هيومن رايتس ووتش تطالب دول الخليج بحماية العمال المهاجرين من الحر

08 اغسطس 2024
عمال وافدون في الرياض، 23 مايو 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- طالبت هيومن رايتس ووتش دول الخليج بحماية العمال المهاجرين من الحرّ خلال فصل الصيف، مشيرةً إلى المخاطر الصحية الشديدة التي يتعرّضون لها بسبب التغيّر المناخي.
- أكدت المنظمة أن تدابير الحظر الحالية غير كافية، داعيةً إلى تبني تدابير حماية تعتمد على مؤشر الحرارة للبُصيلة الرّطبة الكرويّة وتوفير مناطق للراحة وماء الشرب.
- يعاني العمال من نزيف الأنف، الحمى، الصداع، الغثيان، والإغماء، مع آثار صحية دائمة مثل الفشل الكلوي والموت، وسط ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة الصحراوية.

طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش دول الخليج، الخميس، بحماية العمال المهاجرين من الحرّ خلال فصل الصيف، مشيرةً إلى "المخاطر الصحية الشديدة" التي يتعرّضون لها في ظلّ ارتفاع درجات الحرارة المرتبط بالتغيّر المناخي.

وقالت المنظمة الحقوقية غير الحكومية في بيان إن "على السلطات الخليجية أن تتبنى فورًا تدابير حماية من الحر على أساس المخاطر"، و"على أصحاب العمل أيضًا توفير مناطق للراحة في الظل وماء الشرب".

وأكدت المنظمة، على موقعها الإلكتروني، أن بلدان "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" تتقاعس عن حماية العمال الوافدين الذين يعملون في الهواء الطلق ويتعرضون لمخاطر صحية شديدة مرتبطة بالحر، وسط موجات الحر التي يغذيها الاحتباس الحراري العالمي وتسود المنطقة.

وأوضحت المنظمة أنه "يشيع بين العمال المهاجرين نزيف الأنف، والحمى، والصداع، والغثيان، والإغماء"، مضيفةً: "للحرّ أيضًا آثار صحية دائمة مثل الفشل الكلوي في المرحلة النهائية وحتى الموت".

معاناة العمال المهاجرين

ونقلت المنظمة عن عامل مقيم في السعودية قوله: "كل يوم، يفقد عامل أو عاملان الوعي في أوقات تشمل الصباح والمساء. أحيانًا في الطريق إلى العمل، وفي بعض الأحيان أثناء العمل".

وبين حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر، تمنع دول الخليج العمل تحت أشعة الشمس بين الظهر والساعة الثالثة عصرًا، في إطار سياسة "حظر العمل وقت الظهيرة". لكنّ ذلك لا يشمل مثلًا عمّال توصيل الطلبات المنزلية.

واعتبرت المنظمة تدابير الحظر هذه "غير كافية" موضحةً أنها تُطبّق فقط على "العمل في الهواء الطلق خلال ساعات محددة مسبقًا في أشهر الصيف بدلًا من استخدام +مؤشر الحرارة للبُصيلة الرّطبة الكرويّة+" الذي "يقيس الإجهاد الحراري المرتبط بالعمل على أساس درجة حرارة الهواء والرطوبة النسبية".

وقال عامل مقيم في الإمارات: "الراحة ثلاث ساعات لا تجعل الحر يزول. بعد الثالثة عصرًا أيضًا، يصبح الجو حارًا جدًا... تبدأ بالشعور بالدوار. جسمك يصبح ضعيفًا. تفقد مهاراتك المعرفية الحركية".

وأكد أربعة عمال تحدثت إليهم المنظمة هذا الصيف أن المياه ليست متاحة دائمًا في موقع العمل. وتواجه المنطقة الصحراوية، وهي واحدة من المناطق الأكثر حرا في العالم، تهديدات متزايدة بارتفاع درجات الحرارة في ظاهرة مرتبطة بالتغيّر المناخي.

وفي حزيران/يونيو، قضى أكثر من 1300 شخص أثناء تأدية فريضة الحجّ في مكّة في السعودية وسط طقس شديد الحرارة، بحسب السلطات السعودية التي أشارت إلى أن معظمهم لا يحملون تصاريح وقد ساروا لفترات طويلة تحت أشعة الشمس.

وأعلنت دول الخليج الغنية بالنفط خططها لتحقيق الحياد الكربوني على المدى الطويل، كما أنها تعمل على تطوير مصادر للطاقة المتجددة. لكنّها تواصل تصدير الوقود الأحفوري الذي يساهم استهلاكه بشكل أساسي في مفاقمة الاحترار المناخي.

(فرانس برس)

المساهمون