هل يقترب الركود من الاقتصاد الأميركي؟

هل يقترب الركود من الاقتصاد الأميركي؟

21 يوليو 2023
توقعات متباينة للاقتصاد الأميركي في النصف الثاني من العام (أسوشييتد برس)
+ الخط -

بدأ الاقتصاديون، الذين توقعوا في وقت سابق حدوث ركود اقتصادي بالولايات المتحدة، في مراجعة توقعاتهم، بعدما أخذ التضخم في الانحسار، واستمر الاقتصاد في إظهار علامات القوة والمرونة.

ونقلت وكالة بلومبيرغ عن نائب رئيس قسم الأبحاث في "دويتشه بنك" بيتر هوبر، وكبير الاقتصاديين في مؤسسة "فاني ماي" دوغ دونكان، قولهما إن الأمر الآن يشبه إلقاء عملة في الهواء، ما يعني أن احتمالات حدوث ركود تتساوى مع احتمالات تجنبه، إلا أنهما أشارا إلى اعتقادهما أن الانكماش ربما يكون مرجحاً أكثر من غيره.

لكن دونكان أشار إلى أن بيانات بدء بناء المساكن وأسعارها، كما أرقام مبيعات السيارات، كانت أقوى من المتوقع، ما قدم الدعم للاقتصاد خلال الأسابيع الأخيرة.

وأرجع هوبر الفضل في تراجع احتمالات دخول الاقتصاد في ركود إلى البنك الفيدرالي، ورفعه الفائدة بتأن، ما ساهم في محاصرة التضخم، من دون التسبب في إيقاف عجلة الاقتصاد.

أما آيتشي أميميا، كبير الاقتصاديين في نومورا سيكيوريتيز إنترناشونال، فقد أوضح أنه لا يزال متمسكًا بتوقعات شركته بدخول الاقتصاد الأكبر في العالم في الركود، بل إنه أدعى أن الركود أصبح قريبًا.

أسواق
التحديثات الحية

وأجرت بلومبيرغ استطلاعًا لرأي الاقتصاديين الشهر الجاري، أظهر أن احتمالية حدوث ركود في الولايات المتحدة خلال الاثني عشر شهرًا القادمة تبلغ 60%.

وتأتي تلك النتيجة على الرغم من تزايد تفاؤل بعض الاقتصاديين الذين استطلعت آراؤهم بلومبيرغ مع تراجع التضخم.

وتوقعت الوكالة أن يرتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 2.2% في الربع الأخير من عام 2024، وفقًا للمسح الأخير، وكانت التوقعات في مسح الشهر الماضي 2.3%.

ورجح الاستطلاع أن يتراجع ما يسمى بمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية خلال النصف الأول من العام المقبل بأكثر مما كان متوقعًا الشهر الماضي، كما توقع الاقتصاديون أيضًا انخفاض مؤشر أسعار المستهلكين بشكل أسرع حتى نهاية العام المقبل.

وأجرت بلومبيرغ المسح الذي شمل 73 خبيرًا اقتصاديًا في الفترة من 14 إلى 19 يوليو الجاري، بعد أن أظهر أحدث تقرير لمؤشر أسعار المستهلكين انخفاض معدل التضخم في الولايات المتحدة في يونيو/حزيران إلى أدنى مستوى له في أكثر من عامين.

ودفع ذلك العديد من المتداولين إلى المراهنة على أن رفع سعر الفائدة المتوقع الأسبوع المقبل من قبل البنك الفيدرالي سيكون الأخير في هذه الدورة. كما توقع الاقتصاديون في الاستطلاع أيضًا تخفيضات أقل في أسعار الفائدة من البنك الفيدرالي العام المقبل.

وعلى صلة بالأمر، قال فيليب ماري، كبير المحللين الاستراتيجيين الأميركيين في رابوبانك، في لقاء على تلفزيون بلومبيرغ، إنه لا يتوقع أن يرفع البنك الفيدرالي سعر الفائدة مرة أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني، لأن الاقتصاد سيكون في ركود بحلول ذلك الوقت. وأرجع ذلك إلى أن  أسعار الفائدة الحقيقية ستصبح أكثر تقييدًا، ما سيؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد.

المساهمون