هوي كا يان: ملياردير صيني خسر 93% من ثروته

20 يناير 2023
الملياردير الصيني هوي كا يان (Getty)
+ الخط -

كان "هوي كا يان"، المعروف باسم Xu Jiayin بلغة المندرين، في يوم من الأيام واحداً من أغنى رجال الصين وأكثرهم نفوذاً، حيث كان بمثابة جسر بين عالم الأعمال والسياسة رفيعة المستوى. في هذه الأيام، تضاءلت ثروة رئيس مجلس إدارة مجموعة إيفرغراند العقارية الصينية بشكل كبير، لتصل إلى نحو 3 مليارات دولار هبوطاً من 42 مليار دولار، بتراجع يفوق 93 في المائة، وفق وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، التي تؤكد أن أغنى خمسة أباطرة عقاريين في الصين خسروا حوالي 65 مليار دولار في العامين الماضيين.

على أي حال، يجد "هوي" نفسه معزولاً سياسياً بشكل متزايد، مع أحدث إشارة قادمة من المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني (CPPCC)، وهي مجموعة نخبوية تضم مسؤولين حكوميين وأكبر الأسماء في مجال الأعمال.

كان "هوي" جزءاً من هذه الهيئة الاستشارية السياسية منذ عام 2008 وضمن لجنة النخبة الدائمة المكونة من 300 عضو منذ عام 2013، لكن طُلب منه عدم حضور المؤتمر السنوي في العام الماضي لأن إمبراطوريته العقارية أصبحت أكبر ضحية لأزمة الائتمان في البلاد. وهو الآن غير مدرج في أحدث قائمة صدرت الأربعاء لمن سيشكلون المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني للسنوات الخمس المقبلة.

تعكس هذه الخطوة موقف الصين المتغير تجاه مطوري العقارات، الذين سقط الكثير منهم خلال أزمة عقارية استمرت لسنوات تهدد الاقتصاد الكبير. سيتوجه أعضاء المؤتمر الاستشاري السياسي الجدد إلى بكين في مارس/ آذار المقبل لحضور اللجنة الوطنية الرابعة عشرة للمجموعة لمناقشة كل شيء من القضايا السياسية والاجتماعية إلى القوانين الجديدة ونمو الأمة.

قال المحلل السياسي ويلي لام، الأستاذ المساعد في جامعة هونغ كونغ الصينية، والذي ألف العديد من الكتب حول السياسة الصينية لوكالة "بلومبيرغ": "إن دور المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني هو بمثابة مكافأة فخرية تمنحها الصين لرجال الأعمال المخلصين لتقديم مساهمات للبلاد.

ليس من المستغرب على الإطلاق أن يكون أباطرة العقارات مثل هوي، الذين تسببوا في مشاكل في قطاع العقارات من خلال الاستدانة المفرطة لهم، خارج القائمة". ولد هوي في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 1958 في قرية ريفية يسكنها 50 ألف نسمة في مقاطعة خنان الصينية ضمن عائلة متواضعة.

بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، عمل في مصنع للإسمنت ومستودع والده، قبل أن يبدأ تعليمه الجامعي في معهد ووهان للحديد والصلب في عام 1978، حيث درس علم المعادن، بحسب "بزنس إنسايدر". بعد تخرجه من الكلية، تم تكليف هوي بالعمل في متجر للمعالجة الحرارية في شركة ووهان للحديد والصلب، حيث التقى بزوجته.

صعد بسرعة في الرتب وتمت ترقيته إلى مدير للشركة في عام 1985. بعد العمل لمدة 10 سنوات هناك، استقال في عام 1992 وتولى مناصب قيادية في شركة تجارية. في عام 1996، انتقل إلى قوانغتشو وأسس مجموعة إيفرغراند، حين بدأت الصين في التوسع الحضري السريع، وبدأ سوق الإسكان في النمو.

مع بدء تسارع التزامات إيفرغراند في عام 2014، زادت ثروة هوي أيضاً إلى ذروة 36.2 مليار دولار في عام 2019، وفقاً لمجلة فوربس. طموحات هوي لم تتوقف عند العقارات. حصل على فريق كرة قدم من قوانغتشو في عام 2010. قامت Evergrande أيضاً بغزوات في سوق المياه المعبأة، ومن بين استثماراتها الأخرى حصص في شركات عاملة في السياحة والرعاية الصحية والتمويل والتكنولوجيا.

وتشرح مجلة "فوربس" الأميركية أن الشركة استمرت في التوسع إلى أن تخلفت عن سداد سندات الدولار لأول مرة في عام 2021 ولديها حالياً أكثر من 16 مليار دولار من السندات الدولارية المستحقة. وتم تعليق أسهمها لمدة عام تقريباً بعدما فشلت الشركة في الإبلاغ عن نتائج 2021.

وأدت حملة "الرخاء المشترك" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ لإعادة توزيع الثروة إلى شن حملات في العديد من الصناعات. بالنسبة لقطاع العقارات، أدى فرض سياسة صارمة للحد من الديون إلى تفاقم الأزمة التي تؤثر على البنوك وشركات الائتمان والملايين من مالكي المنازل.

المساهمون