراءات التضخم الأعلى من المتوقع منذ بداية العام، لن تغير على الأرجح الصورة الأوسع لتباطؤ صعود الأسعار.

ويُعد غولسبي من بين أكثر 6 مسؤولين في بنك الاحتياط الفيدرالي الذين تحدثوا، اليوم الخميس، في مناقشات أو خطابات خاضعة للإشراف، ومن بين الآخرين رئيسة بنك الاحتياط الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر، ونيل كاشكاري من مينيابوليس.

وتأتي موجة التعليقات من المسؤولين في أعقاب تصريحات رئيس البنك المركزي جيروم باول قبل يوم واحد فقط، حيث شدد على أن مجلس الاحتياط الفيدرالي لديه الوقت لتقييم البيانات الواردة قبل خفض أسعار الفائدة، بما يشير إلى أن صنّاع السياسة على استعداد لانتظار علامات أوضح على انخفاض التضخم للتحرك.

وليس من الواضح بعد ما إذا كان الارتفاع في مقاييس الأسعار الرئيسية في بداية عام 2024 هو بمثابة إشارة مؤقتة على الطريق نحو هدف التضخم البالغ 2% للبنك المركزي، أو علامة على توقف التقدم.

رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في شيكاغو

يرى غولسبي أن التضخم لا يزال في طريقه إلى هدف 2%، وقد تجاهل، خلال مناسبة في أوك بروك بولاية إلينوي، التباطؤ الواضح في تقدم التضخم في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط الماضيين.

وقال في تصريحات معدة سلفاً: "تقييمي الإجمالي هو أن هذين الشهرين لا ينبغي أن يخرجانا عن طريق العودة إلى الهدف"، مضيفاً أن النشاط الاقتصادي في الوقت الحالي لا يشبه الإنهاك التقليدي للطلب.

وأشار غولسبي إلى دور تبريد أسعار السلع في خفض التضخم، حيث تحسنت سلاسل التوريد خلال التعافي من كورونا، مرجحاً أن زيادة المعروض من العمالة يمكن أن تؤدي إلى انخفاض أسعار الخدمات بشكل أكبر، مضيفاً أن تضخم الإسكان أصبح الآن المؤشر الأكثر قيمة في المستقبل القريب.

كما قال: "استناداً إلى بيانات السوق بشأن إيجارات عقود الإيجار الجديدة، كنت أتوقع أن تنخفض بسرعة أكبر مما كانت عليه من قبل. إذا لم ينخفض، فسنواجه صعوبة بالغة في إعادة التضخم الإجمالي إلى هدف 2%".

رئيس البنك الاحتياط الفيدرالي في ريتشموند

حول هذه النقاط، قال رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في ريتشموند، توماس باركين، إن من "الذكاء" أن يأخذ البنك المركزي بعض الوقت للحصول على مزيد من الوضوح بشأن مسار التضخم قبل خفض أسعار الفائدة.

وفي تصريحات معدّة سلفاً لجمعية بناء المنازل في ريتشموند، قال باركين: "لا أحد يريد أن يعود التضخم إلى الظهور. ونظراً لسوق العمل القوي، لدينا الوقت حتى تنقشع الغيوم قبل البدء في عملية خفض أسعار الفائدة".

وأبدى ثقته في أن "كل هذا التشدد (في السياسة النقدية)" سوف يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد بشكل أكبر، مضيفاً أنه يريد أن يرى تباطؤ الأسعار يتسع ليشمل حصة أكبر من السلع والخدمات. وقال: "أنا متفائل بأن الإبقاء على أسعار الفائدة مقيدة إلى حد ما يمكن أن يعيد التضخم إلى هدفنا".

رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في فيلادلفيا

بدوره، قال رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر، إن التضخم لا يزال مرتفعاً للغاية، حتى مع تمتع الاقتصاد بالمرونة وبقاء نمو الوظائف قوياً.

وخلال مناقشة جرت في كلية وارتون للأعمال في جامعة بنسلفانيا، قال: "نحن لسنا في المكان الذي يجب أن نكون فيه. فلا يزال التضخم مرتفعاً للغاية، خاصة بالنسبة لمجتمعات ALICE ذات الأصول المحدودة والدخل المحدود".

رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي السابق في نيويورك

ومن جهته، قال رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي السابق في نيويورك وكاتب العمود في شبكة "بلومبيرغ"، بيل دادلي، لتلفزيون "بلومبيرغ"، إن أسعار الفائدة ربما لن تنخفض بالقدر الذي يتوقعه مسؤولو بنك الاحتياط الفيدرالي حالياً خلال السنوات القليلة المقبلة.

ورأى أن التخفيضات الثلاثة في أسعار الفائدة التي حددها صناع السياسة لعام 2024 ليست خارج نطاق الاحتمال. إلا أن ارتفاع التضخم في المتوسط وارتفاع سعر الفائدة المحايد (الذي لا يؤدي إلى إبطاء النمو أو تحفيزه) يعني أن سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية من المرجح أن يكون أعلى من سعر الفائدة طويل الأجل البالغ 2.6% الذي قدره مسؤولو بنك الاحتياط الفيدرالي في مارس/آذار، وفقاً لمتوسط توقعاتهم.

كما أضاف أن الأسواق، في الوقت نفسه، تتوقع استقرار أسعار الفائدة أعلى بنحو نقطة مئوية من بنك الاحتياط الفيدرالي على المدى الطويل، مبدياً اعتقاده في أن "السوق على حق في أن بنك الاحتياط الفيدرالي لن يذهب إلى المدى الذي يتوقعه هو نفسه".

المساهمون