- **مخاوف سوق العمل وتأثيرها على الفائدة:** أبدى رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في شيكاغو قلقه بشأن سوق العمل، حيث تباطأت بيانات التوظيف وارتفعت البطالة إلى 4.3%، مما أثار مخاوف من تأخر الفيدرالي في خفض الفائدة.
- **توقعات خفض الفائدة وتأثيرها على الاقتصاد:** تتوقع وول ستريت خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر، مع احتمالية خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، بناءً على تقارير الوظائف والتضخم لشهر أغسطس.
أظهرت بيانات أسعار المستهلك تراجع التضخم السنوي في الولايات المتحدة إلى 2.9% خلال يوليو/ تموز الماضي، نزولا من 3% في يونيو/ حزيران السابق له، فهل حان وقت خفض أسعار الفائدة الأميركية؟
استقبلت مؤشرات وول ستريت الرئيسية الثلاثة، داو جونز، ناسداك 100، ستاندرد اند بورز 500، بيانات التضخم الأميركية الصادرة الأربعاء على ارتفاع جماعي. في المقابل، استقر مؤشر الدولار الأميركي في جلسة الأربعاء، بعد جلسة تذبذب فيها المؤشر صعودا وهبوطا ضمن نطاق لا يتجاوز 0.05 بالمئة، ليغلق عند 102.4 نقطة. وأسعار المستهلك المسجلة في يوليو تعتبر الأدنى منذ مارس/ آذار 2021، وفق حسابات الأناضول، استنادا إلى بيانات التضخم التاريخية المنشورة على موقع الفيدرالي الأميركي.
ووصف محللو أسواق المال بيانات التضخم بـ"المشجعة" قبيل اجتماع لجنة السوق المفتوحة بالفيدرالي، ما يقدم للفيدرالي أبرز أسباب تخفيف السياسة النقدية المتشددة. وحاليا، تبلغ أسعار الفائدة على الأموال الاتحادية في الولايات المتحدة بين نطاق 5.25% - 5.5%، وهو أعلى مستوى لها منذ قرابة 23 عاما. وفي مقابله له مع بلومبيرغ الأربعاء، قال رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في شيكاغو أوستن غولسبي إنه أصبح "أكثر قلقا" بشأن سوق العمل من التضخم، وسط التحسن الأخير في ضغوط الأسعار، وبيانات الوظائف المخيبة للآمال.
وتخشى الأسواق الأميركية أن يكون الفيدرالي قد تأخر فعلا في خفض أسعار الفائدة، وهو ما ظهر جليا على تباطؤ التوظيف الحاد المسجل في يوليو الماضي، ونسبة البطالة الأعلى منذ 2021 والبالغة 4.3%. وأرقام سوق العمل لشهر يوليو أثارت مخاوف من أن مجلس الاحتياط الفيدرالي كان بطيئا للغاية في خفض سعر الفائدة الرئيسي من أعلى مستوى له في أكثر من عقدين من الزمان.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة في سبتمبر، على الرغم من انقسام المستثمرين والاقتصاديين حول ما إذا كان ذلك سيكون بربع نقطة أو نصف نقطة. ويراهن المتداولون على أن صناع السياسات سيخفضون تكاليف الاقتراض بنسبة مئوية كاملة بين الوقت الحالي ونهاية العام الجاري، وفقا لأسواق العقود الآجلة. ووفقا للتوقعات المتوسطة في يونيو/حزيران، توقع الفيدرالي خفض تكاليف الاقتراض مرة واحدة فقط هذا العام، تليها أربع تخفيضات إضافية في 2025. كما قدرت التوقعات أنه بحلول نهاية عام 2024، سيبلغ متوسط معدل البطالة 4%، مقارنة مع ما سُجّل في يوليو عند 4.3%.
ومع صدور بيانات التوظيف الأخيرة الخاصة بشهر يوليو، ارتبكت الأسواق العالمية، وسط مخاوف من احتمال دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود بحلول نهاية العام الجاري. وقال جولسبي: "إذا كنت ستدخل في ركود أو كنت تعتقد أنك ستدخل في ركود، فسيؤثر ذلك على المعدل الذي ستجري به تخفيضات أسعار الفائدة.. الظروف هي التي ستبرر حجم التخفيضات".
توقعات وول ستريت بشأن أسعار الفائدة
وتظهر توقعات محللي وول ستريت وشركات الوساطة الأميركية، بل وحتى تلك العاملة في آسيا وأوروبا، أنها ضمنت على الأقل خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر/أيلول المقبل. إلا أن النسبة قد لا تكون مناسبة للظروف التي تمر بها سوق التوظيف الأميركية البطيئة، ليبدأ الحديث عن خفض بمقدار 50 نقطة أساس دفعة واحدة في اجتماع الشهر المقبل. وفي مذكرة بحثية الأربعاء، قالت سيما شاه من شركة Principal Asset Management الأميركية إن قراءة مؤشر أسعار المستهلك لشهر يوليو تزيل أي عقبات تضخمية متبقية ربما كانت تمنع بنك الاحتياط الفيدرالي من بدء دورة خفض أسعار الفائدة في سبتمبر.
وتبقى للفيدرالي الأميركي ثلاثة اجتماعات حتى نهاية العام الجاري، وهي اجتماعات سبتمبر، ونوفمبر/تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول. ويتبقى أمام الفيدرالي تقريران مهمان قبيل اجتماع سبتمبر المقبل، الأول سيكون في الجمعة الأول للشهر المقبل، ممثلا بتقرير الوظائف عن أغسطس/آب الجاري. بينما التقرير الثاني هو تقرير التضخم لأغسطس الجاري أيضا، وهما التقريران اللذان سيسبقان اجتماع الفيدرالي، وسيحددان على الأرجح مقدار الخفض، إن كان 25 نقطة أساس أو 50 نقطة أساس، وفق توقعات وول ستريت.
(الأناضول، العربي الجديد)