طرح استحواذ "جيه بي مورغان" على بنك "فيرست ريببليك" المنهار الكثير من الأسئلة حول ما إذا كان النظام المصرفي الأميركي بحاجة إلى المزيد من عمليات الإنقاذ البنكي، أم أن "فيرست ريببليك" سيكون الأخير في مصفوفة دومينو الانهيارات.
ويعد انهيار بنك "فيرست ريببليك" ثاني أكبر فشل في تاريخ الولايات المتحدة بعد بنك واشنطن موتشل في عام 2008، متجاوزًا بانهياره بنكي سيغنتشر وسيلكون فالي، اللذين انهارا في مارس/آذار الماضي.
وعلى الرغم من ضخ 30 مليار دولار من البنوك الكبرى لفيرست ريببليك، إلا أن المخاوف تصاعدت بشأن استمرار فيرست ريببليك في الوجود الأسبوع الماضي، ما أدى إلى تدفق الأموال خارجه، ومن ثم ارتفاع درجات المخاطر التي يتعرض لها، إلى أن صادره المنظمون وبيع في مزاد إلى جيه بي مورغان تشيس، أكبر البنوك الأميركية من حيث الأصول.
وأكد جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لجيه بي مورغان تشيس، أنه لا يرجح حدوث المزيد من عمليات الإنقاذ لبنوك متعثرة بحجم فيرست ريببليك، لكنه أكد في الوقت نفسه أن "هناك عدداً من البنوك كانت ستجد نفسها في الطريق إلى هذا المأزق، قبل أن تحل هذه الأزمة، ويمكن للجميع الآن أن يلتقطوا أنفاسهم أخيرًا".
ووافق ديمون في ذلك ديفيد سميث، المحلل الاقتصادي في أوتونوموس ريسيرش، الذي قال في مقابلة تليفزيونية، اليوم الثلاثاء، إنه "لا يمكن القول على وجه اليقين أن أزمة البنوك الإقليمية قد انتهت، ولكن يمكن أن تساعد الأوضاع الحالية على وضع نهاية للأمور".
وعن "فيرست ريببليك"، قال سميث إنه آخر بنك متبق من تلك البنوك التي كانت عرضة للإفلاس بعد سيليكون فالي وسيغنتشر.
وكتب إبراهيم بوناوالا، المحلل في بنك أوف أميركا، في مذكرة للعملاء أمس الإثنين أن استحواذ "جيه بي مورغان تشيس" على "فيرست ريببليك" من الممكن أن ينهي المبيعات القسرية للبنوك الناتجة عن التدفق الخارجي للودائع.
وكان لدى بنك فيرست ريبابليك 118.8 مليار دولار من الودائع غير المؤمن عليها من المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، وشكلت حوالي 67% من اجمالي ودائع البنك في نهاية 2022.
وكشف التقرير المالي للربع الأول من العام، الصادر من بنك "فيرست ريببليك" الأسبوع الماضي، أن الودائع قد تراجعت بنسبة 40% أو 100 مليار دولار قياسًا من بداية العام.
وتحفظ المنظمون على بنك "فيرست ريببليك" رسميًا الأسبوع الماضي، وتم تسليمه إلى المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، التي أقامت بدورها مزادًا أفضى إلى بيعه لأكبر بنوك أميركا "جي بي مورغان تشيس".