قال تقرير بصحيفة "فاينانشال تايمز" اليوم الأحد، إن النزاع التجاري بين واشنطن وبكين بات يهدد مستقبل هواتف "أبل" في السوق الصينية وكذلك العالمية، وسط القيود التجارية المحتملة من الحكومة الصينية على منتجات شركة "أبل". وتعمل بكين التي تعرضت لعقوبات حظرت بموجبها واشنطن تصدير الشرائح الذكية عالية التقنية إليها على الرد بعقوبات مماثلة على واشنطن.
في هذا الصدد، تقول "فاينانشال تايمز"، إنه إلى جانب المخاوف بشأن القيود المحتملة على منتجات "أبل"، ظهر تهديد جديد، وهو الإطلاق غير المتوقع لهاتف هواوي الذكي الجديد في الصين في نهاية أغسطس/آب الماضي. وتم بيع جهاز Mate 60 Pro الذي أطلقته "هواوي" إبان زيارة المسؤولة الأميركية، جينا ريموندو لبكين، وسط موجة من الحماس الوطني الصيني.
وكشف خبراء التقنية أن هاتف هواوي الجديد استخدم شرائح صينية متقدمة بداخله، وهو ما لم تتوقعه الحكومة الأميركية. وكانت العقوبات الأميركية ضد شركة هواوي قد شلت في السابق قدرات أجهزتها المحمولة، وضربت أسواقها العالمية، ومكنت شركة أبل من السيطرة على مبيعات الهواتف الذكية المتطورة في الصين.
وحسب التقرير، انخفضت أسهم شركة أبل بعد إطلاق هاتف هواوي الجديد، لكن خبراء تقنية الهواتف، قالوا إن انخفاضات الأسهم الأخيرة بسبب الأحداث في الصين كانت مبالغاً فيها.
في هذا الشأن، قالت الشريك الإداري في شركة "ديبووتر أست منجمنت" الأميركية، جين مونستر، إن "أسوأ الحالات" هي أن حظر استخدام أجهزة أبل داخل الحكومة الصينية سيخفض مبيعات "أيفون" العالمية بنسبة 2 في المائة، والإيرادات الإجمالية بنسبة واحد في المائة العام المقبل 2024.
وذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" في وقت سابق أن القيود المفروضة على الحكومة والموظفين الذين يستخدمون أجهزة أبل ستمتد لسنوات. وتتخوف كل من بكين وواشنطن على أمنهما القومي من تقنيات الهواتف الذكية. ولكن الخبير الأميركي بول تريولو قال لـ"فاينانشال تايمز": "ستكون بكين مترددة للغاية في اتخاذ مزيد من الإجراءات التي تضعف مكانة "أبل" في الصين، لأن ذلك سيكون له تأثير سلبي للغاية على مناخ الأعمال بالصين".
وأضاف أن العلاقة بين "أبل" والصين كانت مفيدة لكلا الطرفين. إذ حدثت شركة أبل معايير وعمليات الإنتاج الخاصة بالمصنعين الصينيين، مع حماية ملكيتها الفكرية، من خلال تنويع سلسلة التوريد الخاصة بها لضمان عدم تمكن أي مورد من تكرار منتجاتها.