يرتفع الضغط على الرئيس التنفيذي لمصرف غولدمان ساكس، ديفيد سولومون. فعكس منافسيه "جي بي مورغان" و"سيتي"، سجل العملاق المصرفي الأميركي تراجعا في الأرباح الصافية خلال الفترة الماضية.
قبل ذلك، لم تتوقف التعليقات حول الآلية الإدارية التي يعتمدها سولومون في مصرف غولدمان ساكس، فقد اعتبر البعض أن ساعة النقد الذاتي قد حانت، وتحدثت "ليه زيكو" الفرنسية عن إصلاحات لم تنته ولم تصل بعد إلى أهدافها، وأثارت "ذي إيكونوميست" قضية أن غولدمان ساكس ترهل، وانتقل من مفترس كبير إلى مصرف متعثر في وول ستريت.
تشير التقارير إلى أن سهم المصرف فقد شيئا من بريقه في وول ستريت، ويؤكد محللون أن استراتيجية تنويع أنشطة المصرف التي أعلن عنها سولومون لم تعط نتائجها، ورغم إطلاقه مخططا لإلغاء 3200 فرصة عمل، إلا أن المستثمرين أصيبوا بخيبة أمل.
في الربع الأخير من العام الماضي، سجل المصرف تراجعا كبيرا في دخله الصافي، بفعل انخفاض العوائد المتأتية من عمليات الدمج ونشاط الاستحواذ، التي جاءت دون التوقعات.
واقع دفع سولومون إلى التأكيد عن مواجهة المصرف لخلفية اقتصادية صعبة، مشيرا إلى تركيزه على "تحقيق فؤاد إعادة التنظيم الاستراتيجي الذي سيعزز نواة أعمالنا، يوسّع منصات النمو، ويحسّن الكفاءة".
النتائج التي أعلن عنها المصرف الثلاثاء الماضي، تشير إلى تراجع الإيرادات في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بنسبة 5 في المائة إلى 12.2 مليار دولار، في الوقت نفسه الذي انخفضت فيه الأرباح بنسبة 19 في المائة، كي تستقر في حدود 3.09 مليارات دولار.
شكل غولدمان ساكس استثناء بالنسبة للمصارف الأميركية، حيث تراجعت نتائجه متأثرة بأنشطة بنك الاستثمار المرتبطة بضعف عمليات الإدماج والاستحواذ. هذا ما يدفع المحللين إلى تأكيد أن سولومون يعيش أصعب ولاية له كرئيس تنفيذي، هو الذي قال في فبراير/ شباط الماضي، "نحن نفكر ونتعلم ونتكيف، إنه جوهر التدبير الجيد للمخاطر".
تجربته في عالم الصيرفة قد تتيح له تجاوز التعثر الحالي. فقد أضحى رئيسا تنفيذيا لمجموعة غولدمان ساكس في 2018 حيث تولى فيه منصب الرئيس والرئيس التنفيذي لشؤون العمليات، وقبله شغل منصب الرئيس المشارك لشعبة البنوك الاستثمارية فيما بين عامي 2006 و2016.
وكان شغل قبل ذلك منصب الرئيس العام لمجموعة التمويل التي تضم جميع أسواق رأس المال ومنتجات المشتقات المالية الخاصة بعملاء المجموعة من المؤسسات والشركات.
ولد في عام 1962 من أب ناشر وأم متخصصة في علم السمع، بمنطقة سكارسدايل بولاية نيويورك، حصل في بداية الثمانينيات من القرن الماضي على دبلوم من هاميلتون كوليدج، وانضم إلى عالم الأعمال في وول ستريت، حيث تخصص في قطاع مصارف الاستثمار.
وفي عام 2021، أعلن بنك غولدمان ساكس أنه سيخفض أجر سولومون عن العام السابق بنسبة 36 في المائة بسبب فضيحة مالية دفعت البنك إلى دفع غرامات وصلت إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار.
سيكون على ديفيد سولومون الذي حصل على إيرادات بلغت 35 مليون دولار في العام الماضي إعادة ترتيب أوراق المصرف الأميركي، هو الذي يشتهر بكونه يعمل منسقا موسيقيا (دي جي)، حيث أضحى ينشط في نواد ليلة ويشارك في العديد من المهرجانات الدولية في لوس أنجليس ونيويورك وميامي وباهاماس وشيكاغو. وهو ينشط في مجال تسجيلات موسيقى الرقص الإلكترونية (EDM).
وسولومون حاضر بقوة على وسائط التواصل الاجتماعي، حيث ينشر صور وفيديوهات يبرز من خلالها إنجازاته في مجال الموسيقى الإلكترونية. تمكن عبر شخصيته من نشر ثقافة جعلت العاملين في المصرف يتخففون من اللباس الرسمي المعروف عن العاملين في هذا المجال.
غير ذلك لم يحل سولومون مطالب الموظفين الشباب وسط الاحتجاج قبل عامين من وتيرة العمل المرتفعة، ما دفعهم إلى المطالبة بساعات عمل أقل، الشيء الذي دفع ديفيد سولومون إلى التدخل من خلال التعبير عن تفهم قلق العاملين بعد سنة كوفيد.