هل بلغ الطلب الصيني على النفط ذروته؟

25 اغسطس 2024
محطة وقود في مدينة غنقز هو بالصين، 8 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تراجع أسعار النفط بسبب عدم اليقين بشأن الطلب الصيني**: انخفضت واردات الصين النفطية في يوليو بنسبة 12% عن يونيو، مما أثار مخاوف حول صحة الاقتصاد الصيني والطلب المستقبلي على النفط.
- **الصين كأكبر مستورد للنفط**: الصين تلعب دورًا كبيرًا في تحديد توجهات الطلب على النفط، ولكن البيانات الأخيرة تشير إلى تباطؤ في استهلاكها، مما يؤثر على الأسعار العالمية.
- **عوامل إضافية تؤثر على الطلب**: تباطؤ نمو التصنيع وأزمة العقارات في الصين، بالإضافة إلى ظهور السيارات الكهربائية واستخدام الغاز الطبيعي المسال، ساهمت في تراجع الطلب على النفط.

أصبح عدم اليقين بشأن الطلب الصيني على النفط العامل الرئيس لتراجع أسعار الخامات البترولية، على الرغم من الظروف الجيوسياسية المضطربة التي تدفع عادة الشركات والمستثمرين للمضاربة على صفقات النفط والتحوط للمستقبل عبر ملء الخزانات. وقد أثارت بيانات واردات النفط الصينية الكثير من التساؤل حول ما إذا كان الطلب على النفط بالصين قد بلغ ذروته.

ولاحظ محللون أن في كل مرة تبدأ أسعار الخامات البترولية بالارتفاع تعود للتراجع بسبب عدم اليقين بشأن الطلب الصيني. وانخفضت واردات الصين النفطية في يوليو/تموز 12% عن يونيو/حزيران، و3% عن يوليو/تموز 2023، مما أثار مخاوف بشأن الصحة الاقتصادية للصين والطلب المستقبلي على النفط، وفق البيانات الصادرة في بكين ونقلتها نشرة "أويل برايس" مساء السبت.

والصين باعتبارها أكبر مستورد للنفط في العالم تتمتع بقوة كبيرة في تحديد توجهات الطلب على النفط، وبالتالي أسعاره. وقال تقرير بنشرة "أويل برايس" المتخصصة في الطاقة: "قد يحتاج اللاعبون في تلك الأسواق إلى البدء في التكيف مع فكرة أن الصين لن تستمر في استهلاك المزيد من النفط الخام في المستقبل البعيد".

ووفق التقرير، خيبت أحدث أرقام واردات الصين من النفط الخام آمال العديد من أولئك الذين رأوا أن الصين قد تواصل زيادة وارداتها النفطية. وأثارت الأرقام، كالعادة، تعليقات مفادها أن الاقتصاد الصيني يتباطأ، وكذلك الطلب على النفط، وبالتالي تراجعت الأسعار العالمية.

ووفق بيانات واردات النفط في آسيا، تجاوزت الهند الصين كأكبر مشتر للخام الروسي الخاضع للعقوبات بمعدل يقترب من 2.1 مليون برميل يومياً، وهو ما يمثل زيادة شهرية بنسبة 4.2% وزيادة سنوية بنسبة 12%.

وإلى جانب أرقام واردات النفط، غذت البيانات الاقتصادية الخاصة بالصين الكثير من حالة عدم اليقين بشأن الطلب وسط التجار والمحللين على حد سواء. ويعد تباطؤ نمو التصنيع وأزمة العقارات من الأسباب القوية للقلق بشأن الطلب على النفط في بلد معروف بصناعته التحويلية وقطاعه العقاري الذي كان مزدهراً في السابق.

ويرى محللون أن عوامل مثل ظهور السيارات الكهربائية، والتحول إلى استخدام الغاز الطبيعي المسال في الشاحنات، والتباطؤ في التصنيع والعقارات ساهمت في تراجع الطلب، في حين يعتقد بعض المحللين أن التباطؤ مؤقت، ويرى آخرون أن الطلب على النفط في الصين ربما يكون قد بلغ ذروته بالفعل، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على أسواق النفط العالمية.

المساهمون