هل يعي الخليج الدرس؟

26 أكتوبر 2014
أزمة اقتصادية عالمية على الأبواب.. والخليج الخاسر الأكبر
+ الخط -

عقب اندلاع الأزمة المالية العالمية في 2008 تعرضت دول الخليج إلى خسائر مالية فادحة، قدرت حينها بعشرات المليارات من الدولارات وتحققت جراء الأزمة، فهذه الدول كانت من أكبر المستثمرين في الأسواق الغربية سواء الأميركية أو الأوروبية، خاصة في سوقي الأسهم وأدوات الدَّين، كالسندات وأذون الخزانة، ومع تهاوي الأسعار في بورصة وول ستريت، وانهيار قطاعات المال والمصارف والعقارات والتأمين الأميركية، انهارت القيمة السوقية للاستثمارات الخليجية في هذه القطاعات.

ولم تقف خسائر دول الخليج عند حد الخسائر المالية المباشرة في الأسهم والعقارات، بل امتدت إلى ما هو أخطر وربما أكثر تكلفة، فهذه الدول اضطرت إلى إيداع أموالها في المصارف الأميركية بلا مقابل، مع تهاوي العائد على الودائع الدولارية وبلوغه ما يقرب من الصفر.

بل إن عدداً من الحكومات الخليجية وكبار المستثمرين الخليجيين، تدخلوا مباشرة لتحمل الجزء الأكبر من تكلفة علاج الأزمة المالية ومساندة أميركا في محنتها المالية، عبر ضخ مليارات الدولارات في رؤوس أموال المصارف وشركات التأمين والتمويل العقاري المتعثرة.

وأبرز مثال على ذلك مجموعة سيتي بنك، أكبر مصرف في العالم، فقد تدخل الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال لإنقاذها عبر ضخ عشرة مليارات دولار، وهذا المبلغ كان يعادل نحو 40% من ثروته البالغة 23.6 مليار دولار، طبقاً لآخر تقرير لمجلة فوربس الأميركية، بوصفه من أكبر المساهمين في سيتي بنك.

وتلقى مصرف ميريل لينش، دعما مالياً بقيمة 6.6 مليار دولار من مجموعة تقودها هيئة الاستثمار الكويتية، كما تلقت المصارف المتعثرة في وول ستريت، والتي انطلقت منها الأزمة المالية العالمية، دعماً بقيمة 59 مليار دولار، جاء معظمه من مؤسسات مالية خليجية.

ومرت السنوات وانتظرنا أن تستفيد دول الخليج من تجربة عام 2008 المؤلمة، وأن تخرج حكومات ومستثمرو هذه الدول بهدوء من الأسواق الغربية المضطربة، أو أن تقوم بسحب الجزء الأكبر من أموالها واستثماراتها عقب تعافي هذه الأسواق، لكنّ هذا لم يحدث، وبقيت تريليونات الخليج مودعة لدى المصارف الغربية.

الآن.. ونحن على أبواب أزمة اقتصادية عالمية جديدة، هل تسارع دول الخليج لسحب جزء من أموالها لاستثماره في بلدانها، بدلا من تركه عرضة للمخاطر والخسائر المحتملة كما حدث في أزمة 2008، وهل تسارع هذه الدول إلى إنقاذ أموالها وفقرائها وشبابها من الفقر والضياع والانضمام للجماعات المتطرفة؟

دلالات
المساهمون